انطلاق موسم الأكاديمية المصرية للفنون في روما

عروض لفنون تشكيلية وشعبية وأفلام تسجيلية ترويجية

نشر في 16-12-2019
آخر تحديث 16-12-2019 | 00:00
أطلقت وزارة الثقافة المصرية، أولى فعاليات أجندتها للموسم الجديد للأكاديمية المصرية للفنون في العاصمة الإيطالية روما، باحتفالية فنية بمناسبة اختيار مدينة أسوان، أقصى جنوب مصر، عاصمة للشباب الإفريقي، والذي يأتي في إطار رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي.
تضم فعاليات الأكاديمية المصرية للفنون في العاصمة الإيطالية روما، معرضاً تشكيلياً يحمل عنوان "رسائل من الجنوب"، وعروضاً فنية لفرقة أسوان للفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة، بحضور السفير هشام بدر سفير مصر في روما، والدكتورة هبة يوسف رئيسة قطاع العلاقات الثقافية الخارجية والمشرفة على النشاط الثقافي والفني، وعدد من سفراء دول العالم، وبعض الدبلوماسيين والشخصيات العامة.

من جانبها، أكدت وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم أن الأكاديمية المصرية للفنون في روما تسهم بدور فعال في الحوار الحضاري بين الوطن وأوروبا، كما تعد أحد الجسور المهمة وبوابة ذهبية لنقل مفردات الإبداع المحلي إلى القارة العجوز، حيث نحرص على إقامة الاحتفالات برئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، واختيار أسوان عاصمة للشباب الافريقي في مختلف الدول، لتأكيد دور مصر المحوري في العالم، وأهمية القوة الناعمة في التواصل مع الشعوب، لافتة إلى دور الأكاديمية في فتح نوافذ معرفية وثقافية جديدة تبرز جوهر الثقافة والفنون المصرية في أوروبا.

من جهتها، قالت د. هبة يوسف، إن "الأكاديمية المصرية للفنون تعد إحدى الركائز الأساسية ومنارة للإشعاع الثقافي في قلب أوروبا، وتسهم بدورها كإحدى أدوات القوة الناعمة المصرية في الترويج لمصر وموروثها الثقافي والحضاري، بالإضافة إلى تحفيز فرص الاستثمار الثقافي الأوروبي من خلال إلقاء الضوء على بعض المشروعات القومية في عروض الأفلام التسجيلية على الجمهور طوال الموسم".

وأضافت أن الأكاديمية تضم متحفاً لمستنسخات الفرعون الذهبي توت عنخ أمون، ويعد إحدى الفعاليات التي تلقى إقبالاً من الجمهور، وتنقل صورة عن الحضارة المصرية التي تجمعها روابط تاريخية مع إيطاليا.

مختلف الأجيال

من جانبه، قال رئيس المجلس المصري للفنون التشكيلية والقوميسير العام أشرف رضا، إن "المعرض يضم 32 عملا فنيا لـ 20 فنانا تشكيليا من مختلف الأجيال تتنوع أعمالهم بين التصوير، والغرافيك، والفوتوغرافيا، والمناظر الطبيعية، والفنون التجريدية برؤية تعكس المعالم والبيئة في مدينة أسوان والنوبة بطبيعتها المتفردة والمتميزة، بالإضافة إلى مجموعة صور فوتوغرافية تجسد الحياه التقليدية في أسوان".

يذكر أن فكرة إنشاء أكاديمية مصرية للفنون ولدت عام 1929 على يد الفنان المصري راغب عياد الذي كان يدرس الفن آنذاك في إيطاليا، فبادر بدافع من حماس الشباب والغيرة على الوطن لمراسلة الحكومة المصرية وتوجيه طلب لخديوي مصر بإنشاء أكاديمية مصرية للفنون في روما، بهدف إتاحة فرصة الاحتكاك بالتجربة الفنية الإيطالية العريقة، وإيجاد مكان لائق لإبداع الفنانين المصريين ورعاية مواهبهم.

وفي عام 1930، اعتبر قصر كوللو أوبيو، الذي يقع بالقرب من الكولوسيوم بمنزلة مقر مؤقت للأكاديمية، وعين الفنان سحاب رفعت ألمظ مسؤولاً عنها، وفي إطار العلاقات الثنائية المتوطدة بين مصر وإيطاليا، وازدهار نشاط بعثات الآثار الإيطالية في أنحاء وادي النيل، عرضت السفارة الإيطالية في مصر قطعة أرض في وادي جوليا على أطراف حدائق بورجيزي، حيث توجد مباني معظم الأكاديميات، وذلك لبناء الأكاديمية المصرية مقابل مساحة أرض تمنح من حكومة صاحب الجلالة ملك مصر لإيطاليا لإقامة معهد لدراسة الحفريات.

وفي عام 1947، تم تعيين الفنان الرائد محمد ناجي، الذي كان يشغل منصب مدير متحف الفن الحديث أول مدير رسمي للأكاديمية المصرية للفنون بعده، وفي عام 1950 تولى النحات عبدالقادر رزق إدارة الأكاديمية، وبذل مدة خمس سنوات مساعي كبيرة لإحياء الاتفاقية الخاصة بتبادل قطعتي الأرض بين البلدين، ولعب الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي ووزير المعارف وقتئذ دوراً محورياً في تفعيل الاتفاقية، واستكمل الفنان صلاح كامل عام 1957 مسيرة العمل بالأكاديمية، مستعيناً بالدبلوماسية تارةً وبخبرته الفنية تارةً أخرى بمساندة الدكتور ثروت عكاشة، الذي عين وزيراً للإرشاد القومي عام 1958 السعي لإتمام مشروع الأكاديمية المصرية للفنون بروما ليتم تنفيذ الاتفاقية الثنائية عام 1959، حيث تم وضع الرسوم المعمارية للمبنى ليتم وضع حجر الأساس عام 1961، وتستمر عملية البناء حتى نهاية عام 1965، ثم انطلقت فعاليات أول موسم ثقافي في عام 1966 من المنبر الجديد بشارع أوميرو بوادي "جوليا" المتاخم لأحد الميادين الصغيرة الذي زين بهذه المناسبة بتمثال من صنع الفنان المصري الشهير جمال السجيني يمثل أمير الشعراء أحمد شوقي.

وفي عام 2008 قرر وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني تطوير المبنى، ليصبح نافذة ثقافية مصرية مهمة تطل على قلب أوروبا، إيماناً بأهمية تفعيل التعاون الثقافي بين مصر والدول الأوروبية.

back to top