«حلف بغداد» ولكن بشكل آخر (2)

نشر في 28-08-2018
آخر تحديث 28-08-2018 | 00:09
في اعتقادي أن بعض الشركات المستثمرة في إيران وجدت في فرض العقوبات الأميركية على إيران فرصة للخروج من أسواقها، نظراً لما تعانيه من خسائر، على أن يتم استبدالها بشركات صغيرة تكون أقل تكلفة.
 يوسف عبدالله العنيزي بتاريخ 16/ 8/ 2018 كتبت في هذه الجريدة الغراء مقالا بالعنوان المذكور أعلاه، وكم سعدت بتفاعل القراء الكرام، فقد تلقيت عدداً من الاتصالات والرسائل النصية عبر فيها البعض عن اتفاقهم بما جاء من طرح لبعض المواضيع، في حين عارض البعض الآخر ذلك الطرح، وهذا شيء طبيعي في المجتمعات الواعية، ودليل صحة وإدراك وحرية في تكوين الرأي.

ورغبة في تلبية طلب بعض الإخوة في مواصلة الحوار والنقاش حول المواضيع الساخنة التي تشهدها منطقتنا، وتكملة للمقال السابق، فقد وجدت أنه قد يكون من المناسب مناقشة بعض التفاصيل التي تم استعراضها في ذلك المقال، وأتمنى أن أكون قد أصبت بعض الحقيقة، ففي اعتقادي بشأن الخلاف الحاد الذي يبدو بين أميركا وتركيا أن الحرب الاقتصادية أو الأدق الإعلامية التي تشنها الإدارة الأميركية على تركيا هي في الواقع حرب بالوكالة مدفوعة الثمن وبالمليارات.

فقد اعتدنا على هذه اللعبة في المنطقة، وإن كانت هذه الحرب لا تتجاوز الهجمات الإعلامية والتصريحات الحادة وبعض «المقذوفات» التي لا تؤدي إلى خسائر بشرية أو إصابات فمن الصعب أن نتصور أن تتخلى أميركا عن تحالفها مع تركيا التي تتميز بالدولة القوية من ضمن دول حلف «الناتو»، إضافة إلى وجود القاعدة الأميركية «إنجرليك» والموقع الجغرافي المميز.

وبالتأكيد هناك من يتساءل: حرب بالوكالة عمن؟ ومن المستفيد من هذا الخلاف الأميركي- التركي إن وجد؟ وهنا أترك المجال للقارئ العزيز للتفكير في هذا الموضوع، ثم ماذا عن الخلاف الأميركي-الإيرانى، فهل هو أيضا حرب بالوكالة؟

وبطرح بعض التساؤلات ربما نتوصل للإجابة عن السؤال السابق: ترى كم عقداً من السنين مضى على هذا الخلاف وما زالت الأوضاع كما هي؟ وستستمر في ظل التفاوض الودي خلف الأبواب المغلقة، أما انسحاب بعض الشركات الغربية ففي اعتقادي أن تلك الشركات وجدت في فرض العقوبات الأميركية على إيران فرصة للخروج من الأسواق الإيرانية، نظراً لما تعانيه من خسائر، على أن يتم استبدالها بشركات صغيرة تكون أقل تكلفة، فليس من المعقول أن تترك أميركا والدول الغربية تلك الأسواق التي تتجاوز «80» مليون نسمة مع ذلك الإنتاج الضخم من النفط والتقدم العلمي والحياة البرلمانية، ليس من المعقول أن يترك كل ذلك للشركات الروسية أو الصينية، علما أن المواقف الأميركية قد أدت إلى عكس ما كانت تأمله أميركا.

فقد أدت إلى التفاف الشعب الإيراني حول نظامه، ثم تساؤل آخر: هل التدخل العسكري الروسي في سورية تم بدون موافقة الولايات المتحدة الأميركية؟ وينسحب ذلك على الوجود الإيراني في سورية؟ وما الثمن الذي ستحصل عليه أميركا مقابل موافقتها؟

من ناحية أخرى لماذا نحرص كعالم عربي على عداء إيران ولا نحرص على كسب صداقتها؟ ولماذا نرى العداء والبغضاء والشحناء فقط بين الحكومات في حين نرى عكس ذلك بين الشعوب من صداقة وترابط ومصاهرة، بل ترابط عائلي؟ ولماذا لا تحرص حكوماتنا العربية على الصداقة والمصالحة مع شعوبها التي غدت تسير معصوبة العينين مكممة الأفواه؟

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top