«البالونة»

نشر في 18-10-2019
آخر تحديث 18-10-2019 | 00:02
 د. نبيلة شهاب لفت انتباهي وأنا أشاهد لقاءً على إحدى القنوات ثقة الضيف الزائدة بنفسه وبمعلوماته وقدراته، أكملت اللقاء لأخرج منه بمفهوم مهم ألا وهو أن من يقوم باستعراض قدراته ومهاراته وعلمه فتأكد أنه خاوٍ ولا يعرف شيئا، كل ما في الأمر أنه ذكي يلتقط كلمة من هنا وأخرى من هناك ويلصقهما بـ"لزاق عادي" واضح، والدليل اللامنطقية في كلامه والتفكك في أفكاره وضحالة معلوماته في الموضوع محل النقاش والطرح.

لا يعنينا ادعاؤه العبقرية، ولكن لغة التعالي على الآخرين وشعوره بأنه الأفضل والأكثر معرفة سلوك مقيت ينقله من دائرة الزهو والتباهي بالذات إلى دائرة الكبر على الآخرين.

الثقة بالنفس صفة إيجابية بل تدفع الفرد غالباً إلى التميز والإنجاز، ولكنها كما حدث في مثالنا السابق حين تكون في غير محلها وتستخدم لتبيان وجهة نظر خاطئة، أو تكون سنداً لسلوك سلبي أو غير مقبول فهنا تنتقل من خانة الإيجابية كصفة وسلوك إلى السلبية.

هؤلاء "العلماء" في كل شيء غالبا ما يتدخلون في كل شيء ويتحدثون عن كل شيء، ولو كان كلامهم مجانباً للصواب، الغرض من ذلك هو عثورهم بالمصادفة البحتة على تخصص يعرفون فيه أكثر من غيره ليتباهوا كذبا بمعرفتهم وثقافتهم الكاذبة، ويدعوا أنهم متخصصون فيه، ويحملوا أعلى المؤهلات في هذا الموضوع أو التخصص.

والمضحك كما سبق القول هو أنهم يتعالون على الآخرين ويعاملونهم كما أنهم جهلاء أو أقل منهم علماً ودراية.

هؤلاء ضررهم يطول الكثيرين بسبب إعطائهم الآخرين معلومات غير دقيقة وقد تكون خاطئة كلياً، مما قد يسبب مشاكل عديدة، وقد تؤدي هذه المعلومات غير الدقيقة إلى تعقيد حياة من يصدقه ويستمع إليه.

back to top