استئناف المفاوضات في الكونغرس لإنهاء «الإغلاق»

نشر في 25-01-2019 | 16:46
آخر تحديث 25-01-2019 | 16:46
No Image Caption
استأنف زعيما الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس الأميركي الخميس المفاوضات للخروج من «الإغلاق» الجزئي للإدارات الفدرالية، بضوء أخضر من البيت الأبيض الذي بات يؤيد قانون ميزانية موقتاً شرط أن يتضمن مبلغاً لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.

ويشهد الكونغرس الأميركي معركة سياسية بين الرئيس دونالد ترامب والديموقراطيين بحثاً عن حل لشلل أصاب ربع الإدارات الفدرالية التي بات بعض موظّفيها، الذين سيحرمون على الأرجح من راتب ثان، يعتمدون على المساعدات الغذائية.

لكن وبعيد التصويت بدأت ترتسم الخطوط العريضة لاتفاق يمكن أن يضع حداً لأزمة متفاقمة بعد أن اجتمع زعيما الجمهوريين والديموقراطيين في مجلس الشيوخ لبحث اقتراح بتمويل الإدارات الفدرالية لمدة ثلاثة أسابيع إفساحاً في المجال أمام المفاوضات حول الأمن الحدودي.

ولدى سؤاله عن تأييده للخطة التي بحثها زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزعيم الديموقراطيين في المجلس تشاك شومر، لم يكن رد ترامب حاسماً، وقال إنه لا يزال يريد تمويل الجدار الحدودي.

وقال الرئيس الأميركي «إذا توصّلا لاتفاق معقول، سأؤيده»، لكنّه أضاف «يجب أن يكون لدينا جدار في هذا البلد».

إلا أن رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي قالت إن أي اتفاق ينص على دفعة أولى للجدار الذي يريده ترامب لن يمر.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن بيلوسي قولها «آمل ألّا يعني هذا الأمر تخصيص دفعة أولى كبيرة للجدار»، مضيفة «لا أدري ما إذا كان يعلم عمّا يتحدّث».

وأيّد ترامب اقتراحاً كان سيضمن إنهاء «الإغلاق» الجزئي للإدارات الأميركية وتمويل بناء الجدار، فيما قدّم الديموقراطيون اقتراحاً كان سيعيد فتح الإدارات الأميركية حتى 8 فبراير من دون تمويل الجدار لكنّه يفسح في المجال أمام إجراء مفاوضات حول الأمن الحدودي.

وفشل الاقتراحان في جمع 60 صوتاً مؤيداً في المجلس المؤلف من مئة عضو، وهي العتبة المؤهلة لتصويت نهائي على الاقتراح.

وكان ترامب اضطر لإرجاء خطابه عن حال الاتحاد إلى ما بعد انتهاء «الإغلاق» الحكومي بعد أن أبلغته بيلوسي بتعذّر إلقائه خطابه السنوي في قاعة مجلس النواب بسبب نقص العناصر الأمنية الناجم عن الإغلاق.

وعلى الرغم من رضوخه في مسألة الخطاب بقي ترامب مصراً على طلبه رصد مبلغ 5,7 مليارات دولار ضمن الميزانية لتمويل بناء الجدار الحدودي.

وقبيل التصويت في المجلس كتب ترامب على تويتر متوجّهاً إلى بيلوسي «لن نرضخ».

ويدخل «الإغلاق» الحكومي الجمعة يومه الخامس والثلاثين وهو يصيب نحو ربع الوكالات الفدرالية ويطاول ملايين الأميركيين، ووضع نحو 800 ألف موظف فدرالي في إجازة غير مدفوعة أو أجبروا على العمل من دون أجر.

ومع تزايد التوتر في واشنطن، يبحث المشرّعون الأميركيون من مختلف الأطياف السياسية عن مخرج لـ «إغلاق» حكومي هو الأطول الذي يصيب إدارات فدرالية في الولايات المتحدة.

وحذّر السناتور الجمهوري ريتشارد شيلبي «لا أعلم ما سيحصل، لا أحد يعلم».

وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام وهو على اتصال دائم بترامب، في مجلس الشيوخ، أنه بحث مع الرئيس الاقتراح الجديد الذي يضمن تمويلاً للإدارات الحكومية لمدة ثلاثة أسابيع.

ومهلة الأسابيع الثلاثة يمكن أن تسمح للجمهوريين والديموقراطيين بالتوصل إلى اتفاق أوسع، سيكون الرئيس الجمهوري الذي يملك حق تعطيله، مستعداً لتوقيعه، كما قال غراهام.

وأضاف أنه يجب على كل طرف أن يبدي قبل ذلك «حسن نية».

لكن البيت الأبيض شدد على ضرورة رصد مبلغ مالي لمشروع بناء الجدار.

وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز إن هذا الحل «لن يكون مفيداً إلا إذا تضمن مبلغاً كبيراً مخصصاً للجدار» الذي يريد الرئيس بناءه للحد من تدفق المهاجرين السريين.

ويعارض الديموقراطيون حتى الآن هذا الجدار الذي يعتبرونه «لا أخلاقي» و«غير فعال»، وهم يقترحون تمويل إجراءات أخرى للمراقبة والأمن على الحدود وخصوصاً عند نقاط الدخول.

وكان السناتور الجمهوري ميت رومني، المرشّح الخاسر في الانتخابات الرئاسية في 2012، أحد القلائل الذين أيدوا الاقتراحين في مجلس الشيوخ، ودعا قادة المجلس والبيت الأبيض إلى وضع خلافاتهم جانباً.

وقال رومني «لا يمكننا أن نسمح لعدم التواصل بالحؤول دون التوصّل لاتفاق».

ولدى خروجه من مكتبه في الكونغرس أعلن ماكونيل أن المفاوضات مستمرّة وقال «على الأقل نحن نتحادث»

ويعاني ملايين الأميركيين جراء «الإغلاق» وبدأ الموظفون والوكالات يرفعون الصوت للتحذير من أزمات محتملة مقبلة.

وأصدر قطاع الملاحة الجوية تحذيرات خطيرة ولا سيما اتحاد المراقبين الجويين.

وقال رئيس الاتحاد بول راينالدي في بيان «في قطاع تفادي المخاطر الذي نعمل فيه، لا يمكن تقدير مستوى الخطر الذي نواجهه حالياً أو تكهّن متى ينهار النظام»، مضيفاً «إنها سابقة».

وكان وزير التجارة وليبور روس أثار ردود فعل غاضبة بقوله الخميس «لا أفهم لماذا» يحصل موظّفون في الإدارات الفدرالية على مساعدات غذائية.

وسارعت بيلوسي لانتقاده منددة باستشراء اللامبالاة داخل الإدارة الأميركية.

وقالت بيلوسي إن «موقف ماري أنطوانيت (آخر ملكات فرنسا) هذا (إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء...) +دعهم يأكلون كعكاً+ يستشري في الإدارة» الأميركية.

وأضافت أن «الرئيس يعتقد، على ما أظن، أنه يمكنهم طلب المال من آبائهم».

back to top