إجازة «التربية» شتّتت الأسرة

نشر في 21-01-2020
آخر تحديث 21-01-2020 | 00:09
 ‏‫وليد عبدالله الغانم لا أعلم ما مشكلة وزارة التربية في تنظيم دوام المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى بشكل سلس طوال السنة، ولا أعلم أيضاً كيف تنظر قيادات التربية لدوام المدارس والجامعات والمعاهد، فمن الواضح أن وزارة التربية عاجزة عن إقناع ديوان الخدمة المدنية بطبيعة عمل ودوام المعلمين بشكل خاص، ولذلك تستجيب التربية طواعية لكل قرارات الديوان بهذا الشأن دون السعي منها إلى إيضاح فروقات أنظمة العمل بين المدارس وبين الجهات الحكومية الأخرى.

على سبيل المثال، توقفت الدراسة في مرحلة الابتدائي هذا العام من منتصف شهر ديسمبر تقريباً حتى الصف الرابع، ثم انتهت تماماً في آخر شهر ديسمبر للصف الخامس، ظل المعلمون والمعلمات يداومون في المدارس المهجورة والفصول الخاوية أكثر من شهر، لا عمل لهم سوى شرب الشاي، وتنظيم مواعيد الدوام بينهم، إما بتقسيم اليوم إلى فترتين، وإما بتقسيم الأسبوع إلى أيام بينهم، كل هذا بعلم ودراية التربية التي عجزت عن تنظيم الدراسة ومناهجها طوال الفصل بشكل مناسب ومفيد للطلبة والمعلمين والمناهج.

جاءت التربية أيضاً لتربك الأسر والعوائل عندما حددت بداية إجازتها الربيعية لتبدأ في أول يوم لدوام الجامعات والمعاهد التطبيقية، وهكذا في الأسرة الواحدة تبدأ إجازة المعلمين والمعلمات والأبناء الصغار في اليوم الذي يبدأ فيه دوام الكبار، فماذا تفعل الأسر في هذا الوضع الغريب؟ وكيف تنقسم الأسرة إلى قسمين لتنظم برنامجها في الإجازة سواء في السفر أو في التمتع بالمخيمات الربيعية كما هي العادة في مثل هده الأيام، ولتحقيق الهدف الاجتماعي والتربوي والاقتصادي من الإجازة؟

ومن الغريب فعلاً أن المفترض أن يبدأ الدوام للفصل الدراسي الثاني في المعاهد التطبيقية يوم ١٩ يناير الجاري لكن مجموعة كبيرة من أعضاء هيئة التدريس نشرت اعتذاراً للطلاب عن التدريس هذا الأسبوع، وتأجيل الدراسة من طرف واحد إلى تاريخ ٢٦ يناير في ظل صمت من إدارة التطبيقي ووزارة التربية، وبالتالي مددوا الإجازة من عندهم أسبوعاً كاملاً، فهل هذا ما يرضي قيادات التعليم في الكويت؟ للأسف تتكرر هذه الأوضاع العجيبة في نهاية العام أيضاً في رياض الأطفال والابتدائي والمتوسط دون مبادرة جدية ومسؤولة من قيادات وزارة التربية لتنظيم مدة أيام الدراسة بصورة مجدية وفعالة، ودون إيجاد حل لظاهرة البطالة الإجبارية للأسرة التعليمية بعد انتهاء الدراسة، وكأن الأمر لا يعني التربية وليس من اختصاصها.

أتمنى من معالي وزير التربية أن يتخذ خطوة جريئة بإعادة النظر في دوام المدارس وتنظيم مدة الدراسة والإجازات الكبرى (الربيعية والصيفية) على مستوى الدولة لكل المؤسسات التعليمية، وأن يضع حلولاً مفيدة بالتعاون مع الميدان التربوي وديوان الخدمة المدنية لتحقق الفائدة في جودة التعليم وفي دوام الطلبة والمعلمين والتسهيل على الأسر والعوائل بدلاً من هذه البهدلة والأذية.

والله الموفق.

back to top