«الحلم بكويت حديثة» (4-6)

قصة نشأة بلدية الكويت قبل النفط (1930 - 1940م)
انتخاب نصف اليوسف مديراً ورفض استقالة أمين الصندوق يوسف العدساني

نشر في 18-09-2019
آخر تحديث 18-09-2019 | 00:04
لنشأة بلديّة الكويت في مرحلة ما قبْل النّفط ملابسات ودواع تطلبت وجودها، يرصدها هذا الكتاب الذي كتب مخطوطته الراحل محمد صقر المعوشرجي، المدير العام الأسبق لبلدية الكويت طوال فترة السبعينيات، ونائب رئيس المجلس البلدي في النصف الأول من الثمانينيات، ووزير الأوقاف من 1991 إلى 1992م، مسجلاً مشاهدات رغب في تدوينها بحكم معاصرته لحقبتي الكويت والبلدية، قبل النفط وبعده.

في مكتبة المعوشرجي، رحمه الله، عثرت أسرته على مخطوطة هذا الكتاب الذي أودع فيه صاحبه روايته لقصة نشأة البلدية، فسعت إلى جمع مادته ونشرها، إسهاماً منها في زيادة الوعي بما شهدته الكويت من تقدّم وازدهار كانت البلدية النواة الأولى لتنفيذهما.

في تمهيده لهذا الكتاب، الذي تنشره «الجريدة» على عدة حلقات بتصرف يسير، والذي حرره ووثقه بدر ناصر الحتيتية المطيري، يحدد المعوشرجي منهجه، فيذكر أنه يثبت الإعلانات الصادرة عن البلدية بتسلسلها الزمني بين عامي 1930 و1940م، مع التعقيب على أغلبها بآرائه الشخصية.

يبدأ الكتاب الصادر عن دار مطابع الخط - الكويت، سنة 2019 بإلقاء نظرة على أوضاع الكويت قبل نشأة البلدية عام 1930، متطرقاً إلى الطابع العمراني، والأحوال المعيشية، والمشهد الثقافي حينئذ، ثم يخلص إلى صلب كتابه باستعراض المجالس البلدية الخمسة الأولى، وما صدر عنها من إعلانات، مؤرخة بالتاريخ الهجري، الذي كان هو التاريخ الرسمي في الكويت حتى عام 1960. وإلى الحلقة الرابعة:

المجلس البلـدي الثالث من 1934 إلى 1936م

إعلان (55)

صدر هذا العدد بنص العبارة الصادرة في الإعلان نمرة 23 المحرّر في 18 المحرّم 1351هـ وهو ما يتضمن صفة الانتخاب بمناسبة حلول الدورة الانتخابية (للمجلس البلدي) للمرّة الثانية (التاريخ غير مبيّن).

التعليق:

صدر إعلان البلدية في مطلع شهر المحرّم 1353م الموافق أبريل 1934م، بشأن إجراء انتخابات المجلس البلدي لدورته الثالثة الممتدة للعامين الهجريين 1353 و1354، الموافقة للفترة من أبريل 1934 حتى أبريل 1936م.

يبدو أن انتخابات المجلس لدورته الثالثة قد تمت في جو تسودة درجة من التنافس، وتشكّل المجلس البلدي الثالث بالانتخاب من السادة: عبدالله الجابر الصباح- رئيسا بالتعيين، يوسف بن عيسى، خليفة بن شاهين الغانم، سيد علي السيد سليمان، يوسف الصالح الحميضي، نصف اليوسف النصف، محمد الأحمد الغانم، مشاري الحسن البدر، مشاري الروضان، أحمد الفهد الخالد (توفّي وحلّ محلّه عبدالمحسن الخرافي)، محمد الحمود الشايع (بدلاً من مشعان الخضير الذي أُبطلت عضويته)، عبدالله العسعوسي (بدلاً من سيد زيد السيد محمد الذي أُبطلت عضويته)، جاسم بودي (بدلاً من سليمان العدساني الذي استقال، وبعد وفاة جاسم بودي شغل مكانه عبدالرحمن بن بحر).

وتمّ في الجلسة الأولى للمجلس الثالث يوم 17 المحرم 1353هـ انتخاب نصف اليوسف النصف مديراً جديداً لبلدية الكويت. ورفض المجلس البلدي في جلسته الثانية المنعقدة يوم 20 المحرم 1353هـ الاستقالة المقدمة من كاتب الإدارة وأمين صندوق البلدية يوسف عبد الوهاب العدساني، وكان القصد من تقديمها إعطاء فرصة للمدير الجديد للبلدية لاختيار كاتب وفق ما يراه، وجاء رفض الاستقالة بمثابة تجديد للثقة بالكاتب. وباشر المجلس الثالث أعماله كالمعتاد.

