«فايننشل تايمز» : مركز جابر يسعى لاسترجاع مكانة الكويت الرائدة ثقافياً بالخليج

●«المراكز الثقافية الحديثة جدّدت آمال الطبقة الإبداعية في البلاد»
●خاجة: نملك كل ما يلزم لنهضة فنية من إرث وقيم ومبدعين

نشر في 15-09-2019
آخر تحديث 15-09-2019 | 00:04
لفت تقرير لمجلة فايننشل تايمز إلى أن إنشاء المراكز الثقافية جدّد آمال الطبقة الإبداعية في الكويت.
أكد تقرير لمجلة فايننشل تايمز أن الكويت كانت دولة رائدة في مجال الفنون والثقافة بالخليج وتحمل تاريخاً طويلاً من المبادرات الثقافية منذ منتصف القرن العشرين، لافتاً إلى أن هذا الجانب تحديداً هو الذي سمح لها باكتساب نفوذ هائل.

ووفق التقرير، عمدت حكومات الإمارات وقطر إلى تكثيف استثماراتها لبناء المتاحف ونشر الفنون في السنوات الأخيرة، في وقت تعهدت الكويت باسترجاع مكانتها كمعقل ثقافي في المنطقة عبر مشروع "المراكز الثقافية التابعة للديوان الأميري"، والذي يشمل أكبر مركز ثقافي في الشرق الأوسط، وهو مركز الشيخ جابر الأحمد، فضلاً عن متاحف ومسارح ومعارض على طول ساحل الخليج.

ولفت إلى أن مبادرة إنشاء المراكز الثقافية، التي انطلقت تحت إشراف الديوان الأميري مباشرةً، جدّدت آمال الطبقة الإبداعية في الكويت، غير أنها طرحت في الوقت نفسه أسئلة صعبة عن الميزانية وطريقة التنفيذ.

وأوضح أن الموسم الماضي شهد عرض أعمالٍ مهمة، على غرار المسرحية الغنائية "مذكرات بحار" التي تتناول حياة غوّاصي اللؤلؤ الكويتيين في الماضي، وهي مقتبسة من مسلسل إذاعي عام 1962، ومن أوبريت غنائي تم تنفيذه في سبعينيات القرن الماضي، إلى جانب استمرار بعض العروض الناجحة الأخرى من المواسم السابقة، والتي عُرِضت في السعودية وقطر، مثل "عرض الثمانينات".

وذكر التقرير أن أحد التحديات التي يواجهها المسؤولون في مركز جابر يتعلق بكيفية تقديم أعمال مبتكرة ذات قيمة فنية وثقافية عالية، بحيث تلائم ذوق الجيل الشاب الذي يتابع أحدث أفلام هوليوود ومسلسلاتها التلفزيونية، ويستفيد من منصات مثل "نتفلكس".

إرث وقيم

وفي هذا الصدد، نقل التقرير عن المدير العام للمركز فيصل خاجة قوله: "أريد أن يدرك الناس أهمية موسيقانا وإرثنا العريق، لكن يجب أن نقدّم هذه الأعمال بطريقة معاصرة لتلائم ذائقة الجيل الجديد. نحن نبني حركة جديدة"، مؤكداً أن "الكويت تملك كل ما يلزم من موسيقيين، وتسامح، وإرث وقيّم، ومبدعين... لكن يجب أن يتحسن الوضع طبيعياً وبشكل تدريجي، ولابد من مرور الوقت اللازم لتحقيق طموحنا".

وأكد أن هذه النهضة الثقافية تتطلب كذلك أخذ مجازفات إبداعية رغم العوائق التي تفرضها عقلية الرقابة القانونية أو المجتمعية، إذ يعارض بعض المحافظين في البرلمان الكويتي، على سبيل المثال، ما يعتبرونه انهياراً للقيم التقليدية عن طريق الفنون والثقافة.

وفي هذا السياق، ترى أبرار الشمري، وهي مستشارة ثقافية تخرّجت حديثاً في جامعة "جورج تاون" الأميركية بعد نيلها شهادة ماجستير ركّزت أطروحتها فيها على الصراع بين المواطنين والدولة في المجال الثقافي الإبداعي، أن تفكير الرقابة مبني على استباق المشاكل، موضحة أن "الوزراء يتخذون هذه الخطوات لتجنب ردود أفعال النواب. لذا يفضلون تبني مواقف آمنة وحظر الكتب بدل أن يستجوبهم النواب بسبب كتاب مثير للجدل".

ووفق التقرير، يعني ارتباط مشروع "المراكز الثقافية" بالديوان الأميري مباشرةً تطور المشروع بسرعة ومنح المسؤولين نوعاً من الحماية السياسية.

وتطرق التقرير إلى عرض "رابطة الأدباء الكويتيين" في قاعتها الصغيرة فيلماً محلياً قصيراً بالأبيض والأسود من إنتاج عام 1974، وتأليف عبدالعزيز السريع، وبطولة الفنانين صقر الرشود، وسعاد عبدالله، ويحمل عنوان "كلمات متقاطعة"، وتتمحور قصته حول اضطراب حياة زوجَين جديدَين، فتجد الزوجة صعوبة في الالتزام بشروط اتفاق وافقت عليه قبل الزواج ويفرض عليها ملازمة المنزل بدل العمل.

وقالت الفنانة سعاد عبدالله، التي تؤدي دور زوجة الفنان صقر الرشود، وكانت من بين حضور الفيلم وقد شعرت بالحنين إلى ذلك الزمن: "لا سقف للمواضيع المطروحة حينها. كنا نستطيع مناقشة أي موضوع اجتماعي بكل حرية".

* محرر مجلة «فايننشل تايمز» 10 سبتمبر 2019

تقديم أعمال مبتكرة ذات قيمة فنية عالية تلائم ذائقة الشباب أحد تحديات المركز
back to top