أيها أشد خطراً؟

نشر في 20-08-2019
آخر تحديث 20-08-2019 | 00:10
الربيع العربي بثوراته صار خريفاً يجرف بعواصفه كل ما يأتي عليه، وتجاوزت أعداد القتلى والجرحى واللاجئين والمشردين من جرائه الملايين، وما زالت الأعداد في تزايد، لتتحول تلك الثورات إلى صراعات وحروب أهلية لا يبدو أن لها نهاية.
 يوسف عبدالله العنيزي تتعرض منطقتنا ودولنا العربية لمخاطر جمة نحَار في مواجهتها أو التصدى لها، ومن تلك المخاطر، على سبيل المثال لا الحصر:

• المذاهب الدينية التي غدت تشكل هاجساً لأنظمة المنطقة وأجهزتها، خصوصاً أن تلك المذاهب بكل اتجاهاتها قد تجاوزت مرحلة التسلح بالأفكار والفتاوى إلى مرحلة التسلح بكل أنواع الأسلحة من متفجرات وسيارات مفخخة ومدافع رشاشة وصولاً إلى صواريخ بعيدة المدى، والجانب الأخطر من هذه الأسلحة أنه يصعب مناقشة المنتمين إلى تلك المذاهب أو تحويل انتماءاتهم أو التشكيك في إيمانهم، بل هم على استعداد للموت دونها.

• الربيع العربي بثوراته، الذي صار خريفاً يجرف بعواصفه كل ما يأتي عليه، وتجاوزت أعداد القتلى والجرحى واللاجئين والمشردين من جرائه الملايين، وما زالت الأعداد في تزايد، لتتحول تلك الثورات إلى صراعات وحروب أهلية لا يبدو أن لها نهاية.

• تزايد المطالبات بالإصلاحات والديمقراطية والانتخابات النيابية والمشاركة في الحكم، وتحقيق عدالة اجتماعية تسعى إلى تضييق الهوة الساحقة بين الغنى الفاحش والفقر المدقع وتوفير العيش الكريم لتلك الفئات من الشعوب التي تعاني ضيق العيش.

• الجماعات والأحزاب الدينية التي غرست جذورها في أعماق المجتمعات فأصبح من الصعب اقتلاعها، وما زالت في تمدد وانتشار، لا في منطقتنا فحسب، بل على نطاق العالم كله، وأصبحت لها إمبراطوريات اقتصادية ومراكز عالمية ومواقع إعلامية تنشر أفكارها وتبث تسجيلات عملياتها الجهادية التي أصبحت مثلاً أعلى للكثير من عمليات القتل الجماعى.

• أجهزة إعلام وقنوات فضائية ملأت الفضاء أكاذيب وتحريضاً وكراهية وأخباراً بعيدة عن المصداقية، بل تجاوزت ذلك إلى نشر «الغسيل» مهما كان شكله أو لونه.

• التدخلات الأجنبية التي تدافع عن مصالحها ومناطق نفوذها والتي غالباً ما تتعارض في اتجاهاتها، ويكون الخاسر هو الدول العربية وشعوبها، لكن هذه الأخيرة للأسف لا تستطيع عمل شيء فلم نعد نملك حق تقرير مصير أوطاننا الذي أصبح بيد دول أخرى، فعلى سبيل المثال الحرب في سورية لن تتوقف إلا بتوافق أميركى روسي تركي إيراني، وكذلك الحال في اليمن وليبيا.

ولعلنا نلاحظ بعد سرد بعض تلك الأخطار التي تواجه الدول العربية استبعاد «إسرائيل» بعد أن أصبحت طرفاً في معادلة الأمن والسلام، يسعى الجميع إلى كسب صداقته وتقوية العلاقات معه.

والآن السؤال الأصعب: هل نستطيع مواجهة هذه المخاطر أو بعضهاٍ؟! من ناحية أخرى فقط للتساؤل: هل هناك خلاف بين أميركا وإيران أم هو تبادل للأدوار؟!

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top