سدانيات: الحب في زمن الكورونا!

نشر في 31-01-2020
آخر تحديث 31-01-2020 | 00:04
 محمد السداني لا أعتقد أن ما نكتبه يوميا من نقد لاذع للحكومة يعتبر نوعاً من السلبية والتضليل، أو عندما نتحدث عن تراجع مؤشرات الكويت في الكثير من التصنيفات العالمية يعد نوعا من السلبية التي يتبناها السوداويون الذين لا يعرفون لضوء الشمس سبيلا!

إن الأزمات التي تمر بنا في السنوات الخمس عشرة الأخيرة تكاد تكون مترابطة ومتسلسلة، وكأنَّ أحداً قد حاك قصتها الساذجة المملة والكريهة! كيف لنا ونحن نشاهد بلداً بأكمله يتجه نحو الضياع دون أن نسأل أنفسنا سؤالاً حقيقيا: من المسؤول عن كل هذه الفوضى؟ عدم استقرار سياسي، ومجالس متعاقبة، وغياب للممارسة السياسية الحقيقية، وصراع عوائل وقبائل ومجاميع تجارية، وكأننا نعيش في لعبة "مونوبولي" لا في دولة فيها نظام تعليمي من مئة عام تقريبا، كيف تملك السلطة وجها أو قدرة على الخروج للحديث عن الفساد ومحاربته والسير نحو بناء اقتصاد مستدام وكل يوم نسمع بسرقات تشيب لها الولدان من مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومات المتعاقبة على الدولة، التي سكن كل شيء فيها إلا الفساد والسرقات التي كبرت حتى صارت وحشا يلتهم الأخضر واليابس.

إنَّ السذاجة في مجتمع يفترض أنه مثقف ومتعلم جعلتنا نعلق آمالنا على أشخاص هم جزء من منظومة الفساد التي تحوك جزءا من دثار السلطة الذي تلجأ إليه كلما تعرت بعوامل السياسة والسذاجة! وإن أسئلة لحوحة من المفترض أن تجري على ألسنتنا طوال فترة سابقة: أولئك المصلحون الذين نعتقد أنهم بعيدون كل البعد عن الفساد وأهله من أين لهم هذه الأموال؟! هل المناصب الوزارية تجعل الشخص مليارديرا؟! وهل المناصب الوزارية تأتي بشقق لندن وقصور فرنسا؟! إننا وبعد كل هذه السنوات نستعين بسارق نظيف ليخلصنا من سارق متسخ كالمستجير من الرمضاء بالنار! إن محاربة الفساد ليست نصف عملية إصلاحية، ولا يمكن أن تكون كذلك، إما أن تُصلح المنظومة كاملة أو لا يمكن أن تكون هناك منظومة في الأساس! ويجب علينا بعد كل هذه السنوات أن نعفي السُذج والمغفلين والكومبارس في المشهد السياسي من اللوم الموَّجه لغير مستحقيه؛ لأننا نعرف جيدا من يستحق اللوم ومن الملوم في دوامة الفساد والتأخر والصراع الذي نعيشه دون معرفة النهاية الحقيقية لهذه الفوضى التي جعلت مال البلاد حِلا حلالا في جيوب الهاربين في كل مكان دون أدنى مسؤولية من الدولة التي أقسم سراق كثر كانوا يرتدون بشوتاً ويجلسون في الصفوف الأمامية في الاستقبالات على حماية المال العام من السرقة، وكانوا أول سارقيه!

خارج النص:

- يُحكى أن أباً شاهد أبناءه يتقاتلون، فتركهم حتى قضوا على بعضهم! فسأله أحدهم: لماذا لم تتدخل لتنقذ أبناءك، فقال: خفت أن أقف بجانب أحدٍ دون آخر فيقول الناس: قد فرقت بين أولادي!

- أعتقد أن التعليم في الكويت يحتاج شيئا من الكورونا!

back to top