ومضة: العراق بين الطائفية و«الطمباخية»

نشر في 16-08-2019
آخر تحديث 16-08-2019 | 00:09
 أسامة العبدالرحيم انطلقت قبل أسبوعين بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم لعام 2019م والتي تقام في العراق الشقيق لأول مرة في تاريخه، بمشاركة المنتخبات العربية بعد انقطاع عن هذا الحدث الرياضي المهم، الأمر الذي أفرح الرياضيين العرب بشكل عام والعراقيين خاصة.

تابعت حفل افتتاح البطولة في ملعب كربلاء الدولي وكيف تفاعل الجمهور العراقي معه وتأثر مع النشيد الوطني العراقي الذي عزفته فنانة لبنانية بطريقة رائعة ومؤثرة على آلة الكمان ألهمت جميع مَن حضر مِن شابات وشباب وعوائل عراقية في الملعب.

لكن يبدو أن هذه الفرحة لم تعجب البعض، فبعد انتهاء هذا الحفل البسيط والبريء الذي لم يستمر إلا دقائق، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي هجوماً شرساً من قبل قوى الإسلام السياسي وبعض رجال الدين في العراق، للأسف بعضهم طعن في أخلاق الحضور بل طالب بإغلاق الملعب لأنه يقع في مدينة كربلاء المقدسة وهذا ما اعتبره المتشددون إساءة لقدسيتها.

ما أود تأكيده هو احترامنا لجميع الأديان والأماكن المقدسة، وفي الوقت ذاته ندعو المتاجرين بالدين من قوى الإسلام السياسي المتشددة إلى احترام نعمة العقل! فهل حلال أن يحتفل الإسلاميون بالفوز في انتخابات محافظة كربلاء لكن حرام أن يحتفل الجمهور بهدف في ملعب لكرة القدم بعيد عن العتبات المقدسة؟! آلَمهم صوت أوتار آلة الكمان ولم تؤلمهم آهات الفقراء والمهمشين بالقرب من المراقد الدينية، أخجلهم وجود النساء في حفل الافتتاح ولم يخجلهم سوء الوضع الاقتصادي والمعيشي، ومن سخرية القدر أن من يتصدر الأصوات الرافضة لحفل الافتتاح زعيم أحد الأحزاب الدينية الذي عُرِف بفساده ونهبه للمال العام حتى عزله الشعب. في النهاية إسعاد الناس وفرحهم بـ «الطمباخية» أفضل من قهرهم بالفساد والمحاصصة الطائفية.

كل التحية للشعب العراقي الشقيق ولقواه المدنية والديمقراطية في نضالهم من أجل وطن حر وشعب سعيد.

back to top