حزب سالفيني يحقق فوزاً في انتخابات إقليمية بإيطاليا

• لوبن: ماكرون يستخدم الدبلوماسية لأغراض انتخابية
• أوربان يدعو إلى حماية مسيحيي أوروبا من الهجرة

نشر في 12-02-2019
آخر تحديث 12-02-2019 | 00:03
مجريون يتظاهرون بعد إلقاء أوربان خطابه في بودابست مساء أمس الأول (رويترز)
مجريون يتظاهرون بعد إلقاء أوربان خطابه في بودابست مساء أمس الأول (رويترز)
قبل شهرين من انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في مايو المقبل، التي يتوقع أن تشهد فوزاً كاسحاً للشعبويين واليمين المتشدّد، حقق حزب «الرابطة» اليميني المتطرف، فوزاً كبيراً في انتخابات إقليمية، في وقت أطلق رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان حملته للانتخابات الأوروبية، داعياً الناخبين «للدفاع عن الشعوب المسيحية في أوروبا».
ظهر حزب "الرابطة" اليميني المتطرف، الذي ينتمي إليه وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، رابحاً رئيسياً في انتخابات اقليم أبروتزو التي جرت، أمس الأول، بينما واجه الحزب الحاكم الآخر في إيطاليا، وهو "حركة 5 نجوم"، المناهض للمؤسسات، هزيمة قاسية.

وفاز "الرابطة"، بنحو 28 في المئة من الأصوات، وهي نسبة تقدّر بضعف النتائج التي حقّقها في الانتخابات العامة التي جرت في العام الماضي، ما يؤكد زيادة شعبية الحزب القومي المناهض للهجرة.

ومن الممكن أن تؤدي نتائج انتخابات أبروتزو، إلى تفاقم التوترات داخل الحكومة الشعبوية، إذ يتسبب تباين الحظوظ السياسية بين الحزبين، في جعل استمرار الائتلاف بينهما صعبا.

في المقابل، لم تحصل "حركة 5 نجوم"، الحزب الأول في إيطاليا بعد انتخابات تشريعية حصدت خلالها 32 في المئة من الأصوات، إلا على 19 في المئة من الأصوات، وحلّت بعد يسار الوسط المعارض (31 في المئة). وتفقد "حركة 5 نجوم" زخمها منذ تشكيل أول حكومة شعبوية في يونيو، في بلد مؤسس بالاتحاد الأوروبي.

لودريان

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للصحافيين في الدوحة، أمس، ردا على سؤال عن استدعاء باريس لسفيرها في روما، إن "العلاقات بين فرنسا وإيطاليا لا تسير على وتيرة واحدة، لكنها متسقة على خط واحد مع قطر".

وجاء استدعاء السفير الفرنسي لدى روما، الخميس الماضي، بعد لقاء جمع نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو مع ناشطين من حركة "السترات الصفراء" في فرنسا.

لوبن

في المقابل، استنكرت رئيسة الحزب اليميني المتطرف الفرنسي "التجمّع الوطني" مارين لوبن، أمس، "الاستخدام السياسي والانتخابي للدبلوماسية" من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون.

وقالت لإذاعة "فرانس إنتر": "هناك استخدام سياسي للدبلوماسية، أجده مقلقا جداً، من جانب ماكرون لأنه يريد بأي ثمن أن يظهر كمعارض للسياسة التي يعتمدها سالفيني (حليف لوبن)، ورئيس الوزراء المجري فكتور أوربان، الأمر الذي وضع بلدينا الحليفين منذ وقت طويل جداً، في أزمة".

واعتبرت أن الرئيس الفرنسي "مليء بالتناقضات"، "فهو يريد إزالة الحدود ويدعم إقامة فدرالية أوروبية، وتشكيل لوائح انتخابية عابرة للحدود" في الانتخابات الأوروبية، لكنه "يغضب من مسؤول سياسي إيطالي يتحدث الى ناشطين سياسيين في فرنسا". وانتقدت لوبن "التدخلات والاستنكار المزدوج المعايير"، فمن جهة "عندما يدعو (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما إلى التصويت لماكرون، يجد الجميع ذلك مذهلاً. وعندما يأتي (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان إلى ستراسبورغ لعقد اجتماع كبير لا أحد يقول شيئاً".

من ناحية أخرى، بدأ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، جولةً أوروبية من بودابست، حيث استقبله رئيس الوزراء المجري المعجب بالرئيس دونالد ترامب. وأول من أمس، أطلق أوربان في خطابه عن حال الأمة، حملته للانتخابات الاوروبية، التي قال إنها "تعتبر مفترقاً تاريخياً لأوروبا". وأعلن أيضاً رزمة اجراءات في مقدمها خفض الضرائب ودعم الاسر لمساعدتها في إنجاب عدد اكبر من الاطفال، في خطوة اعتبر انها تعالج مشكلة تراجع عدد السكان في بلاده بدل اللجوء الى استقبال مهاجرين.

وحذّر من التصويت للأحزاب المؤيدة للهجرة في الانتخابات، وقال إنّ أولئك الذين "يصوتون للهجرة والمهاجرين لأي سبب يخلقون شعوبا مختلطة الأعراق"، معتبراً أن المجريين يواجهون مجددا "أولئك الذين سيمحون تقاليدنا ودولنا القومية".

وأضاف أن "التقاليد التاريخية في دول المهاجرين وصلت إلى نهايتها، في مثل هذه البلدان يتم خلق عالمين مسيحي وإسلامي عبر تقليص نسبة المسيحيين باستمرار"، داعياً الناخبين إلى الدفاع عن الشعوب المسيحية في أوروبا.

وتابع أنّ "الهجرة جلبت ارتفاع الجريمة، وخصوصا الجريمة ضد النساء، اضافة الى فيروس الإرهاب". ورفض اوربان زيادة عدد المهاجرين في اوروبا لمعالجة مشكلة تراجع عدد المواليد، معتبرا الأمر بمثابة "استسلام".

وقال: "نحن لا نريد فقط أرقاما، نريد أطفالا مجريين"، معلنا إعفاء المجريات اللواتي يلدن أربعة أطفال أو أكثر من ضريبة الدخل الشخصي مدى الحياة.

back to top