إسرائيل: انتخابات «كسر عظم» بين نتنياهو وخصومه

• ريفلين مصرّ على تفادي اقتراع ثالث
• عودة: سنسقط المهووس ولسنا مواطنين درجة «ب»

نشر في 18-09-2019
آخر تحديث 18-09-2019 | 00:04
نتنياهو وزوجته يقترعان في القدس أمس (رويترز)
نتنياهو وزوجته يقترعان في القدس أمس (رويترز)
صوّت الإسرائيليون في انتخابات تشريعية تواجه فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المستمر في السلطة منذ 13 عاماً، مع رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس، بعد خمسة أشهر على مواجهة أولى بينهما لم تكن حاسمة.
عاد نحو 6.4 ملايين إسرائيلي، أمس، إلى صناديق الاقتراع لثاني انتخابات عامة، في غضون نحو خمسة أشهر فقط، من أجل اختيار 120 عضواً في الكنيست.

ويخوض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معركة من أجل البقاء السياسي، في انتخابات شهدت، أمس، منافسة شرسة قد تنهي هيمنته المستمرة على الساحة السياسية منذ أكثر من عشر سنوات، إذ إنه يواجه وحزبه "ليكود" مرة أخرى أقرب منافسيه، رئيس أركان الجيش السابق بيني غانتس، زعيم حزب "أزرق أبيض"، بعد فشله في تشكيل حكومة في أعقاب انتخابات جرت في أبريل الماضي.

وأشارت استطلاعات الرأي إلى احتدام المنافسة بين "أزرق أبيض" الوسطي و"ليكود"، لكنها أشارت أيضا إلى أن حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني العلماني بزعامة أفيغدور ليبرمان قد يلعب دور "صانع الملك" في محادثات الائتلاف.

وفتح نحو عشرة آلاف و700 مركز اقتراع في أربعة آلاف منطقة بجميع أنحاء البلاد أبوابها في الساعة السابعة صباحاً، وأغلقت في الساعة العاشرة مساء. وتم نشر نحو 19 ألف عنصر من شرطيين ورجال أمن ومتطوعين.

وبدأت في الظهور النتائج الأولية التي تعتمد على استطلاعات الرأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، بعد إغلاق الصناديق مباشرة، على أن تعلن النتائج الرسمية اليوم.

يشار إلى أن المرشح الأكثر احتمالا لأن يصبح رئيسا للوزراء هو الذي سيستطيع تشكيل ائتلاف يضم أحزابا تكفي لشغل 61 مقعدا، على الأقل، من مقاعد الكنيست.

نتنياهو

وقال نتنياهو (69 عاماً)، الذي حضر إلى مركز الاقتراع في القدس مرتدياً بزة سوداء وقميصاً أبيض وربطة عنق زرقاء وترافقه زوجته سارة: "الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب قال، أمس، إن نتائج الانتخابات ستكون متقاربة".

وأضاف، وقد بُح صوته بعد حملة انتخابية استمرت أسابيع: "الانتخابات تشهد منافسة قوية، لكن يمكنني أن أضمن لكم أنها ستكون متقاربة جداً".

وتابع: "أطالب جميع مواطني إسرائيل بالتوجه للإدلاء بأصواتهم، مثلما فعلت أنا وزوجتي".

وفي واشنطن، قال الرئيس ترامب لصحافيين في البيت الأبيض، أمس الأول، "انتخابات حافلة غدا في إسرائيل"، مضيفاً: "ستكون متقاربة... إنها انتخابات باحتمالات ربح وخسارة متعادلة".

وكان ترامب أعلن نهاية الأسبوع أنه ناقش مع نتنياهو إمكان المضي قدما في معاهدة "الدفاع المشترك"، ما اعتبر بمثابة دعم منه لإعادة انتخاب نتنياهو.

وأكد أنّ مثل هذه المعاهدة "ستزيد من ترسيخ التحالف الكبير" بين البلدين، مضيفاً: "أتطلع إلى مواصلة تلك المناقشات بعد الانتخابات الإسرائيلية عندما نلتقي في الأمم المتحدة، في وقت لاحق من هذا الشهر".

غانتس

في المقابل، دعا غانتس (60 عاما) بعد إدلائه بصوته في مدينة روش هاعين (رأس العين)، في وسط إسرائيل حيث يقيم، الإسرائيليين إلى رفض "الفساد" و"التطرف".

وقال غانتس: "نريد أملا جديدا. نصوت اليوم من أجل التغيير"، مضيفاً، وقد وقفت زوجته الى جانبه: "سننجح كلنا معاً في الإتيان بأمل جديد، من دون فساد ومن دون تطرف".

ويلاحق نتنياهو أمام القضاء بتهم فساد. ويُنظر الى الحكومات التي ترأسها نتنياهو خلال السنوات الأخيرة على أنها الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

عودة

من ناحيته، قال رئيس "القائمة المشتركة" أيمن عودة، للصحافيين بعد الإدلاء بصوته في مدينة حيفا، إن "المواطنين العرب يريدون المساهمة في إسقاط اليمين المتطرف برئاسة المهووس بنيامين نتنياهو ومنعهم من أن يستمروا في الحكم".

وأضاف عودة: "يريدون أن يفرضوا علينا أن نكون مواطنين درجة ب، ولكن نحن لا نقبل لأنفسنا أن نكون مصوتين درجة ب، أي أن نصوّت أقل من المعدل العام، نريد أن نكون مصوتين درجة أ بالطريق إلى أن نكون مواطنين درجة أ كما يليق بأهل البلاد الأصليين".

وتابع: "هذه الانتخابات تاريخية ومفصلية وشعبنا على قدر التحدي".

واستنادا إلى معطيات دائرة الإحصاء الإسرائيلية، يُشكل المواطنون العرب نحو 20 في المئة من عدد السكان في إسرائيل.

وتتوقع استطلاعات الرأي العام، حصول "القائمة المشتركة" على 11 مقعدا أو أكثر، من أصل 120 مقعدا، في الانتخابات القادمة.

وتقول "القائمة المشتركة" إن عدد أصحاب حق الاقتراع العرب في الانتخابات، هو مليون صوت.

ريفلين

أما الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، فتعهد، أمس، بتجنب انتخابات تشريعية ثالثة، ودعا لأوسع مشاركة في الاقتراع.

وقال ريفلين، في رسالة مصورة إلى الشعب الإسرائيلي عبر صفحته على "فيسبوك": "سأبذل قصارى جهدي للحصول على حكومة منتخبة في إسرائيل خلال أقرب وقت ممكن، ولتجنب عملية انتخابية أخرى". وأضاف أنه إذا فشل مرشح ما في تشكيل حكومة، فسيمنح مشرعا آخر فرصة، وإذا لم يتسن العثور على مرشح مناسب، فيمكن أن يطلب منه 61 من أعضاء الكنيست إعطاء تفويض لأي مشرع يتم اختياره، بما في ذلك عضو الكنيست الذي منح المحاولة الأولى.

ومساء أمس الأول، قام نتنياهو وغانتس وبشكل منفصل بزيارة إلى الحائط الغربي في القدس، أقدس المواقع الدينية لليهود، للصلاة عنده.

وتتوقع استطلاعات الرأي حصول كل من "ليكود" و"أزرق أبيض" على 32 مقعداً في البرلمان.

ترامب: انتخابات حافلة وستكون متقاربة وباحتمالات متعادلة
back to top