بغداد: لسنا ساحة صراع... وضوء أخضر للدفاع الجوي

• واشنطن تتحسّب من «انتقام إيراني» لهجمات إسرائيل... و«العصائب» تهدّد مقارها العسكرية والدبلوماسية
• عبدالمهدي يشدد حظر الطيران
• مرحلة رابعة لعملية الأنبار... وتركيا تطلق «المخلب »
● 5 مليارات دولار لإيران

نشر في 25-08-2019
آخر تحديث 25-08-2019 | 00:05
الإطفاء يفحص بقايا متفحمة لمستودع محترق في مدينة الصدر ببغداد أمس الأول 	(أ ف ب)
الإطفاء يفحص بقايا متفحمة لمستودع محترق في مدينة الصدر ببغداد أمس الأول (أ ف ب)
وسط استعدادات أميركية لهجوم انتقامي محتمل من إيران أو وكلائها على هجمات إسرائيل المتتالية، وجّه العراق رسالة شديدة لواشنطن بأنه ليس ساحة للنزاع والاختلاف، وطالب بعدم إدخاله في الصراعات الإقليمية، وذلك قبل أن توجه حكومته بتسليح الدفاع الجوي وتشديد قرار منع تحليق جميع أنواع الطيران إلا بإذن.
على وقع خلاف قيادات هيئة الحشد الشعبي على تحميل واشنطن المسؤولية عن قصف مخازنها، أصدرت وزارة الخارجية العراقية، أمس، توضيحاً لاستخدام مفردة «الاستدعاء» للقائم بالأعمال الأميركية براين مكفيترز لبحث التطورات ومناقشة المعلومات عن ضرب إسرائيل لأهداف إيرانية في أكثر من منطقة، مؤكدة أنها «جاءت مقصودة وتحمل موقفاً محدداً تم توصيله، ويتلخص في أن الشراكة تستدعي تبادل المواقف والإحاطات في كل ما من شأنه أن ينعكس على مصالحنا المشتركة، وحيث استجدت أحداث لها انعكاسات على بنية الأمن الوطني، في ظل منطقة تشهد اضطراباً».

ورغم نفي مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية استدعاء مكفيترز وإشارته إلى «اجتماع تم تحديده مسبقاً»، ولمناقشة مجموعة متنوعة من القضايا، قالت الخارجية العراقية: «رؤيتنا لمصلحة العراق ضمن السياسة الخارجية تتطلب النظر إلى الأولويات الواقعية، وفي مقدمتها تكريس مكتسباته طوال سنوات مضت، وأخذنا لأدوار ممكنة وحقيقية ضمن نسق دعم التوازن والاستقرار في المنطقة»، مضيفة: «لذا كانت رؤيتنا بضرورة الالتزام بمسارات أوضح للشراكة الاستراتيجية، وعدم إدخال العراق في كل ما يزعزع استقراره وأمنه، وتتجلى هذه الرؤية بضرورة تبادل كل المعلومات اللازمة».

وخلال استدعائه القائم بالأعمال الأميركي، شدد وزير الخارجية محمد الحكيم على أن «العراق ليس ساحة للنزاع والاختلاف ويضع كل الخيارات الدبلوماسية والقانونية لمنع أي تدخل خارجي»، مؤكداً الالتزام بمبدأ حسن الجوار وحفظ أمن العراق والمنطقة.

وحث الوزير الحكيم الجانب الأميركي على الالتزام بتنفيذ بنود اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع العراق في الجوانب الأمنية والاقتصادية، وبما يعزز التعاون المشترك.

تسليح جوي

وفي تطور مؤثر على عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أعطى مجلس الأمن الوطني العراقي، خلال اجتماعه أمس الأول برئاسة القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي، الضوء الأخضر لوزارة الدفاع لتسليح قيادة الدفاع الجوي بما يتناسب مع الوضع الحالي والمستقبلي.

ووفق بيان حكومي، فإن المجلس أكد «الدور الكبير لجميع التشكيلات العسكرية، ومن ضمنها الحشد الشعبي بمحاربة الإرهاب وتحرير الأراضي والمدن، والحكومة مسؤولة عن حمايتها»، مشدداً على «ضرورة متابعة تطبيق قراره لإلغاء الموافقات الخاصة بتحليق جميع أنواع الطيران إلا بموافقة القائد العام للقوات المسلحة واتخاذ الإجراءات والخطوات الكفيلة بنقل الأسلحة والأعتدة إلى أماكن خزن مؤمّنة خارج المدن».

تهديد العصائب

بدورها، هددت ميليشيات «عصائب أهل الحق» المقربة من إيران باستهداف القوات الأميركية إذا لم تخرج قريباً من العراق، موجهة تحذيرات كذلك إلى سفارة واشنطن وقنصلياتها.

