«يخت و35 مليون دولار»... تفاصيل جديدة عن هروب غصن من اليابان

نشر في 14-02-2020 | 15:26
آخر تحديث 14-02-2020 | 15:26
No Image Caption
كشف تقرير لفورين بوليسي تفاصيل إضافية عن هروب قطب السيارات اللبناني كارلوس غصن المثير للجدل من اليابان، والملاحقات التي تقوم بها شركة نيسان موتورز بحقه حتى بعد وصوله لبنان.

وتتهم الشركة مديرها التنفيذي السابق بالاختلاس والاحتيال.

وفي أحدث تطورات النزاع القانوني المستمر لأشهر بين نيسان وغصن، رفعت شركة السيارات الشهيرة دعوى قضائية جديدة ضد غصن تطالبه فيها بدفع تعويضات بقيمة 90 مليون دولار نظير «سوء سلوك ونشاط احتيالي وفساد على مدار سنوات عديدة».

وغصن مواطن فرنسي برازيلي لبناني اعتقل في 2018، وكان ينتظر محاكمته في اليابان، قبل أن يهرب في ظروف مثيرة في ديسمبر الماضي.

كيف هرب ؟

رحلة هروب غصن من اليابان إلى لبنان، بدأت ببساطة بخروجه من المنزل الذي كان يقيم فيه تحت المراقبة لمدة 24 ساعة، كجزء من شروط الإفراج عنه بكفالة.

ووفقاً للتحقيقات التي أجرتها وكالتا NHK و Nikkei اليابانيتان، التقى غصن مع اثنين من المتآمرين في فندق قريب، ثم أخذاه في قطار فائق السرعة إلى أوساكا.

بعد قضاء ليلة في أحد الفنادق القريبة من مطار كانساي، غادر شريكا غصن متجهين إلى المطار لحجز طائرة خاصة، فيما تم إخفاء كارلوس غصن في صندوق كبير لمعدات الحفلات الموسيقية.

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن جهاز الأشعة السينية في مطار كانساي لم يكن كبيراً ما يكفي لمسح الصندوق، ما سمح بتهريب غصن على متن رحلة متجهة إلى اسطنبول.

وبمجرد وصوله إلى هناك، استقل غصن رحلة جوية خاصة أخرى متجهة إلى بيروت التي دخلها حسب السلطات اللبنانية بجواز سفره الفرنسي وبطاقة هويته اللبنانية، وقد نفت السلطات الفرنسية حينها استخدامه الوثائق الفرنسية لدخول لبنان.

الهروب الجريء لغصن، حسب تقرير فورين بوليسي، تطلب على الأقل أشخاصاً متمرسين بما يشمل أميركياً واحداً على الأقل يدعى مايكل تايلور وهو موظف سابق في قوة العمليات الخاصة الأميركية «غرين بيريت» الشبيهة بـمشاة البحرية، حسب نيويورك تايمز.

يعمل تايلور الآن مستشاراً أمنياً، وهو معروف بإلمامه بلبنان.

في 30 يناير الماضي أصدرت اليابان مذكرات توقيف بحق تايلور وابنه بيتر تايلور وشريك آخر مزعوم هو جورج أنطوان زايك.

التهم

تسعى أخر دعوى مرفوعة ضد غصن إلى استرداد المصروفات، التي تقول نيسان إن غصن أنفقها عن طريق الاحتيال باستخدام حسابات الشركة، ووفقاً لبيان صادر عن نيسان، تشمل هذه التكاليف استخدام عقارات سكنية في الخارج دون دفع الإيجار، والاستخدام الخاص لطائرات الشركة، ومدفوعات لشقيقته ومحاميه الشخصي في لبنان.

وتضاف دعوى نيسان الأخيرة إلى قائمة تهم «الاحتيال والاختلاس» الموجهة لكارلوس غصن.

وجاءت أحدث التهم بعد تحقيق داخلي لشركة نيسان يسلط الضوء على مدفوعات خصصت لموزع تابع للشركة في سلطنة عمان بقيمة 35 مليون دولار. ويزعم أن بعض هذه الأموال استخدمت لشراء يخت لغصن، وتوفير رأس مال استثماري لشركة ابنه.

البحث عن جريمة

بعد القبض على غصن، وصف محامي شركة نيكي، ستيفن جيفنز، القضية المرفوعة ضد المدير التنفيذي السابق لنيسان بأنها «أقل خطورة من اختلال الشركات الذي يتم تجاهله بشكل روتيني في اليابان».

وقال إن القضية خلقت «انطباعاً قوياً بأن ما جرى منذ البداية كان بمثابة رحلة صيد بحثاً عن جريمة».

ينفى غصن الاتهامات الموجهة إليه ويقول إنها مدفوعة برغبة بعض المديرين التنفيذيين لشركة نيسان في انقلاب بمجلس الإدارة.

ويقول غصن إنه اضطر إلى الهرب بسبب طريقة احتجازه «التعسفية» والنظام القضائي في اليابان، والذي يقول حقوقيون، من أمثال براد أدامز المدير التنفيذي لقسم آسيا في هيومن رايتس ووتش، إنه «صمم لانتزاع اعترافات من المتهمين، وكثيرون منهم يستسلمون»

وأشار بيان نيسان، يوم الأربعاء، إلى أن شركة صناعة السيارات لن تتخلى عن حملتها ضد غصن، مؤكدة أنها «تحتفظ بحقها في متابعة إجراءات قانونية منفصلة بشأن تصريحات لا أساس لها من الصحة والتشهير» أدلى بها غصن خلال مؤتمر صحفي عقده بعد خروجه من اليابان.

وفي المقابل، تقول السلطات القضائية اللبنانية إنها لن تسلم غصن إلى اليابان ومنعته من السفر خارج البلاد.

ويعد كارلوس غصن من المشاهير في لبنان واليابان، إذ يعود له الفضل في إنقاذ شركة نيسان من الإفلاس في أواخر التسعينيات، وبين عامي 2001 و 2002 تم تصوير مسلسل عنه باسم «الحياة الحقيقة لكارلوس غصن».

بعد اعتقاله في نوفمبر 2018 في اليابان، قال وزير الداخلية اللبناني السابق نهاد مشنوق إن «طائر الفينيق اللبناني لن يحترق بالشمس اليابانية».

back to top