الصباح: «الكويت في 400 عام» يثري العقل بمعلومات مفيدة

تحدثت عنه في أولى أمسيات «كتاب الشهر» بالمكتبة الوطنية

نشر في 17-10-2019
آخر تحديث 17-10-2019 | 00:05
اعتبرت الشيخة انتصار الصباح أن كتابها "الكويت في 400 عام" يأتي لتعريف جيل الشباب في الكويت بتاريخ البلاد وسيرة حكامها وشعبها، إذ كان ذلك هو الدافع وراء اتخاذها قرار تأليف الكتاب، مؤكدة رضاها التام عنه وعن ردود الفعل الإيجابية عليه من الكبار والشباب.
أقيم في مكتبة الكويت الوطنية بمستهل فعاليات سلسلة كتاب الشهر أمسية حول كتاب "الكويت في 400 عام" لمؤلفته الشيخة انتصار الصباح.

وفي بداية الأمسية، قالت المديرة العامة للمكتبة بالإنابة رشا الصباح: "نستهل فعاليات كتاب الشهر في موسمه الجديد بكتاب متميز شكلا وموضوعا يحمل عنوان (الكويت في 400 عام) للشيخة انتصار الصباح، مستشهدة بكلمات خالدة لأمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد، منها "ان الكويت هي وطننا الخالد، جاعلين هدفنا الأسمى سلامتها، والحفاظ عليها... قولاً وعملاً، فإنه لا وجود لنا ولا عزة لنا إلا بوجودها عزيزة قوية، إذ هي الوجود الثابت، ونحن الوجود العابر، لنحرص كل الحرص على وضع مصلحتها فوق أي مصلحة كانت".

وأضافت: "إنها الكويت... بلدي الكويت الذي ليس كمثله بلد، فالكويت غير، أقولها بكل فخر، وبكل ثقة هذه العبارة تتردد لا من أبناء الكويت فحسب، بل من زوارها والمقيمين على أرضها".

الأرض المباركة

وأوضحت أن "تصفح الكتاب يجعلك تستوعب لماذا حقاً الكويت غير"، مضيفة أن "هذه الأرض مباركة من رب العالمين، لله الحمد، جبل أهلها على العطاء دون منة، حتى في أيام الفقر كانوا كرماء، وهذا العطاء لم ينضب بل زاد حتى شهد له العالم أجمع، فالكويت غير، فعلاقة الحاكم بالمحكوم هي علاقة الأب بأبنائه، وهذه العلاقة الخاصة نتج عنها مساحة من الحرية أثمرت إبداعاً يشهد له في شتى المجالات وعلى مر الأزمنة".

واستطردت: "يجب أن نستشعر دوماً نعم الله العظيمة علينا، ألا وهي الكويت، ونحمده عليها في كل حين، هذا البلد الصغير في حجمه، الكبير في أفعاله، فبالشكر تدوم النعم"، قبل أن تختم بكلمة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد: "تبصروا فيما يحدث غير بعيد عنا، ولنحمد الله على ما أصبغ علينا من نعم الأمن والأمان والاستقرار والسلام والطمأنينة والهدوء والرفاه والعيش الكريم".

خمس سنوات

بدورها، أعربت الشيخة انتصار الصباح عن سعادتها بكتابها الذي قضت 5 سنوات في تأليفه، وكشفت أن رغبتها في تعريف جيل الشباب في الكويت بتاريخ بلادهم وسيرة حكامها وشعبها كان الدافع وراء اتخاذها قرار تأليف الكتاب، مؤكدة رضاها التام عنه، وعن ردود الفعل الإيجابية عليه من الكبار والشباب، بفضل ما شاهدته في عيون كل من قرأه من انطباعات جميلة وردود أفعال متميزة، مما جعلها تشعر بقيمة ما قدمته للكويت.

وأوضحت الشيخة انتصار أن هدفها من إصدار الكتاب هو أن تجعل الكويتيين يفتخرون بتاريخ بلدهم الكويت، منذ بداياته حتى الآن، لافتة إلى أن الكتاب لا يقتصر على سرد التاريخ، إذ يتضمن معلومات مهمة عامة كثيرة تهم الجميع، وعلى سبيل المثال الطوابع والعملات، مضيفة: "نحن وضعنا نبذة من كل شيء، وفيه تفاصيل دقيقة".

ولفتت إلى "أن من الأشياء التي قمنا بالتركيز عليها في الكتاب أن يكون التصميم مريحاً للعين، وتم تبسيط المعلومات التي تضمنها حتى يتلقاها القارئ بصورة سريعة، موضحة: "أريد أن أوصل المعلومة من خلال الصورة".

وأضافت أن "الكتاب مسلٍ وبسيط، ويثري العقل بمعلومات مفيدة"، موضحة أن الكويت لا يوجد بها أرشيف عام، وهو ما يجعل البحث عن المعلومات صعباً جداً، "وإذا لم تذكر المعلومات في مرجع معتمد فلا نستطيع أن نضعها في الكتاب حتى لا يكون هنالك علامة استفهام".

