احتجاجات إيران: إحراق حوزات والقتلى بالعشرات

حكومة روحاني تدافع عن حجب الإنترنت... والتوقيفات تشمل مصوري الفيديوهات

نشر في 20-11-2019
آخر تحديث 20-11-2019 | 00:06
إيرانية تمر أمام واجهة محل حطمها المحتجون أمس بطهران (أ ف ب)
إيرانية تمر أمام واجهة محل حطمها المحتجون أمس بطهران (أ ف ب)
وسط تعتيم إعلامي وقطع للإنترنت، تواصلت الاحتجاجات على قرار رفع أسعار الوقود بإيران، في وقت أوقعت محاولات السلطات لإخمادها عشرات القتلى.
شهدت إيران احتجاجات ومواجهات بين المحتجين وقوات الأمن الذين يعترضون على قرار رفع أسعار الوقود لليوم الخامس على التوالي.

وسقط عشرات القتلى ليل الاثنين ــ الثلاثاء في صفوف المتظاهرين، وكذلك عدد من عناصر الأمن والحرس الثوري وميليشيات الباسيج. وواصل المحتجون قطع بعض الطرقات كما أحرقوا حوزات دينية تابعة للمرشد الأعلى علي خامنئي، وهاجموا بعض مواقع الشرطة والباسيج.

ونقل تلفزيون "منوتو" الإيراني المعارض، عن موظف في مستشفى رجائي شهر، مقتل 40 متظاهراً وجرح المئات في مدينتي كرج وشهريار قرب العاصمة طهران منذ اندلاع الاحتجاجات قبل 5 أيام.

وأفاد موقع "جويا" المحلي بأنه تم حرق 9 حوزات دينية ومكاتب لممثلي المرشد الأعلى، في وقت قالت مصادر محلية إن محتجين أضرموا النار بالحوزة الدينية في الأحواز، ومكتب مندوب خامنئي، واشتبكوا مع قوات الباسيج التي هاجمتهم. وكشفت مصادر عن مقتل 20 متظاهراً إيرانياً و6 من ميليشيات الباسيج في اشتباكات الأحواز.

وتحدث حشمت الله طبرزدي، الأمين العام لـ "الجبهة الديمقراطية الإيرانية" عن سقوط 60 قتيلاً، داعياً الى عصيان مدني.

وأفاد موقع إلكتروني إيراني بأن محافظ طهران أعلن مقتل ضابط في الحرس الثوري في احتجاجات منطقة ملارد غرب طهران، مضيفاً أن شرطة مدينة ماهشهر أعلنت مقتل شرطي وإصابة اثنين في الاحتجاجات.

وأشار مصدر إلى احراق حوزة سراج الدين ومحطة وقود بارفين وقطع اوتستراد باقري وحرق بنك "سبه" في اسلام شهر جنوب طهران، في وقت أعلن محافظ طهران أن الاحتجاجات عمت 22 محافظة من أصل 31 محافظة إيرانية، أي 70 في المئة من مساحة البلاد. وانتشر في طهران صباحاً العشرات من عناصر مكافحة الشغب في عدة مواقع وإلى جانبهم خراطيم مياه، وفق صحافيين في وكالة فرانس برس.

جهرمي: لا أستطيع إعادة الإنترنت

أكد وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، أمس، أنه لا يستطيع إعادة شبكة الإنترنت الى البلاد، وقال للصحافيين في طهران: "لا علم لي بموعد إعادة وصل الإنترنت. عليكم توجيه السؤال إلى مجلس الأمن القومي، فهو من اتخذ قرار قطع الإنترنت، وهو المعني بإعادة الشبكة".

وأكد جهرمي أنه "لا يملك إحصاءات بشأن الخسائر الناجمة عن قطع الإنترنت"، على التجار وعلى الذين يعتمدون عليه في عملهم.

وجهرمي معروف بمواقفه الرافضة لوضع قيود على الإنترنت، وحاول إبعاد نفسه عن الصراع السياسي التقليدي بين الإصلاحيين والأصوليين، في خطوة رأى البعض أنها تعكس طموحا للعب دور في الانتخابات المقبلة.

