رفض عربي ودولي لتعهد نتنياهو بضم «ثلث الضفة»

خصوم زعيم «ليكود» يسخرون من فراره بعد صافرة إنذار قرب غزة والانتقادات ضده تتصاعد

نشر في 12-09-2019
آخر تحديث 12-09-2019 | 00:04
رئيس القائمة المشتركة النائب العربي في الكنيست أيمن عودة يعترض نتنياهو لالتقاط صورة له عن قرب بعد صدام نادر قبل التصويت على مشروع «الليكود» للسماح بمراقبة صناديق الاقتراع بالكاميرات                                                                                                    (أ ف ب)
رئيس القائمة المشتركة النائب العربي في الكنيست أيمن عودة يعترض نتنياهو لالتقاط صورة له عن قرب بعد صدام نادر قبل التصويت على مشروع «الليكود» للسماح بمراقبة صناديق الاقتراع بالكاميرات (أ ف ب)
لقي تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم أكثر من ثلث الضفة الغربية رفضاً دولياً، بينما تصاعدت الانتقادات الداخلية لزعيم حزب ليكود مع اقتراب موعد الانتخابات، وتعرض لسخرية من خصومه بعد إجلائه من أشدود حين دوّت صافرات التحذير من قصف صاروخي.
بعد دوي صفارات الإنذار للتحذير من هجوم صاروخي محتمل من غزة، اندفع حراس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليل الثلاثاء- الأربعاء لإبعاده عن تجمع انتخابي لحزبه "ليكود" أعلن خلاله عزمه ضم غور الأردن بالضفة الغربية المحتلة وشمال البحر الميت وعدد كبير من المستوطنات إذا فاز بفترة جديدة في الانتخابات المقررة يوم الثلاثاء المقبل.

ولم يُصب نتنياهو بأذى وعاد بعدها بدقائق لمواصلة كلمة بثها حزبه اليميني على الهواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً أنّ ما جرى يثبت أنّ حركة "حماس" تخشى فوزه في الانتخابات.

وقال: "إذا كانت حماس تهاجمنا مباشرة على هواء شاشات التلفزيون، فأنتم تدركون أنّ هذا يعني أنّها لا تريدنا هنا".

غير أن هذه الواقعة، التي جاءت قبل أسبوع واحد من انتخابات يواجه فيها تحدياً أمام رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي الممثل بحزب "أزرق أبيض"، أثارت اتهامات من خصومه بأنه لم يفعل ما يكفي لوقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود على إسرائيل، مؤكدين أن تعهده بضم منطقة غور الأردن الاستراتيجية، التي تمثل نحو ثلث الضفة، محاولة يائسة لكسب أصوات اليمين القومي للبقاء في السلطة.

وأكد غانتس، أقوى منافسي نتنياهو في الانتخابات المقبلة، أنه لو تعرض شخصياً لموقف مماثل لكانت ردة فعله مغايرة تماماً، ولما غادر قاعة التجمع الانتخابي حتى يضمن الحماية لجميع الحضور أولاً. ولاحقاً رد نتيناهو قائلاً، إن غانتس لا يفقه شيئاً في السياسة الخارجية مشككاً بقدرته على تحقيق أي إنجاز لإسرائيل في حال وصل إلى رئاسة الحكومة.

وفي أشدود أيضاً، كان منافس نتنياهو وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان يشارك في مهرجان انتخابي لحزبه القومي "إسرائيل بيتنا" حين دوّت صفارات الإنذار. وقال في بيان، إنّ "ما حدث يثبت أنّ سياسة نتنياهو المتمثّلة في الاستسلام للإرهاب هي سياسة مفلسة".

ووفق الجيش الإسرائيلي، فإن نظام القبة الحديدية تصدى لصاروخين أُطلقا من غزة باتجاه أسدود، حيث كان مقر التجمع الانتخابي، ومدينة عسقلان الساحلية جنوبها، مؤكداً أنه في وقت لاحق قصف 15 هدفاً منها منشأة لتصنيع الأسلحة ومجمع بحري يستخدمه نشطاء وأنفاق تابعة لحركة "حماس".

