ومضة: هَوَس منع الاختلاط

نشر في 28-06-2019
آخر تحديث 28-06-2019 | 00:12
 أسامة العبدالرحيم ناقش مجلس الأمة قبل أيام تقرير لجنة الشؤون التعليمية البرلمانية بشأن مشروع قانون الجامعات الحكومية، وكانت قوى الإسلام السياسي بفروعها حاضرة لتردح وتختزل هذا القانون بمنع الاختلاط! وفي الوقت نفسه لم يكتمل النصاب لإقرار ومناقشة قوانين مهمة وحساسة أخرى لشريحة كبيرة من المجتمع الكويتي كما حدث في جلسة التوظيف. للأسف رأينا تصريحات غير مسؤولة مؤيدة لمنع الاختلاط من قبل بعض ممثلي تيارات الإسلام السياسي في المجلس بشقيّها الشيعي والسني، أحدهم يقول: "شباب يتحرشون في البنات"، والآخر يقول: "حفاظاً على عادات وتقاليد أهل الكويت"، وهي تصريحات منسجمة مع سابقتها على مدى التاريخ والتي كانت تصف من يؤيد الاختلاط بالمُفلس أخلاقياً، وداعياً إلى الزنى وغيرها من التصريحات المُشينة، وهذا طعن مرفوض بأخلاق الطلبة والطالبات وتشكيك غير مقبول في آبائنا وأمهاتنا ممن درسوا في جامعة الكويت منذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي حتى قبل أن يُقر هذا القانون الصوري غير القابل للتطبيق منذ عام ١٩٩٦م.

عانى طلبة وطالبات جامعة الكويت رجعية هذا القانون السيئ الذكر، بما يحتويه من مثالب دستورية تعارض مواد الدستور، ومنها المادة ٢٩ التي تؤكد عدم التمييز بسبب الجنس، وكذلك ما أشارت إليه المذكرة التفسيرية للدستور حول المادة ٤٠ بحرية الوالدين في اختيار نوع التعليم لأبنائهما، حتى حكم المحكمة الدستورية رقم ١٣ لسنة ٢٠١٥ أشار إلى جواز التعليم المشترك بين الجنسين في الفصل دون الحاجة إلى مبان منفصلة وذلك في تفسيره للقانون.

بالنسبة إلى رأيي فهو واضح ومعلن منذ أن كنت طالباً بالمرحلة الجامعية في عملي النقابي مع القائمة الهندسية آنذاك، وقائمة الوسط الديمقراطي، موقفي كان وما زال هو رفض قانون منع الاختلاط، وما جاء في مذكرته التفسيرية* وإتاحة الحرية للطلبة والطالبات في اختيار طريقة التعليم المناسبة لهم سواء كانت تعليماً مشتركاً أو منفصلاً دون فرض أو وصايا عليهم.

وبما أن قوى الإسلام السياسي متحمسة لمنع الاختلاط في الجامعات، فلماذا لا تطالب أيضاً بمنع الاختلاط في الحياة العامة والشوارع والأسواق وأماكن العمل؟ وهل يمتد التشكيك الأخلاقي أيضاً في إخواننا وأخواتنا في قطاعات العمل الحكومية والخاصة؟

أنا أقول ركدوا... هذه الكويت وليست كويتهران أوكويتستان.

* من المذكرة التفسيرية لقانون منع الاختلاط: "القلب يهم ويتمنى، والعين مفتاح الجريمة، والاختلاط يساعد على الزنى".

back to top