«قلعة حلب» معلم تاريخي وأثري عصيّ على الغزاة

يعود تأسيسها للألف الثانية قبل الميلاد في العصر الحثي

نشر في 06-08-2019
آخر تحديث 06-08-2019 | 00:00
تقع قلعة حلب التاريخية في مدينة حلب الواقعة في الجمهورية العربية السورية، وتعد معلماً أثرياً مر عليه حضارات كثيرة وأقوام غزاة، إلا أنه بقي عصياً عليهم. وتتربع هذه القلعة في الجزء الأوسط من المدينة، وتحديداً في منطقة مرتفعة عن باقي المدينة بنحو عشرات الأمتار.
تعتبر قلعة حلب من المعالم الأثرية والتاريخية في سورية، منذ فجر التاريخ، حيث تشير الأدلة الأثرية التي عثر عليها في موقع قلعة حلب إلى أن تاريخ القلعة يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد في العصر الحثي؛ فقد عثر على عدد من المعابد القديمة، مثل: معبد الإله حدد الآرامي، ومعبد الإله تيشوب، ونظراً لموقع القلعة المرتفع، فقد تم استخدامها في العصرين: الهيلينستي، والروماني كحصن ضد الهجمات، والغزوات الخارجية، ثم خضعت المنطقة لحكم الدولة البيزنطية، واتخذ البيزنطيون من مبنى المعابد القديم قلعةً حصينةً، وبقيت القلعة تحت سيطرة البيزنطيين إلى أن حررها العرب، والمسلمون، وتوالت بعد ذلك السيطرة العربية على قلعة حلب؛ فحكمها الحمدانيون، ورمموها، واعتنوا بمبانيها، ثم حكمها المرداسيون، وتلاهم آل سنقر، والملك رضوان بن تتش، ثم حكمها الأيوبيون، واهتم الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي بقلعة حلب؛ فبنى الأجزاء المهمة فيها، مثل: السور، والمسجد، والعديد من القصور، وحصنها، وحفر خندقاً حولها.

غزو هولاكو

وغزا قلعة حلب منذ نهاية القرن الثالث عشر الحاكم المغولي الشهير هولاكو، وأحدث أضراراً جسيمةً في أجزاء المبنى، وظلت القلعة تحت سيطرة المغول حتى تمكنت الجيوش العربية الإسلامية من هزيمتهم في معركة عين جالوت، فأعاد الحكام العرب ترميم قلعة حلب، خلال حكمهم، وأصلحوا الأضرار التي أحدثتها الغزوات المتلاحقة على معالمها، وتعرضت القلعة للغزو مجدداً على يد تيمورلنك الملقب بالأعرج، حيث هدم مدينة حلب مع قلعتها، وبقيت القلعة على ذلك إلى أن حررها المماليك، ورمموها، وأصلحوها، ثم خلفهم في حكم القلعة السلاطين العثمانيون. واستمر الحكم العثماني للقلعة حتى عام ألف وثمانمئة وأربعين، وفي منتصف القرن العشرين أجرت المديرية العامة للآثار السورية أعمال ترميم، وإصلاح للقلعة، وجرى فتحها أمام الزوار، والسياح.

الجزء الأوسط

وتتربع قلعة حلب التاريخية في الجزء الأوسط من المدينة، وتحديداً في منطقة مرتفعة عن باقي المدينة بنحو عشرات من الأمتار.

يذكر أن القلعة تعتبر واحدةً من أهم شواهد المدينة، وأهم القلاع التاريخية على المستوى العالمي؛ فقد حظيت عبر تاريخها الطويل بأهمية كبيرة من الناحيتين: الاستراتيجية، والعسكرية.

back to top