في المرمى : #الشرط ــ الثالث

نشر في 07-12-2017
آخر تحديث 07-12-2017 | 00:15
 عبدالكريم الشمالي منذ أن بدأ تواتر أخبار إمكانية رفع الإيقاف عن النشاط الكروي الكويتي من الاتحاد الدولي "فيفا"، قبل يومين تحديداً، تغيرت استراتيجية معسكر الدفاع عن الاتحاد السابق، خصوصاً مَن يستخدم منهم منصات التواصل الاجتماعي للتنظير على الشارع الرياضي.

وبعد أن كانت كل محاولاتهم السابقة ترتكز على إقناع المتابعين بعدم إمكانية قبول الاتحاد الدولي التنازل عن أحد الشروط الثلاثة التي وضعها للموافقة على مناقشة رفع الإيقاف، والمتمثلة في تعديل القوانين وسحب القضايا الدولية وعودة مجلس إدارة الاتحاد السابق، اتجهوا إلى منحى آخر يعتمد على تسويق فكرة عدم قانونية الجمعيتين العموميتين غير العاديتين للاتحاد، واللتين انعقدتا في 29 أغسطس و6 سبتمبر الماضيين، بحجة أن الآلية المتبعة لم تكن متوافقة مع القانون 34 لسنة 2016، ولا النظام الأساسي المعتمد للاتحاد، وصاروا لا يناقشون الشرطين الأولين، وبات الإصرار على وجوب تنفيذ الشرط الثالث هو الأساس، باعتبار أن "فيفا" لا يعترف رسمياً سوى باتحاد "طلال وسهو".

وما إن جاءت الصفعة والضربة القاضية بموافقة الاتحاد الدولي، عن طريق لجانه المعنية ومكتب مجلسه بإجماع أعضائه، حتى انقلب كل منهم على عقبيه، وصار يبحث عن مخرج، في مشهد مضحك مؤلم، يوحي لكل مهتم ومتابع أن المُوَجِّه لهؤلاء قد فقد السيطرة على الأمور، وبات في حاجة إلى وقت لالتقاط الأنفاس وإعادة الحسابات، قبل أن يدفع بحجج جديدة يمررها لأصحابه لتبرير الموقف، فهذا يقول إن الرفع مؤقت، وذاك يقول إن القرار اتخذ بعد تعهد حكومي، وثالث يؤكد أن القرار لم يكن ليأتي لولا تعديل القوانين التي كانوا ينادون به منذ بدء الأزمة! ونسوا، أو تناسوا، تمسكهم المثير للشفقة بضرورة تنفيذ الشرط الثالث، الذي ذهب أدراج الرياح، لحظة رؤيتهم لصورة رئيس الاتحاد الدولي في مطار الكويت.

* يحاول البعض، بحسن نية أحياناً وبسوء نية أحياناً أكثر، أن يلطف أو يخفف (سمِّها ما شئت) من الأجواء الساخنة، عبر ترويج أن "لا غالب ولا مغلوب"، وأن الجميع كسب من انتهاء ما يمكن أن نطلق عليه "جزء مهم من الأزمة"، ولهؤلاء جميعاً، حسن النية منهم وسيئها، نقول لا، فنهاية هذه الأزمة أفرزت غالباً ومغلوباً، وكاسباً وخاسراً، فمن غلب هو الكويت، والمغلوب هو من حاول أن يستقوي عليها، وعمل على عرقلة مسيرة شبابها الرياضيين، لغرض ما في نفس يعقوب، ومَن كسب هو الطرف الذي عمل جاهداً على رفع الإيقاف من أول يوم وقع فيه، دون أن يفكر بمصلحة أو منصب شخصي يحافظ عليه، ومن خسر هو ذلك الطرف الذي لم يراعِ مصلحة بلده، وادعى زوراً وبهتاناً أنه متضرر من التدخل الحكومي في الشأن الرياضي، ومن أرسل الكتب تباعاً إلى المنظمات الدولية يحثها فيها على الإيقاف، ومن قال إنه لا يمكن له التدخل لأنه لا يمثل الكويت في المنظمات الدولية، وإنه لم يكن له يد في الإيقاف أو الأزمة المفتعلة، التي مازالت ممتدة حتى هذه اللحظة مع جهات أخرى. كل هؤلاء خسروا، لأنهم كانوا يمثلون فريقاً لا علاقة له بمصلحة الدولة وهيبتها وسيادتها.

«بنلتي»

قد نفهم أن يحاول البعض أن يقفز على نجاحات الآخرين في اللحظات الأخيرة، أو الوقت الضائع، أو يحاول البعض الآخر التسابق مع الفئران للقفز من السفينة الغارقة، لكن الأهم من هذا وذاك هو سؤال واحد: شصار على الشرط الثالث؟

back to top