«الجذور التاريخية للعلاقات الثقافية بين الإمارات والكويت» يرصد مجتمع البحر والشعر والإعلام

العودة إلى الجذور فحوى كتاب الباحث بلال ربيع البدور

نشر في 13-11-2019
آخر تحديث 13-11-2019 | 00:00
غلاف الكتاب الجذور التاريخية للعلاقات الثقافية بين الإمارات والكويت
غلاف الكتاب الجذور التاريخية للعلاقات الثقافية بين الإمارات والكويت
أصدر الباحث بلال ربيع البدور كتابه، الجذور التاريخية للعلاقات الثقافية بين الإمارات والكويت
عن مركز البحوث والدراسات الكويتية، وتضمن الجوانب الثقافية والتراثية بين الكويت والإمارات.
يذكر صاحب "الثقافة بوابة العلاقات التاريخية بين الكويت والإمارات"، الباحث بلال ربيع البدور كيف بدأت الفكرة، التي خرجت من مقال صحافي إلى أن زار الكويت واجتمع مع د. خليفة الوقيان، في رابطة الأدباء ثم د. الفضالة، ليلتقي بعد ذلك الدكتور عبدالله الغنيم، ويقترح عليه توسيع دائرة البحث وعمل إضافات ليصدر بشكله الحالي.

وجاءت اهتمامات الكاتب الأساسية بالجوانب الثقافية والتراثية بدولة الإمارات سواء من خلال المناصب التي تولاها أو من خلال الدواوين الشعرية والموسوعات التي أنتجها.

مجتمع بومبي

ورسم الكاتب، المشهد الثقافي بين البلدين الزاخر بالعطاءات المتبادلة، ويأخذك إلى عوالم الغوص على اللؤلؤ وسفن التموين، وأسواق اللؤلؤ، إما في بلدان الخليج أو في بومبي في الهند، ويستشهد بما سطره فهد بن راشد الدوسري "أبرز وأهم الأنشطة التجارية في (دلما) هو تجارة المياه المستوردة، والمصطفة في واجهة الجزيرة، حيث وجد نحو 25 بوما يحمل كل واحد منها ستة آلاف تنكة باستثناء السفن الصغيرة".

ويقول البدور إنه كان لمجتمع بومبي أثره في توطيد العلاقة، فتجار الخليج الذين يقصدون تلك المدينة لتصريف بضاعتهم يشكلون مجتمعاً خليجياً وعربياً واحداً، فمنزل عبدالرحمن بن حسن المدفع كان بمثابة ملتقى وناد ثقافي يجتمعون فيه، ويستقبلون من يفد إلى الهند من العلماء والمفكرين.

ثم يستعرض كيف جلبت إمارة دبي عام 1903، كل التجار من جزيرة "لنجة" الإيرانية بإعفائهم من الرسوم، وكان من بينهم تجار كويتيون.

وتضمن الفصل الثاني من الكتاب، الذي خصصه الكاتب لدور المثقفين الكويتيين في الإمارات، الذين كانت لهم أياد بيضاء بمد جسور التواصل بين الشعبين.

ويذكر هنا زيارة الشيخ عبدالله السالم لدبي والشارقة عام 1951، وكانت أول زيارة لحاكم كويتي للمنطقة.

الرزوقي والعصيمي

أما المثقفون الذين كانت لهم جهودهم، فقد سرد الأنشطة والأعمال التي قاموا بها، وهم الأديب عبدالله الصانع، والشيخ مانع بن راشد آل مكتوم "ولي حكومة دبي"، وأحمد بن سلطان بن سليم، والشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ومبارك بن حمد العقيلي، والشيخ حمد محارب المطيري، وعبداللطيف بن محمد القناعي، وزين العابدين بن الحاج حسن باقر، والشيخ مساعد العازمي، وهلال بن رمضان الشميس، والأديب السيد ياسين السيد هاشم الغربللي، ومرشد العصيمي، وسيد عبدالرزاق محمود الرزوقي، الذي وصفه الشيخ سلطان بن صقر القاسمي الحاكم الأسبق للشارقة، في معرض حديثه إلى جريدة "العرب" الهندية، عندما سئل عن علاقة الشارقة ببريطانيا: "نعم، إن في الشارقة معتمدا سياسيا هو السيد عبدالرزاق، وهو شاب كويتي مثقف ثقافة عالية ويعزى إليه الكثير من الإصلاحات داخل البلاد".

وتوقف البدور عند دور التاجر مرشد العصيمي الذي أقام فترة في دبي وسمي أحد أسواقها باسمه، وهو "سوق مرشد" المشهور حيث يقع منزله ووكالته، والذي عينه الشيخ راشد آل مكتوم عضوا في هيئة ميناء دبي عام 1958، وأورد كذلك اسم عبدالعزيز الصرعاوي.

أبناء الإمارات في الكويت

وعن هذا الفصل يتحدث البدور، كيف أن أبناء الإمارات كانوا يفدون إلى الكويت للعمل بعد مرحلة الكساد التي سادت المنطقة بعد عام 1939، ومنهم من عمل موظفا وآخرون بالأعمال اليدوية، ومنهم الشاعر سالم الجمري والشيخ محمد بن سعيد بن غباش، والمؤرخ عبدالله بن صالح المطوع، وأحمد أمين المدني، ومحمد علي الشرف، وعبدالرحمن الصالح، وأحمد الراشد، وموسى بلال.

شعراء الإمارات

وأسهم عدد من شعراء الإمارات بترسيخ العلاقات مع الكويت بعد ارتباطهم بها وقالوا في ذلك شعراً ومنهم الشاعر مبارك العقيلي والشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي وعبدالله الشيبة وسلطان العويس وخليفة الناصر.

الإعلام والتعليم

وكانت الصحف والمجلات الكويتية بمثابة منابر مفتوحة لأبناء الإمارات، ثم جاءت الإذاعة والتلفزيون لدعم المعرفة وإبراز الجهود الثقافية، واستعرض في سبيل ذلك دور مجلة الكويت ومجلة كاظمة ومجلة العربي وإذاعة الكويت، ودور الشاعر أحمد بن سلطان بن سليم، وتلفزيون دبي حيث قامت دولة الكويت بتأسيس "تلفزيون الكويت" من دبي مبتدئة بثه عام 1969.

ولعل الفصل الأخير، والمحدد بجهود الكويت في دعم التعليم بالإمارات ما يعتبر قاعدة للثقافة، حيث بادرت الدولة الفتية والمعطاءة في عهد الشيخ عبدالله السالم بإرسال بعثات تعليمية إلى الشارقة ودبي.

المؤلف استبعد الجوانب السياسية والاقتصادية من البحث وذهب إلى الثقافة
back to top