سدانيات: «ماكو فايدة!»

نشر في 27-12-2019
آخر تحديث 27-12-2019 | 00:06
 محمد السداني انقطعت لفترة عن الكتابة وأنا أحمل بين طيات نفسي الكثير من الكلام المبعثر الذي صاحب فوضى المشهد السياسي الذي لم أعرف له تفسيرا رغم متابعتي لمجريات العمل السياسي في الكويت من فترة، فوضى تعيينات وفوضى بلاغات وغيرها من الأمور جعلتني أتوقف عن الكتابة لكي لا أقع فريسة لتسرع أو حكم لا أصل له في الواقع!

كثيرا ما كان يأخذني الحماس إلى خيال واسع حيث لا مكان للحقيقة والواقع، فأحلم بوطن لا فساد فيه، وأحلم بحكومة حقيقية تأتي لتبني وتعمر وتطور، وأحلم ببلد يتطور ويتقدم إلى الأمام، ولكن للأسف تسبق كل هذه الأمنيات كلمة "حلم"؛ لأننا وللأسف نعيش واقعا لا يمكن أن يوصف بوصف إلا أنه مؤسف ومخيب للآمال والطموحات من شوارعنا التالفة إلى نظامنا السياسي الأعرج الذي لا يقيم بناء ولا يعدل مائلا، وللأسف وصلت إلى مرحلة أقول فيها وبكل أسف "ماكو فايدة"؛ لأننا في هذه الحالة منذ سنوات نمارس السياسة مثلما كانت تمارس في بدايتها، فالنهج نفسه لم يتغير سواء مع الحكومة أو المعارضة وكلا الفريقين متمسك بنمط يضمن له البقاء حتى إن كان بقاؤه لا يشكل تغييرا حقيقيا في الواقع!

لقد أدت بنا هذه الممارسة إلى ضرر لم نستطع أن نعالجه طوال هذه السنوات ألا وهو تأصيل النهج الحكومي على أنه واقع لا يتغير، وأنَّ الأمة يجب أن تحاكي الحكومة والسلطة فيما تمارسه من تخبط لا قيمة له، وقد رأينا هذا جهارا نهارا أمام أعيننا في فوضى القوانين التي أقرتها الحكومة ضاربة بالأمة وبرأيها عرض الحائط، وكأن الشعب مجموعة من الرعايا يعيشون على صدى ممارسات الحكومة التي تبسط سلطتها بعدد المعاملات التي تنجزها لنوابها وليس لنواب اختارتهم الأمة ليصونوا الدستور ويحافظوا على مصالح الشعب وأمواله.

"ماكو فايدة" في كل التحركات والمقالات والبوح السياسي- صباح مساء– من مهتمين ومتابعين للشأن السياسي؛ لأنَّ الواقع يقول إنَّ الثرثرة لن تغير شيئا، وإنَّ التغيير لن يأتي إلى بالرغبة الحقيقية في خلق نظام جديد قائم على المصالح العامة للوطن والمواطن، وبعيدا كل البعد عن المصالح الشخصية التي جعلت أصدقاء السلطة من أصحاب الملايين يتجولون بين لندن ونيويورك ودبي بأموال الشعب التي أقسموا أيمانا مغلظة على أن يحموها ويحافظوا عليها، لن يكون لنا وطن حقيقي إلا بالمصالحة الوطنية التي يتسامى فيها الكل على جراحات الماضي لندخل جميعا حقبة جديدة من البناء والعطاء بعيدا عن استحضار الماضي الذي كانت له ظروفه ومسبباته.

خارج النص:

- أشعر أنَّ الحكومة تتعمد استجلاب خبراء القانون والتعليم والاقتصاد والأمن من دولة تتذيل قوائم هذه القطاعات في مؤشرات الجودة، وكما يقول المثل "باب النجار مخلَّع"!

back to top