مفتي زامبيا الشيخ أسد الله مولى لـ الجريدة.: الإسلام يتعرض لحرب شعواء... وأحلم بمجلس عالمي للإفتاء

«الشباب لا يعرفون حقيقة الدين لأنهم لم يدرسوا أمور الشرع جيداً»

نشر في 31-05-2018
آخر تحديث 31-05-2018 | 00:02
أسد الله مولى متحدثاً إلى محرر «الجريدة»
أسد الله مولى متحدثاً إلى محرر «الجريدة»
قال مفتي دولة زامبيا، الشيخ أسد الله مولى، إن الإسلام يتعرض لحرب شعواء، محذراً من تفشي الأمية الدينية لدى قطاع كبير من شباب المسلمين، وشدد على أهمية شغل الفضاء الإلكتروني وعدم ترك الإنترنت وعاء للتيارات المتشددة، ودعا مفتي زامبيا - خلال مقابلة أجرتها معه "الجريدة" أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة - إلى ضرورة وجود مجلس عالمي للإفتاء لمواجهة الفتاوى المتطرفة... وإلى نص المقابلة:
● كيف ترى أوضاع العالم الإسلامي حالياً؟

- هناك تدخل في شؤون المسلمين، بل هناك حرب شعواء على الإسلام، فالغرب يربط الإرهاب بالإسلام، والدين لا علاقة له من قريب أو بعيد بتلك الممارسات الشيطانية، وأرى أن مؤتمرات المؤسسات الدينية تسهم في جمع كلمة الأمة، ولابد من مواجهة الإرهاب بوسائل متعددة، منها الإعلام، لنشر المفاهيم الصحيحة، وتفكيك الأفكار المضللة التي يقف وراءها أعداء الدين ممن يريدون هدم الإسلام.

● كيف يمكن نشر المفاهيم الصحيحة عن الدين والتصدي للأفكار المغلوطة؟

- يجب شغل مساحات كبيرة في الفضاء الإلكتروني، وعدم ترك الإنترنت والتقنيات الحديثة سلاحاً في يد تنظيم "داعش" ومن على شاكلته، ولا مانع من نشر كتيبات مبسطة للأطفال توضح سماحة الدين واعتداله لتحصين الأجيال القادمة من أي محاولات للعبث بعقولها، أيضاً لابد من دور لوزارات التربية والتعليم وعدم ترك التربية الدينية مادة مهمشة في مراحل التعليم، فلابد من إعطاء الطلاب جرعات وقائية ضد أي فكر شاذ.

● هل يمكن توحيد الفتوى؟

- هذا أمر صعب، نظراً لاختلاف طبيعة البلدان وعاداتها، لكن هناك أموراً لا خلاف فيها ولا اجتهاد حولها مثل الثوابت، وأتمنى وجود مجلس عالمي للإفتاء يركز على قضايا الأمة ويتصدى للمستجدات، ويواجه الفتاوى المتطرفة حتى لا يفتن الناس في أمور دينهم، وفي هذا العصر تساهل الناس في الإفتاء، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من سؤال غير المتخصصين فقال: "إِن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".

● ما أخطر أنواع الفتاوى؟

- أخطر أنواع الفتاوى إصدار أحكام وآراء تعسفية يترتب عليها شق الصفوف وتمزيق الوحدة وإضعافُ الدعوة وتبديد الجهد، فترى البعض يحرم ويحلل ويصوب ويخطئ، بل قد يتجرأ البعض فيتطاول على المؤسسة الرسمية ويصادر على عملها ومهامها من باب الإعجاب بالرأي واتباع الهوى.

● برأيك ما الأسباب التي أدت إلى التساهل في الفتوى؟

- تتعدد الأسباب، ومنها الجهل وعدم دراسة الأحكام الشرعية دراسة منهجية مؤصلة، والدراسة السطحية للمسائل، علاوة على حب الظهور والشهرة وهو من أكبر الأسباب التي تدعو المتصدين للفتوى بلا ضابط، فصاحب الفتاوى المتساهلة تزداد شعبيته، وتكثر جماهيره، ويُثني عليه بأنه معتدل.