وفي مقال نشرته "فورين بوليس"، أكتوبر الماضي، تساءل الباحث الإيراني روح الله فقيهي إذا كان جهرمي هو ايمانويل ماكرون (الرئيس الفرنسي) إيران، في إشارة الى صغر سن الوزير، وإبعاد نفسه عن الصراع الحزبي التقليدي الذي فقد قدرته على الاستقطاب ولم يعد يحرك الإيرانيين.

وانحصرت الاحتجاجات في بعض المناطق المحدودة بالقرب من المدن الكبرى، واستطاعت الشرطة، بدعم من الباسيج، السيطرة على المدن الكبرى التي شهدت خلال الأيام الأخيرة احتجاجات واسعة.

وعدا مدن شيراز والأهواز، حيث يسيطر المحتجون عليها ليلا، وتسيطر القوى الأمنية صباحا، فإن باقي المدن الإيرانية الكبرى لم تشهد احتجاجات كبيرة.

أما في المدن الأصغر المحيطة بالمدن الكبرى مثل اسلامشهر (جنوب مدينة طهران)، ومعالي آباد (شيراز)، ومنطقة كوهردشت في مدينة كرج كرج (غرب مدينة طهران)، وشهركلا (اصفهان)، وحواشي مدن سنندج، وكرمانشاه، وماهشهر، وعبادان، ومشكين دشت، وبهبهان استمرت الاحتجاجات بعضها بشكل دائم.

وما كان لافتا أن الحكومة الإيرانية أنزلت آلاف العناصر الموالين لها إلى الشوارع في تظاهرات مؤيدة للنظام. وفي مدينة زنجان التي كانت تواجه احتجاجات خلال الأيام السابقة تصادم عدد من انصار الحكومة مع المعترضين بالعصي والحجارة، حيث جرح عدد من الطرفين. ونزل الاف الموالين إلى الشوارع في عدة مدن، منها مدن مشهد واصفهان ويزد وقم وبوشهر.

وفي مدينة إسلامشهر، هاجم المحتجون مركزا للشرطة واستولوا على الأسلحة، ما تطلب تدخل الحرس الثوري والباسيج. وفي مدينة شيراز استطاعت الشرطة انقاذ مندوب الولي الفقيه وعائلته بأعجوبة من يد المتظاهرين المعترضين على كلامه بشأن ضرورة التصدي للمحتجين بالقوة.

إلى ذلك، كشف متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن وجود تقارير تتحدث عن سقوط عشرات القتلى في احتجاجات ايران، مشيراً إلى أن الوضع يدعو للقلق.

وحث المكتب السلطات الإيرانية على إعادة الإنترنت التي عمدت إلى قطعها لعزل البلاد عن العالم الخارجي، كما دعا إلى احترام حق المتظاهرين في حرية التعبير.

وأبدى المكتب قلقه من استخدام قوات الأمن الإيرانية للذخيرة الحية، ومن أنباء عن انتهاكات للقانون الدولي.

الهدوء

إلى ذلك، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي قوله إنه "بفضل توجيهات قائد الثورة وجهود قوات الشرطة ووعي الشعب عاد الهدوء إلى مدن البلاد"، معرباً عن أسفه لوقوع "حوادث مريرة خلال الأيام الماضية".

ودعا إسماعيلي الشعب "للإبلاغ عن مثيري الفتنة والشغب والمخربين"، مؤكداً أنه "إلى جانب تحديد هويات مثيري الشغب، فقد تم اعتقال من كانوا يصورون لمصلحة القنوات الأجنبية".

وتحدث اسماعيلي، بدون أن يعطي عدداً محدداً، عن توقيف أشخاص قاموا بحرق مساجد أو مصارف، وفق ما نقلت عنه وكالة ميزان التابعة للجهاز القضائي، وتوقيف "أفراد زودوا وسائل إعلام أجنبية وأعداء" للجمهورية الإسلامية "بمقاطع فيديو ومعلومات".

الإنترنت

وبينما اعتبر النائب الايراني مصطفى كواكبيان أن قطع الإنترنت وجه ضربة قاصمة لاقتصاد البلاد، أكد المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي، أمس، أن "شبكة الإنترنت ستبقى مقطوعة حتى نتأكد من عدم استغلالها اذا أعدناها".

