الجارالله: منطقتنا حاضنة للصراعات وندفع تكاليفها دماراً

شارك في المنتدى العربي الروسي وأعرب عن أمله بدور لموسكو في مواجهة التحديات
● لافروف: ننوي عقد لقاء فلسطيني - إسرائيلي بموسكو

نشر في 17-04-2019
آخر تحديث 17-04-2019 | 00:05
الجارالله مشاركاً في المنتدى العربي -  الروسي
الجارالله مشاركاً في المنتدى العربي - الروسي
أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، أمس، عمق العلاقات العربية - الروسية، وسعي الجانبين للانطلاق بها إلى آفاق تعكس عمق روابطهما التاريخية، وفق إطار يجمع كل جوانب هذه العلاقات الراسخة.

وحذر الجارالله، في كلمة ألقاها أمام الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربي الروسي الذي انطلقت أعماله بموسكو أمس، من أن "منطقتنا حاضنة لأغلبية الصراعات، وندفع تكاليفها دماراً وتشتتاً"، مؤكداً أن "الإرهاب وجد في نزاعات منطقتنا بؤرة للوجود وتهديد الأمن، وأن الطريق أمامنا طويل لتحقيق انتصارات شاملة تضع النهاية المحتومة لقوى الشر والظلام".

وثمّن أهمية المنتدى الذي "شكّل منذ إنشائه منصة تمكنت الدول العربية وروسيا من خلالها من تنظيم عملنا المشترك بما يحقق الشراكة المنشودة".

اضطرابات وتداعيات

وأضاف: "نجتمع اليوم في إطار الدورة الخامسة للمنتدى في ظل ظروف سياسية واقتصادية يعاني عالمنا من اضطرابها وتداعياتها المقوضة لاستقراره، ومما يدعو إلى الأسى هو أن تكون منطقتنا حاضنة لأغلبية مشاهد الصراعات والحروب، التي دفعت المنطقة تكاليفها دمارا وتشتتا وتأخرا".

وتابع: "وفي الوقت الذي ندرك حجم روسيا الاتحادية في السياسة الدولية ومكانتها وثقلها كإحدى الدول العظمى وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي فإننا نعلق آمالاً كبيرة على دورها في التصدي للعديد من التحديات التي نواجهها".

وأشاد الجارالله بالموقف المبدئي لروسيا في التعامل مع مسيرة السلام المتعثرة، ودعمها لأسس "العدل" فيما يطرح من حلول للقضية الفلسطينية، قائلا: "اننا نشعر اليوم أمام تراجع اهتمام المجتمع الدولي بهذه القضية وابتعادها عن أولوية اهتماماته بأننا أحوج ما نكون إلى مساندة ودعم أصدقائنا لتتصدر قضيتنا المركزية اهتمامات المجتمع الدولي، ولنتمكن من الدفع بالأسس العادلة لهذه القضية، والتي ترتكز على قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين".

الكارثة السورية

وتناول الجارالله الوضع في سورية، مؤكداً أن "الكارثة الإنسانية في سورية، التي مضى عليها ما يقارب ثماني سنوات عاني منها الشعب السوري القتل والدمار والتشريد"، ومشيرا إلى أنه "لم يعد مقبولا أن يبقى المجتمع الدولي متفرجا على هذه الكارثة، ولم يعد مقبولا أن تصادر الحلول السياسية التي يسعى لها المجتمع الدولي، ولم يعد مقبولاً كذلك استمرار تداعيات الصراع الدائر هناك على دولنا جميعا".

ودعا الجارالله الروس "لما لهم من دور مؤثر وفاعل" إلى أن "يستجيبوا لنداء أبناء الشعب السوري لخلاصهم من هذه المأساة، ولنداءاتنا في المساعدة على بلورة ودعم الحلول السلمية لذلك الصراع المدمر وفق قرارات الشرعية الدولية لاسيما قرار 2254 وبيان جنيف 1".

وحول الوضع في اليمن، قال الجارالله إن "الجهود الدولية مازالت متعثرة، ومازال الشعب اليمني الشقيق يكابد أوضاعاً إنسانية مريرة، الأمر الذي يدعونا وبمساعدة أصدقائنا الروس للتوجه إلى المجتمع الدولي لوضع حد لذلك الصراع الدائر، والعمل على تنفيذ اتفاق ستوكهولم لما يمهد للوصول إلى حل سياسي يستند إلى المرجعيات الثلاث، وهي القرار 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني".

وعن الوضع في ليبيا، ذكر أن التطورات الأخيرة والمؤسفة عصفت بجهود المبعوث الدولي وبفرص عقد المؤتمر الوطني الشامل، داعياً الروس "باعتبار دورهم المؤثر لأن نعمل معا لإفساح المجال واسعاً لجهود السلام، ووضع حد لنزيف الدم حتى يتمكن أبناء الشعب الليبي وبمساعدة من المجتمع الدولي من تحقيق الأمن والاستقرار لبلادهم والحفاظ على سيادتهم ووحدة أراضيهم".

بؤرة الإرهاب

وفي معرض تناوله لقضية الإرهاب الدولي، قال الجارالله: "اننا نؤكد جهودنا واستمرارنا في مكافحة الإرهاب الذي وجد وبكل الأسف في النزاعات والحروب في منطقتنا بؤرة للوجود وملاذاً للانطلاق يهدد معه أمننا واستقرارنا وطمأنينة شعوبنا".

ولفت إلى أنه "رغم تقديرنا لجهود المجتمع الدولي لمكافحة هذه الآفة فإننا نعتقد أن الطريق أمامنا مازال طويلاً لتحقيق ما نتطلع إليه من انتصارات شاملة تضع النهاية المحتومة لسنوات من المواجهة مع قوى الشر والظلام".

لافروف: ننوي عقد لقاء فلسطيني - إسرائيلي بموسكو

أكدت روسيا والدول العربية، في المنتدى العربي ـــ الروسي أمس بموسكو، الاستعداد لمواصلة التنسيق في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الشرق الأوسط.

وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصومالي أحمد عوض والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في ختام أعمال الاجتماع الوزاري للمنتدى، أشار لافروف إلى اتفاق الجميع على مسألـة رفض التدخل الخارجي في أزمات المنطقة، واحترام سيادة الدول.

وعن ملف سورية، قال الوزير الروسي: "اتفقنا على ضرورة ترسيخ العمليـة السياسية فـي سـورية. ونؤيد فكرة عودة دمشق إلى الجامعة العربية".

وبشأن عملية السلام، قال لافروف: "أكدنا التزامنا بحل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية"، مضيفاً: "ننوي عقد لقاء بين الطرفين الفلسطيني والإسـرائيلي في روسـيا دون شـروط مسبـقة".

من ناحيته، قال أبوالغيط "أكدنا تنسيق الجهود بين روسيا والدول العربية في مسألة مكافحة الإرهاب"، في وقت ثمّن عوض العلاقات مع روسيا، "ونشكرها على دعمها المستمر لقضايا العرب العادلة في المحافل الدولية، وخاصة في مجلس الأمن".

الاهتمام الدولي بقضية فلسطين تراجع... ونحتاج لمساندة الأصدقاء لاستعادة قضيتنا مكانتها

المطلوب وضع حد للصراع باليمن وتنفيذ اتفاق ستوكهولم لما يمهد للوصول إلى حل سياسي

لم يعد مقبولاً أن يبقى المجتمع الدولي متفرجاً على كارثة سورية وتداعياتها على دولنا جميعاً
back to top