3 قمم في مكة تختبر فرص «التبريد» أو التصعيد مع إيران... و«الحرس الثوري» يخفف لهجته الهجومية

• تقارير عن وصول معدات عسكرية أميركية جديدة إلى قاعدة «عين الأسد» العراقية
• إدارة ترامب تقدم إحاطة للكونغرس غداً والديمقراطيون يستمعون إلى برينان
• الجبير: السعودية لا تسعى إلى حرب
• الإمارات: الأوضاع تتطلب موقفاً خليجياً وعربياً موحداً

نشر في 20-05-2019
آخر تحديث 20-05-2019 | 00:04
آلية عسكرية أميركية في سورية (صفحة القوات الأميركية في سورية والعراق)
آلية عسكرية أميركية في سورية (صفحة القوات الأميركية في سورية والعراق)
على وقع التصعيد الأميركي - الإيراني، تستضيف مكة المكرمة 3 قمم نهاية الشهر الجاري، إسلامية وعربية وخليجية، ستكون فرصة لبحث احتمالات سير الأزمة باتجاه التصعيد أو التبريد.
وبينما رصدت نبرة أقل هجومية لدى الحرس الثوري الإيراني، تتجه الأنظار إلى واشنطن حيث تبدو «الرؤية منعدمة» والمؤشرات التي يرسلها الرئيس دونالد ترامب لا تربك فقط الإيرانيين بل المنطقة بأسرها.
رحب عدد من الدول العربية بدعوة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى عقد قمتين خليجية وعربية طارئتين لقادة الدول العربية بمكة المكرمة في 30 الجاري. وتأتي دعوة خادم الحرمين إلى عقد القمتين بالتزامن مع انعقاد القمة الإسلامية المقررة في 31 مايو في مكة.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحافي مساء أمس الأول إن القمتين ستبحثان "الاعتداءات الإيرانية الأخيرة"، في إشارة الى اعمال التخريب التي استهدفت 4 سفن سعودية واماراتية ونرويجية في المياه الاقليمية الامارتية قبالة ميناء الفجيرة، والهجوم بطائرات مسيرة على انبوب نفط شرق غرب السعودية، الذي تبناه المتمردون الحوثيون الموالون لطهران.

وقال الجبير إن ‭‭"‬‬‬‬السعودية لا تريد حربا في المنطقة ولا تسعى لذلك، وستفعل ما في وسعها لمنع قيام هذه الحرب، وفي الوقت ذاته تؤكد أنه في حال اختيار الطرف الآخر الحرب فإن المملكة سترد على ذلك بكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها".

وأشار الى أن "السعودية تتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والدولي، والتي تتصاعد نتيجة تصرفات النظام الإيراني ووكلائه العدوانية في المنطقة".

وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية البحرينية أن المنامة تثمن عاليا هذه الدعوة وتؤكد "دعمها التام لكل الخطوات التي تتخذها الرياض، وتضامنها الدائم مع ما تبذله من جهود مضنية، وما تقوم به من مساع حثيثة لأجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وتعزيز المصالح العربية".

من جانبها، قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان لها: "إن هذه المبادرة ليست بالغريبة من القيادة السعودية التي طالما حرصت وعملت على ترسيخ الأمن والسلام في المنطقة"، مشيدة في هذا السياق بالدور القيادي للملك سلمان "في كل ما يجمع الكلمة ويوحد الصف وينسق المواقف".

وأضافت أن "الظروف الدقيقة الحالية تتطلب موقفا خليجيا وعربيا موحدا في ظل التحديات والأخطار المحيطة، وأن وحدة الصف ضرورية، والدعوة الكريمة التي بادر بها خادم الحرمين الشريفين تمثل فرصة مهمة لدول المنطقة لتحقيق ما تصبو إليه من تعزيز فرص الاستقرار والسلام والتصدي للتحديات والأخطار المحيطة عبر موقف خليجي وعربي جماعي يحرص على أمننا المشترك وسيادتنا وإنجازاتنا".

أما سفير جيبوتي، عميد السلك الدبلوماسي في السعودية، ضياء الدين بامخرمة فقال "إن هذا القرار المسؤول من خادم الحرمين الشريفين يأتي لتدارس التطورات الإقليمية في إطار عربي موحد لبحث هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة".