إعلان البلدية رقم (57) سنة 1353هـ

ليكن معلوماً لدى كل من يتعاطى الأوزان ذات الكسور أنّه ممنوع عليهم من الآن فصاعداً أن يستعملوا ما يتجزّأ من الأوقية كالثّلث ونصف الثّلث وما بعده والخُمْس ونصف الخُمْس وما بعده، ويجوز لهم فقط استعمال نصف الأوقية وما بعده كالرّبع ونصف الرّبع إلى آخره، وللبيان حُرّر.

التعليق: يمنع الإعلان التعامل بثلث الأوقية أو نصف ثلثها أو خُمْس الأوقية أو نصف الخمس، ويوجب التعامل بنصف الأوقية ورُبعها وثُمنها في وزن المشتريات؛ وذلك منعاً لضياع حق الزبون، ويدلّ هذا التقنين على أن الناس كانوا يتعاملون بأقل ما يمكن شراؤه نظراً لضيق ذات اليد.

إعلان (58) 2 صفر

إن الضالّة التي وُجِدت في شهر ذي الحجة 1349هـ في بيب البلدية بسكّة العبدالرزاق وأُعلن عنها مرّتين ولم يتبين صاحبها وهي فردة حرّى مقمّس ولا تزال في إدارة البلدية إلى الآن، فكل من له ضائعة فليراجع الإدارة من تاريخه إلى مرور شهر واحد، وعند انقضاء هذه المدة تُسلّم إلى الرجل الذي وجدها.

إعلان البلدية رقم (59) 20 صفر

ليكن معلوماً لدى كل من تكون للأسلاك الكهربائية وأعمدتها علاقة بجدرانهم متى أرادوا هدماً أو إصلاحاً في تلك الجدران المتصلة بالأسلاك المذكورة فيجب عليهم أن يراجعوا إدارة البلدية قبل الشروع في العمل، وللبيان حُرّر.

التعليق:

يحذّر الإعلان المواطنين من العبث بأسلاك الكهرباء أو لمسها، وكانت أسلاك التمديدات الكهربائية مكشوفة ومعلّقة بالبيوت أو على أعمدة من الخشب وذلك في بداية إيصال الكهرباء للمباني في الكويت. والإعلان هو تكرار للإعلان 49.

إعلان (61) 11 شعبان

ليكن معلوماً لدى جميع القصّابين أنّه غير جائز لهم وضع اللحوم على القفاصة بل يجب تعليقها كسابق ما أُمروا به، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للعقاب.

التعليق: يطلب الإعلان من أصحاب محلّات بيع اللحوم (القصّابين) ألا يضعوا اللحوم على الطاولة بل تُعلّق؛ والقصد من ذلك أن المشتري يستطيع أن يحدّد الجزء الذي يختاره.

إعلان (62) 8 شوال سنة 1353 هـ

ليكن معلوماً لدى كل من لديه كفاءة بأن إدارة البلدية تحتاج إلى كاتب ذي ملَكَة إنشائية كأمين صندوق، وكاتب آخر لمسك الدفاتر ومحاسبة المحصّلين إلى غير ذلك من شؤون الإدارة الحسابية، فمن يجد في نفسه الكفاءة لإحدى هاتين الوظيفتين فليخابر إدارة البلدية كتابياً من تاريخه إلى مرور ثمانية أيام.

التعليق:

بعد استقالة كاتب وأمين صندوق البلدية يوسف العدساني قرّر المجلس البلدي نشر إعلان عن وجود وظيفتين شاغرتين: الأولى لمن تتوافر لديه ملَكة الكتابة الإنشائية وهذا سيشغل وظيفة (أمين الصندوق)، والوظيفة الثانية كاتب للسجلات المحاسبية مع محاسبة المحصلين، وتطلب البلدية ممن يجد نفسه كفئاً أن يتقدم خلال ثمانية أيام من تاريخ الإعلان. وقد شغل وظيفة كاتب الإدارة عبدالله العثمان وشغل عبداللطيف النصف وظيفة أمين الصندوق.