وأشادت الشيخة انتصار بتعاون مركز الوثائق التاريخية، واصفة ذلك بـ "الرائع".

كتاب آخر

وعلى هامش الأمسية، سألت "الجريدة" الشيخة انتصار عما إذا كانت تخطط لتأليف كتاب آخر، فأجابت: "في الوقت الحالي لا أفكر في ذلك ولا نية لدي، لأن ذلك الكتاب جاء رغبة مني في عمل شيء مميز وغير موجود".

وثيقة تاريخية

من جهتها، تحدثت الباحثة رقية حسين عن وثيقة تاريخية مهمة وقديمة، وهي في بدايات القرن التاسع عشر وتتحدث عن علاقة الحاكم بالشعب، وتركز على أن الحاكم الثالث يكلم ابنه، ويقول له كيف تكونت دولته عن طريق مجموعة كبيرة من الأصدقاء المخلصين، وفي حين أن القبائل المحيطة المتناحرة كانت تنهدم ممالكهم، ازدهرت مملكة الحاكم الثالث وكبرت بسبب هذه العلاقة الفريدة من نوعها بين الحاكم وأصدقائه.

وأشارت حسين إلى أن هؤلاء كانوا هم السند له في ازدهار الدولة، مبينة أنها أحبت أن تسلط الضوء على تلك الوثيقة التي تبين علاقة الأسرة الحاكمة بالشعب وأنها ليست وليدة العهد الحديث أو ما بعد الدستور الكويتي، ولكن هذه العلاقة متجذرة في أعماق التاريخ وهي علاقة الحاكم بالشعب، مؤكدة في حديثها أن هذه هي النقطة التي يجب أن نطلع عليها شباب اليوم.

أحداث مهمة

من جهته، قدم د. حمد القحطاني قراءة بحثية في كتاب "الكويت في 400 عام"، مؤكداً أن التاريخ هو الحياة، ومن ليس له تاريخ فليس له حياة، فالتاريخ يحيي من هم في القبور، وهذا ما قامت به الشيخة انتصار في كتابها.

وأوضح القحطاني أن أهم ما يميز الكتاب أنه موضوع لجميع المستويات، سواء من الباحثين أو القراء العاديين أو حتى الاطفال أو الذين لا يجيدون القراءة فهم يستطيعون مطالعة الصور فيه بسعادة.

وتطرق إلى مضامين الكتاب وما يحتويه من معلومات وأحداث تاريخية مهمة، وما ذكر فيه من وثائق وصور نادرة، وأحداث تاريخية مرت بها الكويت منذ بداية النشأة حتى الوقت الحالي، وكذلك الباحثون والرحالة الذين مروا على الكويت وأعطوا وصفاً متميزاً لها.

وتحدث عن حكام الكويت المتعاقبين وعلاقتهم الأبوية بالشعب الكويتي، وما كانوا يتميزون به من حكمة وإنسانية، ثم تطرق إلى انضمام الكويت إلى الجامعة العربية ثم إلى الأمم المتحدة، وبناء سور الكويت، كما أشار إلى أطماع عبدالكريم قاسم وتصدي أهل الكويت له بكل شدة دفاعا عن بلدهم، ومشاركة الكويت في الحروب التي خاضتها الدول العربية ضد إسرائيل.

وأشار كذلك إلى الغزو الصدامي الغاشم لأرض الكويت، ثم التحرير، كما سلط الضوء على الدور الدبلوماسي المميز الذي قام، ويقوم، به سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، على كل الصعد بدوافع إنسانية، ليكلل ذلك باختياره من جانب الأمم المتحدة قائداً إنسانياً.

مداخلات وأسئلة

شهدت الأمسية فتح المجال لمداخلات وأسئلة ومناقشات الحضور حول ما تضمنه كتاب "الكويت في 400 عام"، من محتوى متميز، وشارك في المداخلات المؤرخ فرحان الفرحان، الذي أشاد بالكتاب، مؤكداً أهميته وأن الجهود الذي بذلت فيه كبيرة، "ولقد سعدنا بهذا اللقاء".

أما الباحث في التراث صالح المسباح فقد أشاد بالصور والرسومات الموجودة والتسلسل الزمني للكتاب، مشيرا إلى أنه مفيد للجميع ويتضمن معلومات قيمة.

واختتمت الأمسية بفقرة فنية عن الفلكلور الشعبي الكويتي أحيتها الفنانة فطومة، التي شدت مجموعة من الأغاني التراثية التي أشعلت حماس الجمهور، وحرصت على اختيار الألوان التراثية والشعبية لإرضاء جمهورها.

انتصار الصباح: يجب أن نستشعر دوما نعمة الله العظيمة علينا ألا وهي الكويت
back to top