تنديد واسع

وبعد وقت قصير من تعهد نتنياهو في حال فوزه في الانتخابات المقبلة بفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت وعدد كبير من المستوطنات بالتنسيق مع الولايات المتحدة، توالت ردود الفعل المنددة بمشروع الضم من العواصم العربية والأوروبية.

وفي حين حذر الاتحاد الأوروبي من تقويض فرص السلام، دان وزراء الخارجية العرب في ختام الدورة العادية الـ152 لمجلس الجامعة العربية في القاهرة، بشدة إعلان نتنياهو، معتبرين أنه" يشكل تطوراً خطيراً وعدواناً إسرائيلياً جديداً وانتهاكاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية".

وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، من أن فرض سيادة إسرائيل على أجزاء من الضفة "بمنزلة إنهاء لكل فرص تحقيق السلام وإنهاء الصراع"، مجدداً تهديده بإلغاء كل الاتفاقات في حال نفذ نتنياهو وعده.

واتهم رئيس الوزراء محمد أشتية نتنياهو بأنه "المدمر الرئيسي لعملية السلام"، مؤكداً أن "أرض فلسطين ليست جزءاً من حملته الانتخابية".

وأشار الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم إلى أن خطة نتنياهو "لن تغير من الحقائق شيئاً"، معتبراً إعلانه "استمرار في سياسة عدوانية شجعت عليها واشنطن".

ونبّه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى أن تنفيذ نتيناهو لوعده "ينسف أسس العملية السلمية ويدفع المنطقة برمتها نحو العنف وتأجيج الصراع"، وقالت عمان، إن اتفاق السلام بينها وبين تل ابيب بات على المحك.

واعتبر الديوان الملكي السعودي ما أعلنه نتنياهو "باطلاً جملة وتفصيلاً". وأعلن أمين منظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين عقد اجتماع استثنائي على مستوى وزراء الخارجية بطلب من السعودية لبحث "التصعيد الاستفزازي واتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية العاجلة للتصدي للعدواني الإسرائيلي بكل الطرق الممكنة".

وكتبت منظمة التعاون في حسابها بـ "تويتر"، أمس: "بطلب من السعودية، ستعقد المنظمة في جدة الأحد (...) اجتماعاً استثنائياً على مستوى وزراء الخارجية لبحث التصعيد الإسرائيلي الخطير".

ووصف أمين مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني تصريحات نتنياهو بأنها "عدوانية"، مشدداً على أن الضفة المحتلة أرض فلسطينية بالحقائق الجغرافية والتاريخ والقانون الدولي".

وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن "موقف الأمين العام كان دائماً واضحاً وهو أن اتخاذ خطوات أحادية لن يساعد عملية السلام"، مبيناً أن "أي قرار تتخذه إسرائيل لفرض قوانينها وأحكامها وإدارتها في الضفة الغربية المحتلة لن يكون له أساس قانوني".

وشدد الاتحاد الأوروبي على أنه "لن يعترف بأي تغييرات لحدود ما قبل 1967"، مؤكداً أن "سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها بما في ذلك في القدس الشرقية غير قانونية واستمرارها يقوض إمكانات حل الدولتين وفرص السلام الدائم".

واتهم السيناتور الأميركي اليهودي الاشتراكي الديمقراطي بيرني ساندرز نتنياهو بـ "انتهاك القانون الدولي وجعل حل الدولتين مستحيلاً".

وقال ساندرز، الذي يسعى للترشح لرئاسة الولايات المتحدة: "كل من يدعمون عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية يتعين عليهم رفض ذلك".

اجتماع طارئ لـ «التعاون الإسلامي» الأحد بطلب من الرياض
back to top