وقالت مصادر دبلوماسية ان القمم الثلاث ستشكل فرصة لبحث احتمالات تبريد التوتر المتصاعد بين واشنطن وإيران والحؤول دون انزلاق المنطقة الى حرب شاملة،خصوصا ان كل الاطراف أعلنت انها لا تريد ولا تسعى الى الحرب. لكن المصادر نفسها حذرت من الاستخفاف بخطورة الموقف، مشيرة الى ان احتمالات الانفجار لا تزال قائمة.

سلامي

إلى ذلك، وفيما بدا أنه تغيير في حدة نبرة "الحرس الثوري"، أكد اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني أمس، أن بلاده لا تسعى للحرب ولكنها لا تخشاها.

ووصف الولايات المتحدة بأنها "قوية ظاهريا، ولكنها تعاني من الهشاشة داخليا".

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عنه القول إن "فلسفة السياسة الأميركية في المنطقة تتمثل في نهب الشعوب وخلق أجواء العبودية الحديثة والسيطرة الأحادية الجانب على مصائر البشرية... وهذه الفلسفة تثير الحروب".

واعتبر أن الولايات المتحدة تخشى "من فصائل المقاومة"، كما اعتبر أن "القلق الذي يشعر به الأميركيون قد حول المنطقة إلى ساحة قتال خطيرة". وقال إن "الأميركيين الآن في حالة انفعال، ويوجهون التهديدات بصورة انفعالية"، مضيفا :"إننا نواجه اليوم عدوا قويا ظاهريا لكنه في حالة تآكل ويعاني الهشاشة داخليا". معتبراً أن "اقتراب العدو يشكل فرصة للحرس الثوري للتحرك على مستوى الاستراتيجيات والعمليات والتكتيك".

ولفت الى أن بلاده تخوض "حربا استخباراتية كاملة مع الولايات المتحدة وأعداء إيران"، مضيفا أن هذه الحرب "مزيجٌ من الحرب النفسية والعمليات الإلكترونية والعسكرية والدبلوماسية والخوف والترهيب". وأوضح أن "أميركا أشبه ببرجي التجارة العالميين، تنهار بضربة واحدة مفاجئة"، مضيفا أن "الأميركيين يواجهون نطاقا واسعا من الأخطار التي لا يعرفونها".

وأضاف سلامي: "الفرق بيننا وبينهم هو أنهم يخافون الحرب ولا يقوون عليها"، مؤكدا أن "الأحداث الأخيرة في المنطقة كشفت عن الحجم الحقيقي لقوة العدو". وقال إن "إيران قادرة أن تحول المنطقة إلى ساحة من نار أمام العدو".

الجيش

من ناحيته، قال القائد العام للجيش الايراني اللواء عبدالرحيم موسوي، إن "العدو سيتلقى ردا يجعله نادما لو ارتكب اي خطأ استراتيجي وفي الحسابات"، وذلك خلال اجتماع عقد في مقر "ذوالفقار" الاستراتيجي قدم خلاله قادة القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي، تقارير عن اوضاع وجهوزية قوات الجيش المتواجدة في مختلف مناطق البلاد.

روحاني

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني جدد امس الأول اعتباره أن ايران ليست جاهزة للتفاوض مع الولايات المتحدة. ونقل التلفزيون الإيراني عن روحاني، قوله، خلال لقاء مع مجموعة من المثقفين السبت: "نحن أهل التفاوض والمنطق، ولدينا القوة في هذا الشأن، وقد وافق العالم بأسره على أن إيران قادرة على التفاوض والاتفاق مع القوى الست الكبرى... لكن ادعاء الطرف الآخر أنه يريد دفعنا إلى طاولة المفاوضات يعد واهيا. لسنا جاهزين لمثل هذه المفاوضات حتى لو وقفت كل قوى العالم أمامنا".

وأضاف: "لن نستسلم أمام أي نوع من الغطرسة والترهيب، ولا خوف لدينا من الحوار والتفاوض".

