سدانيات: علاقات مسمومة!

نشر في 26-04-2019
آخر تحديث 26-04-2019 | 00:13
 محمد السداني بطبيعتنا البشرية الجميلة التي جُبلنا عليها جينياً نعيش ضمن مجموعات إنسانية، نتبادل معهم عناصر حياتنا، ونتشارك معهم أفراحنا وأحزاننا ومشاعرنا، طبيعة لم تقتصر على البشر فقط، بل حتى الحيوانات تجدها تعيش في مجاميع كبيرة كانت أم صغيرة، متوافقة مع نمط عيشها دون تعدٍ أو تشويه.

وفي هذا المقام يأبى الإنسان في بعض الأحيان إلا أن يخالف طبيعته وسلوكه الذي جبل عليه، فنحن كبشر نتبادل فيما بيننا الحب والاحترام كمعايير للتعامل والعلاقات، والغريب أننا نشاهد هذه المعايير تنقلب وبالاً على صاحبها وحسرة عليه، فتكون سُماً زعافاً على من يحب بصدق ويحترم بحق ويخلص في علاقته أيما إخلاص!

في بعض الأحيان قد يتجه الإنسان إلى تكوين علاقة لا يمكن أن تكون بين شخص مفعم بالحب والتقدير والعطاء وبين آخر لا يعرف الحب إلا كلمة، ولا يعرف التقدير إلا إذا كان طرفاً له، ولا يعرف العطاء إلا من أجله! فتعيش حياة لا يمكن أن يطلق عليها إلا مسمى واحد "حياة مسمومة"، فتجد نفسك الطاهرة المعطاءة الجميلة تموت تدريجيا بِسُمّ شخصية غيرت من ملائكيتك إلى شيطان لا تعرفه.

قد يكون الأمر صعباً لكنه ضروري في أن يخلع الإنسان نفسه من حالة ستغيره إلى وحش مفترس بعدما كان حملا وديعا، فنحن بتكويننا للعلاقات نسعى أن نبني أنفسنا نفسياً وعاطفيا وثقافيا، وإذا كانت النتيجة عكس هذا فبكل تأكيد نحن في طريق غير الذي نريد.

قد نعيش عمرا طويلا ولا نجد من نبادله الحب والاحترام والتقدير، وأستغرب كثيرا ممن يجد هذه الشخصية ويفرط بها ليضع نفسه بين أحضان علاقات السُم والألم والحسرة، فإذا أحببت فأحبب بصدق، وإذا خاصمت فخاصم باحترام، وإذا عاشرت فعاشر بمعروف، وكن صاحب خُلق تجاه من يحبك بصدق.

خارج النص:

• يقال في الأمثال المصرية: "اللي على رأسه بطحة يحسس عليها".

• لا نهضة للدولة إلا بالتعليم، ومن يعرف ترتيب الكويت جيداً بين دول العالم في مستوى التعليم يعلم جيداً مدى الخداع الذي نعيشه في المجال التعليمي.

back to top