إعلانات 1354هـ (1935/ 1936م)

إعلان (64) 18 صفر

نعلن لعموم أصحاب الحمير أنه غير مسموح لهم شيل الرّمل من أمام حوطة الصقر التي قِبلي بيت الأميركاني، وإذا أرادوا أن يأخذوا رملاً فيكون ذلك من حدّ العلامة الموضوعة عند عاير الحوطة وقبله فقط. أما من العلامة وشرق فغير مسموح.

إعلان رقم (65)

ليكن معلوماً لدى العموم أنّه بمناسبة المولد النبوي الشريف فإنّ غداً الخميس 12 ربيع الأول هو يوم تعطيل عام ويجب اعتباره عيداً دينياً شاملاً تعطّل فيه جميع دكاكين الأسواق طيلة نهار بكرة ماعدا أصحاب الحِرَف الآتية: 1- بائعي اللحم والسمك. 2 - بائعي الخضراوات. 3 - الخبازون وأصحاب المطاعم والمقاهي.

فيجب على عموم الأهالي ملاحظة ذلك وتنفيذه وكل من يخالف يعرض نفسه بذلك للمسؤولية والجزاء.

إعلان (66)

ليكن معلوم لدى عموم سائقي السيارات أنه ممنوع المرور من سوق الخضرة ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للعقوبة.

المجلس البلدي يبدأ التحضير لإنشاء مجلس المعارف

جاء في محضر الجلسة الرابعة والعشرين للمجلس البلدي المنعقدة بتاريخ 8 ذو الحجة 1354 هـ الموافق 1/2/1936 م ما يلي:

«عرض (العضو) محمد الأحمد الغانم موضوع المعارف والحاجة الماسة لها، وبعد المداولة في الموضوع اتّفق المجلس على أن يضع رسماً على الأموال الواردة إلى الكمرك (الجمرك) بالمئة نصف روبية ويوضع في صندوق البلدية وتُصرَف على المعارف. وقد عُهد إلى الرئيس المفاوضة مع سعادة الشيخ أحمد الجابر في هذا الشأن».

وجاء في محضر الجلسة التالية للمجلس البلدي المنعقدة بتاريخ 21 ذي الحجة 1354 هـ ما يلي:

«أمر الرئيس بدعوة أعضاء البلدية ونُخبة من التجّار المورّدين، وبعد تكامل المدعوون أعرب الرئيس للعموم موافقة الشيخ أحمد الجابر على وضع رسم نصف روبية بالمئة تُصرَف على المعارف، وقد حصلت الموافقة من العموم وتمّ تقديم لائحة للمدعوين وضعوا توقيعاتهم عليها إثباتاً على موافقتهم».

وورد في محضر الجلسة الأولى للمجلس البلدي المنعقدة بتاريخ 2 محرم 1355 هـ الموافق 24/2/1936 م ما يلي:

«دعا رئيس البلدية الأعضاء لجلسة فوق العادة، وأعرب لهم عن رغبة سعادة الشيخ بمعرفة أشخاص لجنة المعارف ومديرها، فقد تقرّر بهذا الصدد أن أعضاء البلدية هم لجنة المعارف والشيخ يوسف (بن عيسى) مديراً لها، ومدتها شهران وعند الانتهاء تنظر اللجنة المذكورة في كيفية انتخاب لجنة المعارف ومدّيرها على أن لجنة المعارف لا تتغير بتأثير انتخاب البلدية المقبل».

وقرّر المجلس البلدي الرابع (الذي أُنتخب في 7 محرم 1355 هـ) في جلسته الرابعة المنعقدة في أواخر شهر محرم 1355 هـ (غير محدّد اليوم بالمحضر) ما يلي:

«اتفق المجلس على دعوة التجّار الذين اتفقوا على وضع رسم المعارف على الوارد من الكمرك بالمئة نصف لانتخاب 12 عضواً للجنة المعارف».

البلدية وأضرار أمطار «سنة الهدّامة»

ورد في محضر جلسة الأحد 2 رمضان 1353هـ أنه «بخصوص المطر الذي توالى هطوله آخر ليلة السبت 1 رمضان 1353 هـ، تذاكر الأعضاء فيما أحدثه هذا المطر الغزير من أضرار بليغة وفيما هدم وخرّب من بيوت ومساكن لضعفاء لا يملكون سواها وقد تلفت وتلف معها كل ما تحويه من ذخر ومتاع، فرأى الجماعة أن يوضع اكتتاب يتولّى رعايته حضرة الرئيس، وقبل الشروع رأوا وجوب إشراف سمو الشيخ أحمد الجابر وأن يطلبوا منه أن يضع حجر الأساس للمساعدة في هذا المشروع، ويجب أن يتولّى هذا الطلب كل من الشيخ عبدالله الجابر والشيخ يوسف بن عيسى والحاج أحمد الحميضي، ويتعيّن أن يكون الذهاب إليه بُكْرة صباحاً. وتقرّر أن تضم دراهم إعانة الفقراء المذكورة في المادة 6 من محضر الجلسة 16 إلى إعانة منكوبي المطر الجاري البحث فيها».

