الأحزاب بين الخطر والإنجاز

نشر في 01-11-2019
آخر تحديث 01-11-2019 | 00:05
 محمد خلف الجنفاوي الكويت حققت إنجازات وعانت انتكاسات لا داعي لتعدادها، لذلك يجب الحذر من أحزاب اللون الواحد العنصري الذي يقسم المجتمع، ويغيّب العدالة والديمقراطية الحقيقية التي تعزز دولة المواطنة، وهنالك أمثلة لفشل هذه التجارب، فهي تمزق المجتمع بلونها العنصري، ولا يكتمل الحل إلا بتنظيم التجمعات السياسية بقانون واضح أهم بنوده أن يؤسس التجمع أو الهيئة أو الحزب من عدة شرائح اجتماعية، وألا يصرح له بالعمل إذا أنشئ على أساس عنصري. فعندما تختفي التشكيلات العنصرية ترتفع حظوظ دولة المواطنة، ويصبح لصوت المواطن قوة، لأنه يحاسب ويختار ليس على أسس فردية عنصرية تغيب عنها البرامج والمحاسبة، ويكثر فيها الفساد الإداري وسياسة البراشوت بالوظائف، التي ينتج عنه الكوارث المؤثرة في عمل الدولة وحياة المواطن، والأخطر قتل طموح من يريد الإنجاز والتطوير، من أصحاب الشهادات الحقيقية والفكر والعلم، حيث يتحول الوضع إلى بيئة طاردة.

فبعض النواب يهدد بأخطر عملية وهي الابتزاز الرخيص لممارسة سياسة البراشوت الوظيفي لمن لا يستحق، وهذه الممارسات شوهت الديمقراطية الكويتية، حتى أن البعض يتهم الديمقراطية بتأخير التنمية والتطوير ظلما، ولكن مهما ارتفع صوت النشاز بالتجمع المؤسس على عدة شرائح فإن هذه المعزوفات التي غالبها ألحان خارجية ستختفي لأنها استيراد للفتنة.

من السهل هدم أي مجتمع، وذلك بالسكوت عن تغول العنصرية، واستيراد أسوأ التجارب التي فشلت من مصادرها، فقد استشرى سوء الإدارة والفساد وبطء المشاريع، لذلك على التجمعات السياسية أن تتنازل عن الشعارات الضيقة، وأن تجتمع على برامج تتلمس الواقع الحقيقي لا التنظير الأيديولوجي العابر للحدود.

لدى الكويت حكم مستقر وتجربة قديمة للحوار والتعاون، وحتى إن تعثرت فإنها تعود بإذن الله أقوى، فنحن في النهاية في سفينة واحدة، وللأسف من حولها تتلاطم الأحداث منذ عقود، ومررنا بتجربة مريرة وهي الغزو العراقي للكويت، وكل الدول استفادت من سياسة ربط المصالح إلا الكويت للأسف بسبب فردية الانتخاب، والبعض للأسف يستورد مشاكل الآخرين ليمزق ساحتنا السياسية، وقد آن الأوان لنقول كفى، فالكويت تستحق الأفضل.

"لغة المصالح لا تحتاج لمترجم".

back to top