الشخص السلبي العدواني... كيف تتعامل معه؟

نشر في 21-11-2017
آخر تحديث 21-11-2017 | 00:05
No Image Caption
اضطررنا جميعنا إلى التعامل مع أشخاص سلبيّين عدوانيّين في حياتنا. يشير هذا التعبير إلى المرء الذي يكنّ لك عداوة من دون أن يفصح عنها مباشرة أو يعبّر عنها، فيجد سبلاً لإظهارها بصورة غير مباشرة عبر سلوكه.
في بعض الأحيان تلاحظ أنّه يلعب معك «ألعاباً ذهنيّة»، أي يقدّم لك واقعاً بديلاً لا يتوافق مع ذلك الذي تعرف أنّه حقيقي. يشبه التعامل مع هذا النوع من الأشخاص تمريناً في الإحباط لأنّه يرفض الاعتراف بعدوانيّته مباشرة فتجد نفسك في وضعٍ بائس. تساعدك النصائح أدناه في إيجاد منطقة محايدة بينكما.
عندما نتحدّث عن شخصٍ سلبي عدواني، نقصد أنّ سلوكه كذلك. عموماً لا يُعتبر السلوك السلبي العدواني اضطراباً بالشخصيّة (على الأقلّ ليس اليوم)، لكنّه عنصر ظرفيّ يظهر حين يكون المرء تحت الضغط أو يشعر بنوعٍ من التهديد.

تعرّف إلى السلوك العدواني

تستطيع غالباً تمييز الشخص الذي ينخرط في السلوك السلبي العدواني من خلال هذه العلامات المنبّهة:

التهجّم والإهانات والتواصل السلبي:

يكون الشخص أحياناً شرساً في تواصله معك ويأخذ كلّ ما تقوله بطريقةٍ سلبيّةٍ. كذلك يتذمّر باستمرار من أمورٍ يعتبرها خاطئة أو يتصرّف بطريقة حادّة الطباع أو، ببساطة، يتهجّم على الآخرين في معظم أحاديثه، خصوصاً إذا كان يتحمّل مسؤوليّة هذا الأمر أو يوجّه أهدافه تجاههم. حين يتفوّه بالإهانات، تكون غالباً غير مباشرة وخفيّة ويمكن فهمها بالاتّجاهين (لكنّه يقصدها دائماً بالمعنى السلبي).

الصمت وتشكيل معوق أو حاجز:

يلتزم الشخص السلبي العدواني الصمت ويحجب عنك التواصل أو المعلومات كنوعٍ من التلاعب. فيرفض التحدّث عن موضوعٍ ما أو ينهي الحديث قائلاً: «أنت دائماً تجد طريقاً يناسبك». إذا كنت بحاجة إلى معلومة أو تبادل آراء أو مساعدة أو أيّ نوع آخر من الدعم، يحبسها عنك كنوعٍ من العقاب. وعندما يدرك قدرته على الوقوف في وجه أهدافك أو تقدّمك، سيجد عيباً في كلّ خيارٍ تقدّمه له.

اعتماد النكران أو النسيان أو المماطلة:

بدل أن يعترف بفشله في القيام بعملٍ اتّفقتما عليه مسبقاً، يقف في وضعيّة دفاعيّة ويقدّم أعذاراً احتياطيّة، مثلاً: «نسيت». وربّما ينكر أنّكما اتّفقتما على مسار عمل معيّن أو أهداف كنتما في صدد تحقيقها. في حالة أخرى، يؤجّل الأمور باستمرار لأنّه يكره الجداول الصارمة أو الأهداف المفروضة عليه، فلا يتابع مسؤوليّاته أو مهامه ويبرّر انسحابه بأعذار كـ«نسيت» أو «لم أملك الوقت الكافي بعد للقيام بهذا»، أو حتّى ينكر أنّكما أتيتما على ذكر الموضوع بالأساس.

عدم التزام اتّفاقه:

لا يلتزم الأشخاص السلبيّون العدوانيّون باتّفاقيّاتهم في الحالات كافة تقريباً لأنّهم يجدون دائماً نقطة يعارضونها. هم أسياد الغموض، يضمنون ألّا تفهم أبداً موقفهم من القضيّة المطروحة ويتجنّبون الخضوع لأيّ أمرٍ لا يقبلونه، لكنّهم لا يعبّرون عن رفضهم هذا بطريقة مباشرة.

