ترامب يربك «الجميع» في ملف سورية

الأكراد يلوحون بالعودة إلى «حضن الأسد» في وجه إردوغان

نشر في 09-10-2019
آخر تحديث 09-10-2019 | 00:11
مقاتلون مدعومون من تركيا يتوجهون إلى شمال حلب أمس (أ ف ب)
مقاتلون مدعومون من تركيا يتوجهون إلى شمال حلب أمس (أ ف ب)
لم تكد تتبدد حالة الإرباك التي أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ملف سورية أمس الأول، والتي امتدت من داخل أروقة إدارته لتشمل الأكراد حلفاء واشنطن «الوحيدين» في سورية والشركاء الأوروبيين حتى تركيا التي قال مراقبون إنه منحها هدية مسمومة، حتى عاد ترامب أمس ليطلق عاصفة من التغريدات المتناقضة، التي أثنى فيها على حلفائه الأكراد، نافياً التخلي عنهم بأي شكل من الأشكال، قبل أن يصف أنقرة بالشريك التجاري المهم بعد ساعات من تهديده بتدمير اقتصادها.

وبعدما أثارت تغريداته أمس الأول، التي أوحى فيها أنه بصدد الانسحاب من سورية، تنديداً أوروبياً وانتقادات داخل معسكره الجمهوري، قال ترامب في تغريدة بـ «تويتر»: «قد نكون في طور مغادرة سورية، لكننا لم نتخلَّ بأي شكل كان عن الأكراد المميزين والمقاتلين الرائعين»، مشدداً في الوقت نفسه على أن واشنطن لديها علاقة مهمة مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والشريك التجاري.

وقبل التغريدة، ردّ نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي على تهديد ترامب بأن «تركيا ليست دولة تتحرّك بناء على التهديدات»، مضيفاً: «مثلما شدد رئيسنا على الدوام، ستحدد تركيا دائماً مسارها وستتصرف بنفسها».

وبينما أنهى الجيش التركي جميع تحضيراته لتنفيذ عمليته العسكرية المرتقبة شرق الفرات، أعلن قائد قوات سورية الديمقراطية (قسد) مظلوم كوباني أنه يدرس اللجوء إلى الرئيس السوري بشار الأسد للتحالف معه في مواجهة خطط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وأوضح القيادي في «قسد» بدران جيا كرد أن الإدارة الذاتية ستجري محادثات مع دمشق وموسكو لملء أي فراغ يتركه الأميركيون، مؤكداً أنها ستضطر حتماً لبحث كل الخيارات للتصدي لتركيا.

وفي كردستان، طلب رئيس الإقليم الحالي نيجيرفان البارزاني والسابق مسعود البارزاني من وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف العمل لتهدئة الوضع حتى لا تتصاعد الأمور وتتسبب في تشريد آلاف الأكراد، محذراً من أن أي تغيير في الميزان العسكري سيمهد لعودة «داعش» والإرهاب.

وفي دمشق، نصح نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الأكراد بعدم «خسارة أنفسهم، وضرورة العودة إلى الوطن وحل جميع المشاكل بطريقة إيجابية بعيدة عن العنف»، مؤكداً عزم الرئيس الأسد على استعادة أراضي سورية كاملة، والدفاع عنها ضد أي محتل».

back to top