صعوبة تحديد زمن بيع الأسهم مع استمرار ارتفاعها

نشر في 04-11-2017
آخر تحديث 04-11-2017 | 00:00
عندما يسأل العملاء أو المستثمرون حالياً عن سبب اتخاذهم قرارات ببيع أسهمهم أو سنداتهم تكون إجابتهم غالباً متعلقة بسلسلة مواقف تدفعهم إلى الاضطراب والقلق، ومن بينها احتمالات وقوع حرب نووية مع كوريا الشمالية، والتقييمات المالية، والركود الاقتصادي ومعدلات الأرباح.
 بلومبرغ • ثمة أشياء كثيرة يتعين التفكير فيها مع استمرار الارتفاع في أسعار الأسهم وما ينطوي عليه ذلك من تبعات وتداعيات يصعب التكهن بها.

وقد يمثل السؤال المتعلق بموعد بيع الأسهم المشكلة التي يتجاهلها التجار بقدر كبير في قراراتهم المالية، ومن الأهمية بمكان اثارة هذه القضية في الوقت الراهن وذلك نظراً لاستمرار الارتفاع في أسواق الأسهم، كما أن هذه المسألة تدور في ذهن العديد من المستثمرين أيضاً.

وفي معظم فترات التاريخ كان وول ستريت يهدف إلى دفع المستثمرين إلى الشراء ويحقق من خلال ذلك العوائد والأرباح للمستثمر والشركات التي تنشط في ذلك السوق، وتجدر الاشارة إلى أنه سواء كانت المادة المستهدفة مجرد أسهم أو سندات فردية وصندوق استثمار مشترك أو بضائع يظل السؤال حول موعد البيع الجانب المحير والصعب .

أدبيات البيع

من جهة أخرى تظهر مراجعة سريعة لأدبيات عملية البيع ندرة النصح بشأن بيع الأسهم أو الأنواع الأخرى من الموجودات، كما أنه مع استثناء ما اشتمل عليه كتاب جاستن ماميس الذي حمل عنوان "متى يتعين عليك التوجه إلى البيع: في داخل الاسترتيجيات الهادفة إلى الربح في سوق الأسهم؟" لا يوجد الكثير من الكتب العالية القيمة حول هذا الموضوع. وعلى أي حال توجد كتب تتحدث عن بيع النسيئة وكذلك الجوانب المتعلقة بتوقيت الأسواق. ويذكر أن كل تحليل أو كتاب حول دورات السوق يشتمل على أقسام تتعلق باحتمال حدوث انهيار ومؤشرات على مواقيت البيع. وتجدر الاشارة إلى أن ما نشير اليه في هذا الصدد هو العملية الواسعة القاعدة الخاصة بكيفية وموعد خفض انكشاف الأسهم في أي محفظة استثمارية.

وعلى الرغم من أن ذلك قد يبدو سؤالاً يتسم بالبساطة – أو يجب أن يكون كذلك – غير أن حقيقة الأمر ليست على هذا النحو، وفي واقع الحال، فإن تلك علامة استفهام كبيرة ومثيرة للشك من شأنها اثارة المزيد من الأسئلة بقدر يفوق عدد الأجوبة المتعلقة بها، ويضاف إلى ذلك أن طائفة القرارات الخاصة بالبيع تختلف في الجوانب النابعة من الاعتبارات الحسابية المرتبطة بالتداول العالي الوتيرة، والذي يفضي بدوره إلى البيع عند أول اشارة على حدوث هبوط في السعر، عن أسلوب الملياردير وارن بافت الذي يقضي بالتوجه نحو شراء الأسهم عند بلوغ تلك النسبة الجذابة من السعر بحيث لا تضطر قط إلى البيع.

اتخاذ قرار البيع

وبالنسبة إلى كل شخص آخر – أولئك الذين يصنفون بين هاتين الطبقتين – فإن عملية استكشاف هذا السؤال المطروح قد تساعدك على معرفة اتخاذ قرارك المتعلق "بالبيع" وفيما يلي لمحة تتناول البعض من الأسئلة ذات الصلة بهذا الموضوع بشيء من التفصيل:

1 – ما هو الأساس الذي يعتمد عليه اتخاذ قرار "البيع"؟

في معظم الأوقات عندما أطرح على أحد العملاء أو المستثمرين عن السبب الذي يدفعه إلى اتخاذ قرار بيع أسهمه أو سنداته يتمثل الرد في سلسلة من المواقف التي تدفعهم إلى الاضطراب والقلق ومن بينها: احتمالات وقوع حرب نووية مع كوريا الشمالية، والتقييمات المالية، والركود الاقتصادي ومعدلات الأرباح... وتمضي القائمة وتطول إلى حد كبير .

وبكلمات أخرى، فإن العواطف والمشاعر توفر الأساس في اتخاذ قرار البيع. وهذه استراتيجية مرعبة، كما أن عناوين الصحف تبعث دائماً على القلق، وكانت كل هذه العوامل والأشياء التي ذكرت من قبل تمثل مصادر قلق وخوف مشروعة لبعض الوقت ومع تراجعها فقد حل محلها اعتبارات أخرى، ويعلمنا تاريخ التجارب أن معظم الأخبار يكون قديماً وقد انعكس في وقت سابق على أسعار الأسهم وليس مصدراً يعول عليه في اتخاذ قرار البيع.

