دمشق وموسكو تتهمان واشنطن بافتعال أزمة الوقود

• الأسد يدعو حكومته إلى تفعيل التواصل مع السوريين
• «مجموعات النمر» تبدأ عملية بحماة

نشر في 16-05-2019
آخر تحديث 16-05-2019 | 00:03
 الأسد يترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء في دمشق أمس الأول	(إي بي إيه)
الأسد يترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء في دمشق أمس الأول (إي بي إيه)
بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تفعيل العملية السياسية في سورية ودفعها إلى الأمام، بدأت قوات الرئيس بشار الأسد عملية عسكرية جديدة في حماة، في وقت عادت أزمة الوقود إلى الظهور من جديد.
مع عودة أزمة الوقود إلى الواجهة، عقد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الأول، اجتماعا مع حكومته تركّز حول ضرورة وضع آلية ‏واستراتيجية محددة وواضحة لتعزيز التواصل مع المواطن في المرحلة المقبلة وتزويده بالمعلومة.

وقال الأسد، في تصريحات نشرتها منصات الرئاسة على مواقع التواصل أمس الأول: إن «الخطوة الأهم على طريق بناء تواصل فاعل مع المواطن هي الشفافية وتزويده بالمعلومة، إن كان حول الأزمات والحالات الطارئة التي تواجه الحكومة، ولها تأثير مباشر على حياة الناس، أو تلك التي يمكن أن تساعد الناس على فهم عمل الحكومة والمؤسسات الرسمية».

ويأتي اجتماع الأسد مع الحكومة في ظل غضب من المواطنين القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بسبب الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.

وفي بيان مشترك، اتهم المركزان الروسي والسوري للتنسيق، الولايات المتحدة، باختلاقها مع الدول الحليفة لها، أزمة الوقود في سورية، للتأثير سلباً على اقتصادها.

وقال البيان: «تهدف أزمة الوقود التي اختلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بشكل مصطنع، إلى خنق الاقتصاد السوري». ومن جديد، دعت روسيا وسورية، الجانب الأميركي إلى إغلاق مخيم «الركبان» للاجئين بأسرع وقت ممكن، لأن الوضع بات مأساويا وحرجا جدا هناك.

وأضاف البيان: «مواصلة الولايات المتحدة وحلفائها، السيطرة على الأراضي السورية، بما في ذلك مخيما «الركبان» و»الهول» للاجئين، تفتقد للفكر السليم، لأن هذا يطيل فقط النزاع في سورية، ويزيد من انتشار الجريمة ويعيق عودة السوريين إلى ديارهم وإعادة الحياة السلمية في البلاد».

عملية جديدة

وفي ظل تعقّد الوضع الميداني في إدلب، وشمول التصعيد المستمر لمدينة حلب، بدأت مجموعات الاقتحام بالجيش السوري العاملة بإمرة العميد سهيل الحسن (الملقب بالنمر) ليل الثلاثاء- الأربعاء عملية عسكرية لمهاجمة الحويز بريف حماة الشمالي الغربي وقرى أخرى تابعة لها على المحور الشمالي الغربي لمحافظة حماة.

ونشرت وكالة «سبوتنيك» الروسية فيديو لاستهداف الخطوط الأمامية لفصائل المعارضة بقيادة «جبهة النصرة» سابقا لجبهات القتال، ودك تحصينات ودشم لها.

وأفاد المرصد السوري بمقتل 12 مدنيا أمس الأول بتبادل للقصف، بينهم 6 سقطوا في حلب، التي تقع تحت سيطرة قوات النظام ولا تبعد كثيرا عن معقل النصرة وخزان المعارضة البشري في منطقة إدلب.

وأفاد المرصد بأن «الفصائل الجهادية أطلقت 4 قذائف صاروخية على مناطق في مخيم النيرب الخاضع لسيطرة قوات النظام جنوب شرق حلب، مما أسفر عن استشهاد 6 مواطنين بينهم مواطنة وسقوط جرحى».

كما قتل الثلاثاء 6 مدنيين آخرين في قصف جوي لقوات النظام استهدف مناطق في محافظة إدلب أو في شمال محافظة حماه المجاورة، وفق المرصد. ففي مدينة جسر الشغور وحدها بمحافظة إدلب، أدى قصف قوات النظام الى مقتل 4 أشخاص بحسب المصدر نفسه.

حلّ سياسي

بعد اجتماع نادر استغرق نحو ساعتين، وشارك فيه 3 من مساعديه فقط، أحدهم المسؤول عن الملف جيم جيفري، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو توصله إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأول، في منتجع سوتشي الروسي على سبل للمضي قدما نحو حل سياسي عاجل في سورية، أيضاً مجالات أخرى للتعاون فيها، لم يكشف عنها.

وقال بومبيو قبيل مغادرته مطار سوتشي إنه أجرى مع بوتين «محادثات بنّاءة للغاية حول السبل الواجب سلوكها في سورية، والأمور التي يمكننا القيام بها معا، حيث لدينا مجموعة من المصالح المشتركة حول كيفية دفع الحل السياسي قدماً»، مضيفاً: «هناك العملية السياسية المرتبطة بقرار مجلس الأمن الرقم 2254، والتي تمّ تعليقها، وأعتقد أننا نستطيع الآن أن نبدأ العمل معاً على طريقة تكسر هذا الجمود».

وأكد بومبيو أن واشنطن وموسكو دعمتا إنشاء لجنة مكلفة صياغة دستور جديد لسورية، وهي خطوة أساسية تعثّرت بسبب خلافات حول تكوين هذه اللجنة، معربا عن أمله في «أن يتم على الأقل الدفع بهذه العملية قدما من أجل اتّخاذ الخطوة الأولى بتشكيل هذه اللجنة».

شرق الفرات

في المقابل، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ​سيرغي ريابكوف​ عن «القلق من الوجود الأميركي شرق الفرات، معتبرا أنه «خط متعمد وواع باتجاه العرقلة المحتملة لحل مشاكل استعادة سيادة ووحدة أراضي سورية».

إلى ذلك، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، عن اتفاق الرئيس رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير وبوتين على ضرورة اجتماع مجموعة عمل بشأن إدلب والمناطق المحيطة في أسرع وقت ممكن، محذراً من أن هجمات القوات الحكومية تضر بفرص تشكيل لجنة برعاية الأمم المتحدة، لوضع مسودة دستور جديد لسورية.

قسد ودمشق

في هذه الأثناء، اتهمت قوات سورية الديمقراطية (قسد) دمشق بتسهيل عبور عناصر تنظيم «داعش» من مناطق سيطرتها في ريف دير الزور إلى مناطق حلفاء واشنطن.

وذكر الناطق باسم «قسد» كينو غبراييل أن «داعش» يتخذ من تلك المناطق منطلقا لتحركاته بشكل آمن، باتجاه مناطق شرق الفرات، وينظم هجمات تستهدف حياة الناس في المناطق المحررة، وتعرضهم للخطر، كما تستهدف المرافق العامة والممتلكات الخاصة وتعرضها للدمار».

«قسد» تتهم دمشق بتسهيل عبور «داعش» إلى مناطقها
back to top