القيام بالمهمّة عشوائيّاً:

إن لم يرغب هذا الشخص بالقيام بعملٍ ما، سينفّذه بطريقةٍ تضمن إعادته. في أحيانٍ أخرى، تستغرق مهمّته وقتاً أطول ممّا كان مقرّراً أو يقوم بها من دون الانتباه إلى التفاصيل أو الاهتمام بالنتيجة النهائيّة. بالطبع سينكر علمه بنوعيّة عمله الرديئة ويلقي اللوم على الآخرين ويؤدّي دور البريء.

معاناة بين الاستقلاليّة والتبعيّة:

يعاني الشخص السلبي العدواني صعوبة في التعبير عن استقلاليّته بطريقةٍ مقبولة اجتماعيّاً، فيقوم بذلك بطريقة عنيدة ومعرقلة في محاولة محبطة لفرض السيطرة على حياته. هو خجولٌ في كثيرٍ من الأحيان ولا يعلم كيف يزداد حزماً ويكون أكيداً من ذاته أو يعبّر عن الثقة بالنفس هذه بطريقة إيجابيّة.

طريقة التعامل معه

بعد تحديد أنّك على الأرجح تتعامل مع شخصٍ منخرطٍ في حالات متعدّدة بالسلوك السلبي العدواني، إليك ماذا تستطيع فعله:

لا تردّ على سلوكه:

يبحث عن ردّ فعل منك ليؤكّد أنّ سلوكه حقّق الأثر المنشود. إذا غضبت تجاهه، فأنت تزيد الطين بلّة لأنّك تتصرّف أيضاً بطريقة سلبيّة عدوانيّة ولن يتحسّن الوضع. أيّ ردّ فعل سلبي منك سيقوّيه ويشجّعه على مواصلة التصرّف بهذا الأسلوب. هنا يكمن أصعب جزء في التعامل مع شخص سلبي عدواني.

لا تلمه أو تطلق أحكامك عليه:

يسهل عليك إلقاء اللوم والأحكام على شخص يبدو كأنّه يبحث عن أحد ينضمّ إليه في أنواع السلوكيّات هذه. لا تجعل الأمر يدور حوله ولا تتفوّه بعبارات كـ«حسناً، وافقت على هذا الموعد النهائي، فلماذا لم تنه عملك؟». بهذه الطريقة تقع في عالمه الذي تستحوذ عليه السلبيّة والتعطيل والنكران. لا تضعه في موقع دفاعي ليكون منفتحاً أكثر على اقتراحاتك.

انخرط بشكلٍ إيجابي وحازم:

من المفيد أن تنخرط بشكل إيجابي وحازم مع الآخر، مركّزاً على أهداف محدّدة أو قضايا قيد البحث. قل له مثلاً: «كيف يمكننا أن نمضي قدماً في هذا المشروع؟» أو «ماذا يمكننا أن نفعل لنتوصّل إلى قرار يناسب كلّاً منّا؟». كن جامعاً وتأكّد أنّ الشخص يشعر بأنّه مكرّم ويشكّل جزءاً مهمّاً من القرار أو المجهود.

كن محدّداً وتذرّع بالعاطفة:

كن محدّداً قدر الإمكان وذكّره بلطف كيف أنّ المشكلة أو المسألة تؤثّر فيك أو على الفريق أو المشروع. على سبيل المثال، إذا كنتما تخطّطان لقضاء إجازة معاً لكنّه لا يساعدك في أخذ القرار النهائي بشأن وجهتكما، قل له مثلاً: «أتطلّع إلى قضاء هذا الوقت معك بمفردنا. ويعني لي الكثير أن أقوم بهذه الرحلة معك، لذا أيّة من الوجهتين تناسبك أكثر؟». أمّا في إطار العمل فدع حديثك يأتي على الشكل التالي: «علماً بأنّ عجزنا عن تقديم المهمّة اليوم مخيّبٌ للآمال، كم من الوقت تحتاج إلى إكمال المطلوب منك؟ هل يوم الاثنين يناسبك؟ علمت أنّ زميلنا في الفريق يتطلّع فعلاً إلى العمل معك في المرحلة المقبلة من المشروع».

أخرج نفسك من الموقف:

إذا لم تنجح أيّة طريقة أو أردت التوقّف عن الكلام لمصلحة صحّتك العقليّة، من الأفضل أن تبقي تفاعلاتك إلى أدنى الحدود، على أن تكون محدّدة وموجّهة نحو الهدف. إذا عجز عن أداء العمل أو رفض إنجازه، استبدل به زميلاً آخر. أمّا إذا كنت على علاقة به، فاعلم أنّ هذه علامة بأنّ الأخيرة لا تقدّم لك أيّة فوائد تقريباً كما كنت تعتقد.

* د. جون م. غروهل

إذا غضبت تجاهه تزيد الطين بلّة
back to top