الأندلس عُرِفت بشعرائها وصفاً وزهواً ومنارة

توسعوا في وصف البيئة وربطوا الغزل بجمال الطبيعة

نشر في 14-01-2020
آخر تحديث 14-01-2020 | 00:01
للشعر الأندلسي طابعه الخاص وخصائصه المميّزة، وقد تحدث عن الوصف ورثاء الممالك الزائلة وزها بها ووصف معالم جمالها قبل ضياع الحضارة الأندلسية.
كتب شعراء الأندلس في أغراض الشعر التقليدية من الغزل والتصوف والمدح والهجاء والرثاء، ولكنهم عملوا على الإضافة لهذه الأغراض فمثلاً طوروا شعر الرثاء فكتبوا في رثاء الممالك والمدن الزائلة، وقد أثرت فيهم البيئة الأندلسية الخلابة فتوسعوا في وصف البيئة وربطوا الغزل بوصف الطبيعة، وقد استحدثوا فنوناً جديدة كفن الموشحات والأرجاز، كتبوا في الغزل، ولكن ليس في الحقبة الأولى فقد كان الوازع الديني يمنعهم من ذلك.

عصر الطوائف

ومنذ بداية عصر الطوائف حتى نهاية حكم العرب للأندلس، اتخذ الكثير من شعراء الأندلس من الحياة اليومية مادة لشعرهم، حيث ظلت آثارهم الشعرية حاضرة حتى الوقت الحالي، وكتبوا في كل أغراض الشعرية التقليدية بأساليبهم المميزة، وطوروا الشعر العربي، وأضافوا إليه الكثير، فإذا ما ذكر الغزل والحب ذكر شعراء الأندلس، وليس ذاك فقط، فقد أبدعوا في الوصف والمديح والرثاء أيضاً.

ولا يمكن نسيان ابن زيدون، أبي الوليد أحمد بن عبدالله بن زيدون المخزومي المعروف بابن زيدون، الذي ولد عام 394 هجرية في قرطبة، كانت أسرته من فقهاء قرطبة، وقد تولى ابن زيدون الوزارة لأبي الوليد بن جهور، وكان سفيره إلى أمراء طوائف الأندلس، ثم ساءت علاقته بأبي الوليد فحبسه بسبب اتهامه بالميل للمعتضد بن عباد، وقد هرب ابن زيدون إلى المعتضد في إشبيلية، وبقي هناك حتى توفي عام 463 هجرية.

وقد تميز ابن زيدون بشعره الجميل، ولاسيما بأشعاره الغزلية في محبوبته ولادة بنت المستكفي.

ابن زمرك

ونافس ابن زيدون الشاعر ابن زمرك، وهو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، ولد في غرناطة عام 733 هجرية، معروف بابن زمرك، من شعراء الأندلس الكبار والمعروفين، كان من وزراء بني الأحمر، وكان تلميذًا للسان الدين ابن الخطيب، عينه صاحب غرناطة الغني بالله أمين سره في عام 773 هجرية، ثم عينه متصرفًا بالرسالة والحجابة، وبعد إساءته إلى بعض رجال الدولة أرسل إليه من قتله في بيته، عام 793هجرية، وجمع ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد سماه «البقية والمدرك من كلام ابن زمرك».

ولادة بنت المستكفي

وكان لولادة بنت المستكفي بالله بنت عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر دين الله الأموي،شأن بين الشعراء أيضا، وهي من شاعرات الأندلس المعروفات، ولدت عام 994 هجرية، أميرة من بيت الخلافة الأموية في الأندلس، كانت تخالط شعراء زمانها وتنافسهم، كان لها مجلس في قرطبة يأتي إليه الشعراء ليتحدثوا في الشعر والأدب.

لسان الدين بن الخطيب

واعتبر الشاعر لسان الدين بن الخطيب من الشعراء السياسيين، واسمه محمد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السلماني الخطيب، من الشعراء والكتاب والمؤرخين في الأندلس، ولد عام 713 هجرية، درس الفلسفة والطب، وعاش معظم حياته في غرناطة، عرف بذي الوزارتين: الأدب والسيف، وكانت أشعره منقوشة على جدران قصر الحمراء في غرناطة، وعرفت عائلته بالعلم والجاه والفضل، وقتل عام 776 هجرية.

أبو البقاء الرندي

وقدمت «رندة « شاعرها أبا البقاء الرندي، وهو صالح بن يزيد بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي، ولد عام 601 هجرية، وهو من مدينة «رندة « في الأندلس، عاصر أبو البقاء الفتن التي حدثت في الأندلس، وكان شاهدًا على سقوط معظم الإمارات الأندلسية على يد الإسبان.

وهو من حفاظ الحديث والفقه، كانت لديه براعة في الشعر والنثر، برع في الرثاء والمدح والوصف والغزل والمدح، اشتهر بسبب قصيدة نظمها في المدن الأندلسية واسمها «رثاء الأندلس»، توفي في 684 هجرية.

واعتبر هؤلاء الشعراء الأبرز في تلك الحقبة، حيث خلدوا الأندلس بكل جمال وفن وإخلاص.

شعراء الأندلس استحدثوا فنوناً جديدة كفن الموشحات والأرجاز
back to top