أيضا عدم استشعار مسؤولية الفتوى وما يترتب عليها، فيسأل واحد عن مسألة معينة ويشاهده الملايين من البشر، ومع ذلك يجيب مباشرة، ولو عرضت نفس المسألة على عمر رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر، ومن الأمور الكارثية محاولة إصدار فتوى لإرضاء تيار أو جماعة أو حزب أو الدفاع عن فكر معين، لأجل الحصول على شيء من متاع الدنيا.

● ما مدى جدوى المؤتمرات التي تنظمها المؤسسات الدينية؟

- في غاية الأهمية وليست مجرد مكلمة، كما يردد البعض، بل تعد المؤتمرات فرصة لالتقاء الأفكار والآراء ووضع روشتة علاج لكل القضايا الدينية التي تطفو على السطح، وأنا أركز على حضور المؤتمرات لطرح القضايا والنقاش حولها والاستماع لرأي العلماء، وأرى أن الشباب لا يعرفون حقيقة الإسلام، لأنهم لم يدرسوا ويفهموا جيداً أمور الشرع، وبالتالي المؤتمرات تساهم بجزء مهم في حصر المفاهيم التي ألصقت زوراً وبهتاناً بالدين، كما أن المؤتمرات تسهم في مواجهة الأمية الدينية المتفيشة بين شباب الأمة الذين يقرأون آيات القرآن والأحاديث ويفسرونها بشكل خاطئ.

● ما أبرز المخاطر التي تهدد شباب العالم الإسلامي؟

- أرى أن المخدرات خطر عظيم، يروجها أعداء الإنسانية والدين لتدمير شباب الأمة وسلب عقولهم واختلال الأولويات لديهم، وأرى أن المؤسسات الدينية والأزهر الشريف له دور عظيم في مواجهة ذلك.

● ما أخطر أزمة تواجه الدين الإسلامي؟

- للأسف الدخلاء وغير المتخصصين وكل واحد يقرأ كتاب يدعي أنه عالم أو مفسر أو شيخ، وهؤلاء ممن يفسرون الدين وفق فهمهم أو أهوائهم الضيقة ويطلقون أحكاماً وفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان... هؤلاء جرمهم عظيم وخطرهم داهم يجلب وبالاً على الأمة.

● هل تؤيد قيام الأفراد بالإفتاء أم تحبذ أن تكون عملاً جماعياً؟

- لا أؤيد الفتوى الصادرة من شخص، بل لابد من قصر أمور الفتوى على المجامع الفقهية في كل شؤون الناس والأحوال الشخصية من النكاح والطلاق وخلافه، وأنا درست في كلية أصول الدين بالأزهر الشريف وتعلمت أن الفتوى لا تصدر إلا من مؤسسات، ولابد من وجود قنوات تنشر الفكر الوسطي.

● كيف ترى المراصد الإسلامية التابعة لعدد من المؤسسات الدينية؟

- فكرة جيدة، ولابد من دعم العلاقة بين المراصد الإسلامية وممثلي الأقلية المسلمة في مختلف دول العالم، بما يتيح لأفراد هذه الأقليات الاتصال بالمراصد، وإبلاغها بأي معلومات يمكن الحصول عليها بهذا الشأن، ويمكن للمراصد أن تسهم في تكثيف الاتصال بوسائل الإعلام الغربية ومراكز البحوث والجامعات في الدول غير الإسلامية لتصويب ما يصدر عنها بشأن الإسلام والمسلمين.

● هل تؤيد الحوار مع الغرب؟

- لابد من الاجتهاد في فتح أبواب الحوار مع مراكز التأثير في صناعة القرار والرأي العام في الدول الغربية ومراكز البحوث والدوائر الاكاديمية والاعلامية بالغرب لتصحيح المفاهيم والرد على الأكاذيب والافتراءات التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين.

لا أؤيد الفتوى الصادرة عن شخص بل يجب قصرها على المجامع الفقهية
back to top