وقال عضو البرلمان عن حركة «عصائب أهل الحق»، حسن سالم، في بيان، «بعد بيان آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري، الخاص بفتوى مقاومة الأميركان، فإنه ما لم ينسحبوا فإنهم سيكونون في مرمى سلاح أبناء المقاومة الإسلامية ابتداء من السفارة وقنصلياتهم وكل مقارهم، فلا تنطلي علينا بعد اليوم ذرائعهم، لا نريد لا تدريبا ولا دعما ولا نقل خبرات».

وجاء تهديد «العصائب» بعد فتوى الحائري، أمس الأول، بحرمة وجود القوات الأميركية في العراق، إذ قال في خطاب أثار جدلاً كبيراً، «لو كانت لي طاقة على حمل السلاح، كنت سأتصدى لهم بنفسي».

في هذه الأثناء، أفاد مسؤول رسمي أميركي، في تصريح لشبكة «CNN»، بأن الولايات المتحدة تبحث في عدة سيناريوهات محتملة قد تشمل إيران أو وكلاءها، للقيام بـ»هجوم انتقامي» على الهجمات الإسرائيلية على مقرات ومخازن أسلحة الحشد الشعبي.

عملية مزدوجة

وتزامناً مع إطلاق تركيا عملية «المخلب 3» شمال العراق بهدف «ضمان أمن الحدود من الخطوط الأمامية والقضاء على الإرهابيين ومغاراتهم وتحصيناتهم في المنطقة»، بدأ الجيش العراق بدعم أميركي أمس عملية مماثلة لملاحقة فلول تنظيم داعش في صحراء محافظة الأنبار.

وقال نائب قائد العمليات المشتركة عبدالأمير يار الله: «بعد أن حققت المرحلة الثالثة من عملية إرادة النصر أهدافها المرسومة بدقة ونجاح، انطلقت المرحلة الرابعة بتفتيش وتطهير كامل الصحراء والمناطق المحددة في محافظة الأنبار من بقايا فلول داعش بمشاركة قيادة عمليات الجزيرة المتمثلة بفرقة المشاة السابعة وفرقة المشاة الآلية الثامنة والحشد العشائري وقيادة عمليات الأنبار المتمثلة بفرقة المشاة الأولى ولواء مغاوير قيادة العمليات والحشد العشائري وقيادة محور الحشد الشعبي ومحور غرب الأنبار ومديرية الشرطة وقيادة حرس الحدود الخامسة وبدعم وإسناد من القوة الجوية وطيران التحالف».

صالات القمار

من جهة أخرى، كشف المفتش العام في وزارة الداخلية جمال الأسدي، أمس، عن اعتقال أكثر من 200 شخص في صالات القمار ببغداد، بينهم 24 امرأة من جنسيات عدة وعدد من الرجال الأجانب وضباط ومنتسبين في أجهزة أمنية مختلفة، مبيناً أنهم «سيحاكمون وفق القانون العراقي بعد أن تنتهي عمليات التحقيق معهم».

وأضاف أن الوزارة مستمرة في عملها في متابعة هذا الملف واعتقال المتاجرين بالمخدرات والنساء وغلق صالات الروليت والقمار في العاصمة.

وبينما توفي مدني أمس متأثراً من جراء إصابته بانفجار دراجة مفخخة في سوق بقضاء المسيب التابع لمحافظة بابل، تظاهر أهالي البصرة الرافضون لإخلاء منازلهم «المتجاوزة» على عقارات الدولة، وطالبوا الحكومة المحلية، التي تنفذ حملة إزالة واسعة في مناطق عدة، بإيجاد البدائل أو دفع التعويضات المالية.

5 مليارات دولار لإيران

قال رئيس الغرفة التجارية المشتركة بين إيران والعراق، حميد حسيني، أمس، إن الحكومة العراقية أودعت 5 مليارات دولار مقابل استيراد الكهرباء والغاز من إيران. وأضاف حسيني إن «آلية دفع ثمن صادرات إيران من الغاز والكهرباء إلى العراق، تمت عبر حساب مصرفي في العراق، وسيتم استخدامها من جانب إيران لاستيراد مواد غير مشمولة بالعقوبات الأميركية».

وفي إشارة إلى اتفاق بين البنوك المركزية الإيرانية والعراقية ووزارة الخارجية، حول آلية مالية لدفع ثمن صادرات الغاز والكهرباء الإيرانية إلى العراق، أوضح حسيني: «نصت الصفقة على أن الأموال من صادرات الغاز والكهرباء الإيرانية إلى العراق سوف توضع في حساب بالمصرف العراقي للتجارة، وتستخدم هذه الأموال لشراء العناصر اللازمة من الحساب».

«الداخلية» تواصل حملة إغلاق صالات القمار وتعتقل عشرات الأجانب والضباط
back to top