من خيرات وطني

نشر في 30-04-2019
آخر تحديث 30-04-2019 | 00:18
 حسن العيسى لماذا لا يستحق أي مواطن أرضاً زراعية أو ياخوراً بحدود الخمسين ألف متر مربع؟ ولماذا لا تستحق زوجته أو شقيقته أو أي فرد من عائلته مثل ذلك؟! لماذا عشرات الأسماء التي نشرت في مواقع التواصل حصلت على أراض زراعية، وللمواشي والدواجن، بدون مقابل ولأجل خاطر عيونهم الغالية؟ وبماذا يختلف هؤلاء "المحظوظون" عني وعنك وعن أي مواطن منا؟ هل لديهم كفاءات استثنائية؟ هل قدموا "خدمات جليلة" لهذا الوطن المنهوب حتى يحصلوا على تلك المزارع الشاسعة، دون أن يدفعوا فلساً واحداً مقابلها؟!

هي قضية فساد ومكافأة مخجلة للمزايدين في عنتريات الولاء للسلطة والتزلف إليها، هي فضيحة ليست لهم ولا لمن توسط لهم وأهداهم، هي فضيحة وسواد وجه للبلد وأهله الذين "ماتت قلوبهم" من كثرة قضايا الفساد، وضاعت كل أحلامهم في إصلاح الحال.

"المؤلفة قلوبهم"، في عطايا المزارع، وليس تفصيل المناقصات هذه المرة، وهم من الذين حظوظهم تكسر الصخر، وكل مواصفاتهم الرائعة أنهم قد يعملون في مراكز مهمة أو شبه مهمة في الدولة، رسميون "قدموا خدمات" من نوع أنهم يتسلمون رواتب عالية، أو أنهم يعرفون يصفصفون الكلام للناس يتحدثون به عن فضائل أهل السلطة، وأضحوا في وضع "المرضي عنهم" جداً ولا يرد لهم طلب بالتالي.

محام أو كاتب "ما يعرف كوعه من بوعه"، وموظفون في مراكز ليست حساسة، ولكن أهل السلطة أرادوا أن تكون لهم صفة "حساسة"، في وطن غاب عنه الإحساس بالحق وحكم القانون عند مسؤوليه، حصلوا على تلك الأراضي الزراعية الشاسعة لهم أو سجلوها بأسماء زوجاتهم وأقربائهم بغرض التمويه، تحت لحاف النزاهة، بعضهم باعها بمبالغ كبيرة من دون أن "يدق فيها شبل"! عطايا وهدايا عبر أقنية الواسطة وخدمات "إن حبتك عيني" نزلت عليهم من أهل الخير في السلطة، بماذا هم أفضل من أي كائن في هذه الدولة؟! لا أدري.

الآن، إذا أراد مواطن أن يحصل على أرض زراعية فما عليه إلا أن ينتظر إعلان الهيئة العامة للزراعة عن توزيع قسائم تسمى "المزرعة المتكاملة"، وعليه أن يكون صاحب شركة لا يقل رأسمالها عن نصف مليون دينار، وأن يقدم شيكاً أو ضمانة بنكية بمئة ألف دينار، وعليه أن ينتظر سنة أو سنوات، لربما يكون من أصحاب الحظ السعيد إذا استوفى الشروط، ولم يحدث "خنبقة" وتلاعب في توزيع الأراضي!

مواطن انتظر خمس سنوات طويلة وحصل على مزرعة، بعدما استوفى الشروط القانونية، وبعد أن شاب شعره من الهرولة والركض كي ينالها، وكان حظه الجميل أنها كانت على شارع رئيسي، كما تبدو في المخطط. بعد فترة، حين زارها ليشرع في استثمارها، وجدها قد تراجعت للخلف وتلاشى عنها الشارع الرئيسي، فقد أزاحتها للخلف "عطايا" من أصحاب القلوب الرحيمة لأحد المؤلفة قلوبهم.

هكذا تسير أمور البلد، ليس في توزيع المزارع، بل في تقسيم وتوزيع مجمل ثروة الدولة، أو ما تبقى منها لحزب المؤلفة قلوبهم، "فلتحيا العدالة والمساواة".

back to top