العمل والحياة الخاصّة... 5 وسائل لتحقيق التوازن

نشر في 22-11-2018
آخر تحديث 22-11-2018 | 00:00
No Image Caption
تهيمن ثقافة العمل المكثّف على عصرنا، فيصعب علينا الحفاظ على توازنٍ سليمٍ بين الوظيفة والحياة الخاصّة، وذلك يصيبنا بإرهاق شديد. تقدّم لك هذه المقالة نصائح تساعدك في الحفاظ على التوازن وتجنّب التدمير الذاتي.
كيف نمنع تداخل العمل في الحياة الخاصّة؟ وكيف نحافظ على التوازن الذي يسمح لنا بالاستفادة من كامل طاقتنا في المجالين؟ إليك طرائق تساعدك في استعادة هذا التوازن أو الحفاظ عليه.

إذا أردتَ تحقيق التوازنِ بين عملك وحياتك الخاصّة، افصل بين الاثنين واحرص على ألا يتداخلا بعد اليوم، فرسم الحدود بينهما أمر أساسيّ، ولعلّ الأصعب هي الحدود العقليّة.

1 تخلّ عن هاتفك الذكي

لتتجنّب تشابك العمل مع أوقات فراغك، من الجيّد أن توضح للجميع أنّك لن تردّ على الرسائل الإلكترونيّة أو المكالمات المتعلّقة بالعمل خارج الدوام.

وإذا كنت تعمل لحسابك الخاص أو من المنزل، فحاول تحديد «الدوام» من خلال وضع جدولٍ محدّدٍ لساعات العمل كلّ يوم.

لطالما أظهرت الدراسات أنّ مستوى التوتّر لديك يرتفع بشكلٍ كبيرٍ إذا بقيت على اتصالٍ دائمٍ بأجهزتك الإلكترونيّة للتحقّق من بريدك الإلكتروني والردّ على المكالمات وقراءة الرسائل التي تصلك.

لذا ضع هاتفك جانباً بعد العمل، وتقترح عليك دراسةٌ في هذا المجال إبقاءه في غرفةٍ أخرى غير التي تجلس فيها.

يفسّر البروفسور أدريان وارد من جامعة تكساس أنّ هاتفنا «يستنزف دماغنا»، فالقلق المستمرّ بشأن الإشعارات التي تصلك يستهلك جزءاً كبيراً من الموارد العقليّة.

2 لا تدع هموم العمل تسرق وقتك

ربما تواجه صعوبة في التخلّص من قضايا العمل التي شغلت بالك طوال اليوم، وللأسف لا تتوافر عصا سحريّةٍ تنسيك همومك فوراً علماً بأن دراسات حديثة عدة تشير إلى تدهور العلاقات بسبب التوتّر.

لذا أبذل جهدك لتبقي توتّر العمل بعيداً عن جلساتك مع عائلتك أو شريكك أو أصدقائك فتحافظ على علاقة جيّدة بهم، ولا تدع أحاديث العمل وهمومه تهيمن على «وقت العائلة».

نشر موقع Medical News Today الطبّي بحثاً جاء فيه أنّ التأمّل واليوغا يحسّنان مستوى الرفاه. وتشرح دراسةٌ أخرى كيف تخفّف رياضات العقل والجسم التوتّرَ على المستوى الفيزيولوجي.

ويسمح لك التأمّل بالخروج من «حالة» العمل بعد يومٍ طويلٍ بوضع الهموم جانباً والتركيز على تمضية وقتٍ ممتعٍ مع أحبّائك أو مع نفسك.

3 حاول تحديد «ثياب العمل»

إذا كان عملك لا يتطلّب منك أساساً أن ترتدي زيّاً موحّداً كالمعدّات الواقية، ابتكر لباس العمل الخاصّ بك. فبحسب إحدى الدراسات، ثمّة ما يُسمّى «الإدراك الملبسي»، أي أنّ ما تلبسه يؤثّر في طريقة تفكيرك بنفسك وبالآخرين، إذ يحمل كلّ لباسٍ معاني مختلفة خاصّة بكلّ فردٍ، فتكون هذه التجربة العقلية فرديّة.

انطلاقاً من هنا، اختر مجموعةَ ملابسَ «خاصّةٍ بالعمل»، ما يعزّز ثقتك في نفسك ويسمح لك بأداء عملك بشكلٍ أفضل في بيئة العمل. وفي الوقت نفسه، تفصل بذلك بين عملك وحياتك الخاصّة بشكلٍ أفضل حين تختلف ملابس العمل والأكسسوارات عن تلك الخاصّة بالنشاطات خارج العمل.

4 لا تنسَ القراءة

تبيّن إحدى الدراسات أّنّ القراءة تحسّن حياتك على مستوياتٍ كثيرةٍ من بينها الحدّ من التوتّر بشكلٍ كبيرٍ. وفي دراسةِ أخرى نشرها موقع «ميديكل نيوز توداي» الطبّي يقول الدكتور دايفد لويس (أشرف على الدراسة في جامعة ساسكس في مدينة رايتن في المملكة المتّحدة) إن الكتب «تنقلك إلى حالةٍ نفسيّةٍ مختلفةٍ». كذلك تساعدك القراءة على تبديد التوتّر المحتمل والمتوقّع قبل العمل وتسهيل الطريق نحو الاسترخاء بعده.

5 وزّع المهام لتستمتع بوقتك

تقترح دراسة جديدة توزيعَ المهام أو «الاستعانة بالمصادر الخارجيّة» في أعمال المنزل على سبيل المثال، ما يعزّز رضاك تجاه حياتك. فلن يخفّ توتّرك إذا عدتَ إلى المنزل بعد العمل لترى الأطباق القذرة التي عليك تنظيفها، بل سيزداد الإرهاق الجسدي الذي تشعر به.

لذا حاول تقسيم المهام أو وظّف أحداً ليساعدك كي تستطيع الانخراط في نشاطاتٍ أو هواياتٍ تفيد العقل والجسم.

كذلك تؤكّد حملةٌ في المملكة المتّحدة أنّ الهوايات تخفّف التوتّر وتزيد الابتكار و«مرونة» العقل، ما ينعكس إيجاباً على عملك. ويقول البروفسور روبرت ليتشلر، رئيس الأكاديميّة البريطانيّة للعلوم الطبّيّة: «الحياة خارج العمل ليست إضافةً، بل هي جزء لا يتجزّأ من هُويّتنا، فيها نطوّر مهارات تسهم في نجاحنا».

ربما لا تُطبّق النصائح أعلاه على أنواع العمل كافة، لكن يجب ابتكار استراتيجيّة مناسبة تسهم في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة.

* ماريا كوهات

back to top