دكتاتور يقتل والد أحفاده!

نشر في 08-10-2019
آخر تحديث 08-10-2019 | 00:19
 د.نجم عبدالكريم تمَّ زفاف أشهر فتاة في إيطاليا إلى ألمع فتيانها عام 1928، وعُلِّقت الزينات والمصابيح الكهربائية في معظم أنحاء المدن، وزُينت المَحال التجارية بأغلى ما أنتجته المصانع من ورق الزينة، فقد كان والد الفتى صاحب أكبر مصانع الورق في البلاد.

دار الزمن، ودارت أشهر فتاة في إيطاليا على بيوت الأصدقاء والصديقات تطلب ملجأ لليلة واحدة... ليلة واحدة، لتنقذ في الغد الزوج المحبوب من رصاص فرقة الإعدام. لكن أبواب كل البيوت أُغلقت في وجهها، مما اضطرها إلى قضاء تلك الليلة على مقعد بالشارع في عز البرد القارس.

• وسأوجز لكم اليوم حكاية إيدا، ابنة الدكتاتور موسيليني، وزوجها شيانو، الفتى المحبوب الذي كان وزيراً للخارجية... وأمر صهره وجدُّ أولاده بإعدامه.

***

• اجتمع المجلس الفاشي ليحكم بتجريد موسيليني من قيادة الحزب، بعد أن أصبح هتلر هو الذي يتحكَّم في سياسة إيطاليا، وكان شيانو صوَّت ضد صهره. فلما التقاه موسيليني قال له:

- حتى أنت يا شيانو؟!

- دوتشي، إنك لستَ يوليوس قيصر، وأنا لستُ بروتوس.

- فماذا تسمي تصويتك لعزلي عن قيادة الحزب؟!

- لتخليص البلاد من هيمنة ألمانيا وهيمنة هتلر.

***

• فثارت ثائرة هتلر، وأمر باعتقال من أسماهم مجموعة خنازير إيطاليا، وفي مقدمتهم شيانو، وأصدر أوامره بإعدامهم. ولما حاول موسيليني أن يكلم هتلر بشأن شيانو، والد أحفاده، أجابه هتلر:

- ألم أقل لك إنك أضعف من أن تكون حاكماً.

- لكنه زوج ابنتي ووالد أحفادي.

- شيانو سيكون أول مَنْ ينفذ فيهم الإعدام.

***

• هرعت إيدا إلى أبيها:

- لا معنى لهذا الاضطراب يا عزيزتي.

- تقول هذا لأنك لا تريد إنقاذ زوجي.

- سيكون من حقي إعفاء مَنْ أريد إعفاءهم.

- ولكن ماذا فعل شيانو؟ هل لأنه أراد أن ينقذ إيطاليا من سيطرة هتلر؟

- تقولين ماذا فعل؟ لقد صوَّت بإقالتي من قيادة الحزب.

- وحش... وحش... هذا أنت يا والدي وحش... وحش.

***

• قال رئيس المحكمة لشيانو:

- أنت متهم بالخيانة العظمى.

- الخيانة العظمى يا سيدي للدوتشي أم لإيطاليا؟!

- خيانتك للقيادة وللبلد... وهذه تُهم عقوبتها الإعدام.

***

• بعد صدور الحُكم كتب موسيليني: ينفَّذ الحُكم في أقرب وقت، ثم ذهب لابنته قائلاً لها:

- لا مفرَّ من أن يموت شيانو إذا أردنا لأولادنا أن يعيشوا.

- ماذا تعني يا دوتشي؟.

- أولادك يا ابنتي في أيدي الجستابو.

- لا أصدق... لا أصدق... وحوش... وحوش... لا يمكن أن يقتلوا زوجي وأولادي!

- وعدني هتلر بإحضارهم سالمين إذا وقَّعت بإعدام شيانو.

***

• لكن موسيليني نفسه شنقه الإيطاليون، ومثَّلوا بجثته في شوارع روما.

• ألا يذكِّركم هذا الحدث بحادثة مشابهة حدثت في بغداد؟!

back to top