ترامب في لحظة تُذكّر بميركل

نشر في 25-10-2018
آخر تحديث 25-10-2018 | 00:00
على ترامب اليوم الثبات على موقفه في شأن منع المهاجرين من دخول أميركا، فقد تخطت هذه المسألة حدود الأزمة "الإنسانية"، وباتت اليوم أزمة وطنية، وإذا سمحنا لها بالاستمرار، فإنها تُرسي مبدأ قاتلاً للأمة.
 بي جاي ميديا قبل ثلاث سنوات، وصل دفق من "المهاجرين" فجأة إلى العاصمة الهنغارية بودابست، مقتحماً أمة ذات سيادة من دون أي تردد أو مبالاة. بعيد ذلك، أقفل الهنغاريون حدودهم، وبنوا سياجاً، وحضوا الدول الأخرى في أوروبا الوسطى التي تشاطرهم رأيهم على الانضمام إليهم في رفض قاطع لاستقبال "المهاجرين" الذين يدعون أنهم "لاجئون". في المقابل استقبلتهم أنجيلا ميركل برحابة صدر.

حان اليوم دور الولايات المتحدة، يتوجه آلاف المهاجرين الاقتصاديين نحونا، عابرين بلامبالاة دولة المكسيك العاجزة والفاشلة في طريقهم شمالاً ومتفاخرين ألا مجال لإيقافهم، تتصرف وسائل الإعلام الناطقة باسم الحزب الديمقراطي كما لو أن هذه ظاهرة طبيعية، مثل زلزال أو إعصار، وتعتبر أن السلوك "الإنساني" الوحيد الذي يمكننا اتباعه استقبالهم في الولايات المتحدة من دون طرح الأسئلة.

من حسن الحظ أن ترامب أكثر صلابة وتشدداً من ميركل ووسائل الإعلام على حد سواء، فقد أعلن تخفيض المساعدات إلى الدول الثلاث الأكثر سوأ، وخللاً، وعنفاً في أميركا الوسطى (هندوراس، وغواتيمالا، والسلفادور)، وطالب أصدقاءنا في المكسيك بوقفهم قبل بلوغهم تكساس أو أريزونا، وهدد حتى باستخدام الجيش الأميركي لمنع المهاجرين من العبور إلى الأراضي الأميركية.

في كل مرة ترى قافلة أو مهاجرين غير شرعيين يدخلون أو يحاولون الدخول إلى بلدنا بطريقة غير مشروعة، فكر في الديمقراطيين وحمّلهم المسؤولية لأنهم لم يمنحونا الأصوات لنبدّل قوانيننا البائسة بشأن الهجرة! تذكّر انتخابات منتصف الولاية! وهذا مجحف حقاً في حق أولئك الذين يأتون بطريقة شرعية.

نوقفهم. نعم، هذه عملية استفزاز متعمدة، يراهن اليسار على أن الولايات المتحدة لن تتجرأ على استخدام القوة لحماية نفسها، ولن تقبل بتعرض علاقاتها العامة لضربة قد تترافق مع صور الحرس الوطني، وحرس الحدود الأميركيين، أو حتى الجنود النظاميين وهم يحاولون منع مجموعات المهاجرين غير الشرعيين من دخول البلد، ولكن كما أشار ترامب مراراً، إما نملك حدوداً أو لا، وإذا ما كنا نملك حدوداً، فلا نملك بلداً بل مجرد نظام اقتصادي يعمل بفاعلية أكبر مما قد نراه في أي من دول العالم العربي أو أميركا اللاتينية.

لكن مشاكلهم ليست مشاكلنا، إلا إذا جعلناها كذلك. يخضع الرئيس والبلد اليوم للاختبار، تماماً كما اختبر خروتشوف كينيدي بصواريخه في شهر أكتوبر قبل 56 سنة. راهن القائد السوفياتي السابق على أن الرئيس الأميركي الشاب لن يسعى إلى منع نشر الأسلحة البالستية الروسية في كوبا، لكنه أخطأ الظن.

على ترامب اليوم الثبات على موقفه، فقد تخطت هذه المسألة حدود الأزمة "الإنسانية" (أزمة على دول أميركا الوسطى بحد ذاتها معالجتها في مطلق الأحوال) وباتت اليوم أزمة وطنية، وإذا سمحنا لها بالاستمرار، فإنها تُرسي مبدأ قاتلاً للأمة.

يذكر آرون خواريز (21 سنة) الذي كان يسير بصعوبة بسبب إصابته برفقة زوجته وطفلهما: "لا أحد سيوقفنا، فقد عبرنا في النهاية".

يخبر أيضاً المزارع الهندوراسي إدوين جيوفاني إنامورادو أنه أُرغم على مغادرة بلده بسبب ترهيب عصابات سعت إلى سلب أمواله: "نحن متعبون إنما مسرورون، نحن موحدون وأقوياء".

تضيف بريتاني هيرنانديز: "نعاني حروق الشمس والتقرحات، لكننا بلغنا وجهتنا، قوتنا أكبر من تهديدات ترامب".

سنرى ما إذا كان هذا صحيحاً.

* مايكل والش

* «بي جي ميديا»

back to top