وقال ربيعي: "نعترف بأن قطع الإنترنت تسبب في الكثير من المصاعب لكثيرين، لكن ذلك يصب في مصلحة الأمن القومي الذي يشكل الهم الأكبر". وتمنع السلطات وسائل الاعلام الإيرانية من نقل اخبار التظاهرات.

مناورة

في سياق منفصل، واصل الجيش الايراني، لليوم الثاني، إجراء مناورة عسكرية تحت عنوان "ذوالفقار الولاية" في شمال غرب البلاد.

«الخارجية»

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن التصريحات الأميركية والأوروبية الداعمة للشعب الإيراني "كذبة مخجلة"، ورأى أن "الولايات المتحدة تمارس إرهاباً اقتصادياً بحق إيران، وتمنع وصول الدواء والغذاء للمرضى والمسنين... من يقوم بهذه الممارسات لا يمكن أن يدّعي بأنه يدافع عن الشعب الإيراني".

وشدد ظريف على أن "الاحتجاج وفق القانون هو حق للشعب معترف به رسميا في دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية وليس بحاجة الى تذكير ودعم مزيف من انظمة اعلنت أن هدفها الرسمي هو ارغام إيران على تنفيذ مطالبها اللامشروعة واللاقانونية عبر فرض الضغوط الاقتصادية على المواطنين الايرانيين".

بهلوي: لا نرعى الاحتجاجات لكن ندعم مطالبها

أعلن رضا بهلوي، ابن شاه إيران السابق، في تصريح لشبكة "إيران انترنشونيل" التفزيونية المعارضة، أن عائلته ليس لها أي دخل في الاحتجاجات، وليست الراعية لها، لكنها تدعم مطالب المتظاهرين، وتدعوهم إلى الاستمرار حتى إسقاط النظام الإسلامي. وكان متظاهرون رددوا هتافات تبجل الشاه السابق ووالده.

وطلب بهلوي من الإيرانيين المضي في الاحتجاجات السلمية، وألا يقوموا بأي أعمال عنف أو شغب، كي لا يعطوا ذريعة للنظام لمواجهتهم.

واشنطن تنهي «إعفاءات فوردو»

أعلنت الولايات المتحدة، أمس الأول، أنها ستوقف العمل بالإعفاءات من العقوبات المتعلقة بمنشأة فوردو النووية الإيرانية، لتضع بذلك حدا لمكوّن رئيسي من الاتفاق النووي بعد إعلان طهران استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم.

«خامنئي أفقدنا كل شيء»

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، ظهرت فيه محتجة إيرانية، تقوم بخلج حجابها الإجباري، وهي تقف على أعلى جسر، وتلقي خطبة ضد النظام، وسط تصفيق واستحسان المواطنين في الشارع الذي كانوا يصطفون بسياراتهم، احتجاجاً على قرار رفع اسعار الوقود.

وتقول المحتجة، في مقطع الفيديو المتداول: "نحن نعاني منذ 40 سنة، فليسمع العالم أجمع أصواتنا اليوم، كيف فقدنا كل شيء عن طريق خامنئي (المرشد الإيراني)، هكذا يكافئنا النظام بقرار رفع أسعار الوقود. اللعنة على هذا النظام الذي يساعد نظام سورية ويترك أمته تعاني... حتى العراقيون أصبحوا يتظاهرون ضد نظام الجمهورية الإسلامية".

«كيهان»: الإعدام للمتظاهرين

توعدت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة، التي يشرف عليها اعلاميون مقربون من المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، بإعدام المتظاهرين، الذين وصفتهم بـ"المأجورين والمرتزقة والبلطجية المناهضين للنظام والولي الفقيه".

وأضافت "كيهان" أن السلطات القضائية ستصدر بالتأكيد أحكاماً بالإعدام على قادة الاحتجاج في إيران، واعتبرت أن جريمة المتظاهرين هي "التمرد والحرابة"، التي يعاقب عليها في القانون بالإعدام.

وأوضحت مواقع إيرانية ناطقة بالانكليزية، أن تهديد "كيهان" يأتي على أساس "اعترافات" ملفقة أدلى بها محتجون معتقلون.

الأمم المتحدة قلقة من التقارير عن انتهاك حقوق الإنسان
back to top