معدات إلى «عين الأسد»

ميدانياً، نقلت وكالة فارس المقربة من الحرس الثوري تقريراً عن مصدر أمني عراقي في محافظة الأنبار، يفيد بوصول معدات عسكرية أميركية جديدة الى قاعدة عين الاسد الجوية غربي المحافظة.

وقال المصدر إن "اسلحة ومعدات حربية أميركية وصلت الى قاعدة عين الاسد الجوية بناحية البغدادي بقضاء هيت غربي مدينة الرمادي، قادمة من الاراضي الاردنية من دون معرفة الاسباب ونوعية الاسلحة والمعدات التي وصفت بالمتطورة".

وأضاف المصدر أن "وصول الأسلحة تزامن مع اتخاذ القوات الأميركية إجراءات امنية غير مسبوقة على كافة مواقعها العسكرية في الانبار"، مبيناً أن "القوات الاميركية تعتمد على الشركات الامنية في نقل معداتها الحربية الى مناطق تواجدها فيما يتم نقل جنودها عبر الطيران الحربي لتأمين وصولهم".

إفادة للديمقراطيين

وفي واشنطن، أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA الأسبق جون برينان سيعقد للأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب بالكونغرس إحاطة حول التصعيد القائم مع إيران.

ونقلت الوكالة عن مسؤول ديمقراطي ومصدر مطلع آخر تأكيدهما أنه من المقرر أن يلتقي برينان، مدير CIA من عام 2013 حتى 2017، وهو معروف بمواقفه المعارضة لسياسات الرئيس دونالد ترامب، بالنواب الديمقراطيين وراء الأبواب المغلقة غدا، على خلفية زيادة القلق داخل الكونغرس بشأن الخطوات المفاجئة التي تتخذها إدارة ترامب في الشرق الأوسط في خضم التصعيد مع إيران.

وستشارك في الإحاطة أيضا، ويندي شيرمان، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية وكبيرة المفاوضين الأميركيين في المحادثات حول الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 والذي أصبح انسحاب إدارة ترامب منه خطوة جديدة نحو التصعيد الحالي.

وسيعقد هذا اللقاء بالتزامن مع إحاطة أخرى من المقرر أن تنظمها إدارة ترامب للمشرعين في الكونغرس لإطلاعهم على تفاصيل "المخاطر المتزايدة من قبل إيران وحلفائها"، التي أصبحت ذريعة لاتخاذ الولايات المتحدة سلسلة إجراءات عسكرية في منطقة الخليج في الأيام الأخيرة.

قنبلة «الاختراق الهائل»

أصدر الجيش الأميركي شريطاً مصوراً يظهر اختبار اثنتين من القنابل الجوية GBU-57 الجديدة ذات القوة الهائلة، والتي تندرج في إطار قنابل "الاختراق الهائل".

ويبين الفيديو إسقاط القنبلة من قاذفات من طرازB-2 Spirit، وعند السقوط تخترق الأرض، وبعدها يقع الانفجار. ويبلغ إجمالي كتلة GBU-57 13.6 طنا. ويزن الرأس المتفجر حوالي 2.5 طن. ويتفق الخبراء على أن هذه أقوى ذخيرة غير نووية تمتلكها الولايات المتحدة.

وقال الخبير العسكري الروسي يوري كنوتوف إنه "في الولايات المتحدة دخلت هذه القنبلة الجوية في الخدمة قبل 10 سنوات. ومع ذلك، طوال هذا الوقت، واصل المطورون العمل على تحسينها. وبالنظر إلى الفيديو نرى أن الخبراء الأميركيين ركزوا على التباطؤ ودقة الضرب. ويدعم هذا الافتراض أيضا الذيل المعدل، الذي سمح بتوجيه القنبلة بشكل أدق".

وأضاف: "يمكن أيضا أن نرى أنه عندما تصيب القذيفة الهدف لا تنفجر على الفور، ويحدث الانفجار مع تأخير بسيط". ووفقا لكنوتوف، يتم ذلك على وجه التحديد حتى تتمكن GBU-57 من تدمير المخابئ أو المصانع الموجودة تحت الأرض.

وأكد الخبير: "وفقاً للأميركيين، تم تطويرها لمحاربة المخابئ السرية تحت الأرض في إيران وكوريا الشمالية".

back to top