وفي جلسة المجلس التالية بتاريخ 24 رمضان قرّر المجلس ما يلي:

«تُعيّن لجنة لإحصاء البيوت التي أتلفها المطر وأهلها المستحقّين للمساعدة...»، واعتمد المجلس في جلسة 21 ذي القعدة 1353 هـ (يناير 1935م) توزيع إعانة منكوبي المطر البالغة 31663 روبية بالكيفية المُسجّلة في بيان خاص معتمد من رئيس وأعضاء البلدية.

التعليق: سنة الهدّامة هي السنة التي هطلت فيها أمطار غزيرة على الكويت وبالتحديد في فجر السبت الأول من رمضان 1353 هـ الموافق 8/12/1934 م؛ وتهدّم فيها عدد كبير من البيوت وخاصة في المنطقة التي تقع حول حفرة المسيل، وأيضا في منطقة جبلة الفلاح وفريج (حي) العليوه. وقدّر عدد البيوت التي تهدمت بحوالي ثلث البيوت الموجودة في البلد، لأن البيوت كانت من طين فإذا أتت عليها المياه هدمتها، وما بقي بعيداً عن الماء في محلٍّ مرتفع لم يصبه شيء، ولذلك سمّيت هدّامة.

توظيف الكويتيين في شركة «حمّال باشي» للنقل والتنزيل

قرّر المجلس البلدي في جلسته بتاريخ 25 شعبان 1353 هـ (1934م) م بشأن توظيف الكويتيين في شركة النقل والتنزيل ما يلي:

أولا: أن يتذاكر المدير مع رستم (باش حمّال) المزورية الذين ينزلون من المركب بخصوص إدخال العرب معهم في العمل.

ثانيا: أن يرسل المدير إلى رؤساء الحماميل ويحتّم عليهم أن يدخلوا معهم النصف من العرب.

ثالثا: أن يتعين أن يكون الحماميل الذين يتولّون نفاض السفن سواء كانت من الخليج أو من الهند كلهم عربا إلا إذا اقتضت الحاجة إلى إدخال 5 أنفار من العجم معهم، أما عمالة أبوعلي فتبقى على حكمها، وهي العاملة التي تتولّى نفاض أموال المركب.

رابعا: أن يُحتّم المدير على كل رئيس عاملة من الحمالين العجم أن يأخذ إجازة من البلدية مجاناً.

التعليق:

بما أن المجلس البلدي هو المؤسسة الأولى والوحيدة للخدمات العامة وكل ما يتعلق بأمور المواطنين في الكويت، وبسبب سوء الأوضاع المعيشية في البلد، فقد قرّر المجلس الطلب من مدير البلدية أن يتفاوض مع شركة النقل والتنزيل (حمّال باشي) -وهي شركة أهلية لتفريغ وتحميل السفن وأكثر عمّالها من أصول إيرانية- لتوظيف عدد من العمّال الكويتيين من أصول عربية ضمن عمّال هذه الشركة... وهذا الإجراء فرضته الظروف الاقتصادية القاسية التي كانت تمر بها البلاد في فترة الثلاثينيات.

عام 1353 هـ أعلنت البلدية أنها تحتاج إلى كاتب ذي ملَكَة إنشائية للعمل أمينا للصندوق وآخر لمسك الدفاتر ومحاسبة المحصّلين

أمطار غزيرة شهدتها الكويت في ديسمبر 1934 تسببت في هدم ثلث بيوتها لذا سميت بـ «الهدامة»

ليكن معلوماً لدى جميع القصّابين أنّه غير جائز لهم وضع اللحوم على القفاصة بل يجب تعليقها

المجلس فرض رسماً على الأموال الواردة إلى الجمرك بنسبة نصف روبية على المئة مع وضعها في صندوق البلدية وصرفها على المعارف

عممت على التجّار بأن على كلّ من يشتري منهم سِلعة بثمن أرخص من السعر المتداول إخبار المحكمة أو إدارة الشرطة قبل أن يدفع ثمن تلك السلعة
back to top