صفحة من الذكريات

نشر في 01-10-2019
آخر تحديث 01-10-2019 | 00:10
 يوسف عبدالله العنيزي خلال الأسابيع القليلة الماضية سنحت لي الفرصة بلقاء قصير لم يتجاوز بضع دقائق مع الأخ العزيز"سعود محمد العصيمي"، كانت بضع دقائق، لكنها كانت كافية لتقليب صفحات من كتاب ذكريات بدايات العمل الدبلوماسي، حيث تربطني بالأخ العزيز "بو محمد" علاقة أخوية طيبة منذ بداية عملي في وزارة الخارجية في شهر أغسطس من عام 1972.

وقد توثقت هذه العلاقة، عندما تولى الأخ "بو محمد" منصب سفير دولة الكويت لدى المملكة العربية السعودية، وكنت في ذلك الوقت أتولى إدارة مكتب دولة الكويت التجاري في الرياض، والذي تقرر افتتاحه تأكيداً للعلاقة المتميزة بين البلدين، وذلك قبل نقل السفارات من مدينة جدة إلى مدينة الرياض، وكان هناك اتصال شبه يومي بيننا، كما سعدت باستقبال الأخ "بومحمد" في مدينة الرياض التي كان يتردد عليها في مهمات متعددة، وكان محل حفاوة وترحيب من الجميع، وخصوصاً في ديوان "العصيمي" في الرياض.

كان مقر مكتب دولة الكويت التجاري يقع في شارع "الستين"، أما مقر الإقامة فقد كان في "حي الملز"، حيث كنت أحظى بجيرة طيبة منهم عبدالمحسن الراشد، والسيد محمد أبا الخيل، والدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، ونخبة طيبة من الإخوة والأصدقاء، منهم الدكتور إبراهيم العواجي، والإخوة محمد بن دنان وسمير الهاجري والأخ عبدالله البليهد وغيرهم من إخوة كرام سعدت برفقتهم خلال السنوات الأربع تقريبا التي قضيتها في مدينة الرياض العزيزة.

كانت العلاقات بين البلدين تحظى بتميز في كل المجالات، خصوصاً في ظل الظروف والأحداث التي كانت تشهدها المنطقة ولا تزال آثارها مستمرة إلى الآن وستستمر، منها قيام الثورة الإيرانية وسقوط الإمبراطورية الشاهنشاهية وزيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلى إسرائيل، وبداية طرح مبادرات السلام العربية الإسرائيلية والاحتلال السوفياتي لأفغانستان، وغيرها من أحداث أدت بالضرورة إلى اتفاق القيادة في البلدين باستمرار والتشاور والاجتماعات المكثفة بين مسؤولي البلدين في كل المجالات، وإقامة المشاريع المشتركة.

هكذا كانت العلاقات الكويتية- السعودية وهكذا ستكون دائماً، وحفظ الله المملكة العربية السعودية، وحفظ قيادتها الحكيمة، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top