2 – ماذا لو كنت على خطأ؟

هذا هو مصدر القلق الواضح، فقد يحدث أن تقوم ببيع أسهمك أو سنداتك لتكتشف في ما بعد أن أسعار السوق تواصل الارتفاع، ولدى التجار والمتداولين شتى الطرق التي يتمكنون من خلالها من التراجع والتعويض عن خسائرهم، أما أنت فليست لديك تلك الميزة والامكانية، ونصيحتي لك أن تحتفظ بكمية ما من الأسهم على سبيل الاحتياط من أجل تصحيح الخطأ الذي وقعت فيه ومن ثم التراجع عن قرار البيع الذي اتخذته، ويؤثر هذه بشدة على سمة الأنا لدى المرء وثمة قلة من الناس ترغب في الاعتراف بالخطأ وتصحيحه. وإضافة إلى ذلك أن معظم الناس لا يعرفون مكمن الخطأ أو كيفية التراجع عنه.

3 – ماذا لو كنت على حق؟

من المثير للدهشة أن هذا السؤال هو الأكثر تحدياً في هذا السياق، ولنفترض أنك كنت على حق في قرار البيع وأن الأسواق بدأت بالهبوط... ما العمل في هذه الحالة؟ وعند أي مرحلة سوف تعاود الدخول إلى السوق؟ ولنفترض أنك قمت بعملية البيع والتخلص من الأسهم والسندات بدافع الاعتقاد بأن الأسواق سوف تنكمش وتتراجع وأن أسعار الأسهم سوف تهبط بنسبة 30 في المئة، والسؤال هو ماذا سوف تفعل إذا هبطت الأسواق 15 في المئة؟ أو 20 في المئة؟ أو 25 في المئة؟ أو أنها لم تنخفض إلى المعدل الهابط الذي توقعته؟ عندها ماذا سوف تفعل؟

الاحتمالات كثيرة وفرص استعادة الوضع الصحيح قائمة ولكن نسبة الهبوط كبيرة ولافتة.

4 – هل تتمتع بالانضباط اللازم؟

إذا كانت لديك خطة تهدف إلى القيام بعملية بيع مع استراتيجية لتنفيذ ذلك الهدف فإن السؤال هو هل أنت قادر على تنفيذها والتمسك بها؟ والجواب هو أن توافر وسيلة لتحديد الحصيلة اللازمة يشكل الخطوة الأولى في هذا السياق، وتدبر وضعك خلال هذه الفترة يمثل التحدي الأكبر بكل تأكيد.

وعلى سبيل المثال عندما لا يمضي السوق كما تريد فإن من السهل أن تعيد التخمين وأن تراجع نماذج عملك واستراتيجيتك... ومن السهل تماماً أن تستبعد كل الأسباب الخطأ التي دفعتك إلى الظن بأنك في مسار الكسب. ولعل ما هو أكثر سوءاً من ذلك أننا رأينا البعض من الناس يتصرفون بالطريقة الصحيحة ثم يتعرضون لتراجع بأسلوب مضاعف، ومن بين التجار الذين تصرفوا بشكل صحيح في الأزمة المالية العالمية في سنة 2008- 2009 عندما انهارت الأسواق وتوقعوا وصول مؤشر داو جونز الصناعي إلى 5000 نقطة أو حتى 3000 نقطة، كان الرقم 6547 نقطة في التاسع من شهر مارس عام 2009.

5 – ما تكلفة التحليل؟

أخيراً، توجد قضايا لا تتعلق بالاحتمالات، بل بالتكلفة والضرائب، وإذا كنت تبيع موجودات في الأجل الطويل فسوف يكون لديك ضريبة أرباح رأس المال للتعامل معها.

ومن أجل جعل المسألة تستحق اجتناب هبوط بنسبة 30 في المئة يتعين عليك أن تدرك أنك سوف تضطر إلى دفع 15 في المئة أو حتى 20 في المئة من الأرباح الناجمة عن عملية البيع على شكل ضرائب، ويضاف إلى ذلك أيضاً ضريبة الدخل على مستوى الولاية وهي تصل إلى 13 في المئة في ولاية كاليفورنيا أو نيويورك على سبيل المثال. وفي الأسواق التي وصلت المعدلات فيها ثلاثة أمثال منذ شهر مارس عام 2009 يجعل ذلك من قضية الضرائب سمة تنطوي على تحديات عالية.

مكاسب الأجل القصير

ثم يتعين عليك التفكير في مكاسب الأجل القصير التي تحتسب على شكل ضريبة دخل عادية، أو ما يصل إلى 39.6 في المئة.

والسؤال هل يتعين عليك المضي في عمليةالبيع؟ ذلك هو نوع النصيحة والمشورة التي أقدمها إلى المتداولين والمستثمرين ولكني أستطيع أن أقترح عليك النظر والتفكير في هذه الأسئلة لأنها سوف تساعدك على تحديد اتجاهك في اتخاذ القرار .

المراجعة السريعة لأدبيات عملية البيع تظهر ندرة النصائح بشأن بيع الأسهم أو الأنواع الأخرى من الموجودات

في معظم فترات التاريخ كان "وول ستريت" يهدف إلى دفع المستثمرين نحو الشراء لتحقيق الأرباح للمستثمر والشركات الناشطة في ذلك السوق

كل تحليل أو كتاب حول دورات السوق يجب أن يشتمل على أقسام تتعلق باحتمال حدوث انهيار ومؤشرات بشأن مواقيت البيع

طائفة قرارات البيع تختلف في الاعتبارات الحسابية المرتبطة بالتداول العالي الوتيرة والذي يفضي بدوره إلى البيع عند أول إشارة إلى حدوث هبوط في السعر

احتمال أن يكون البائع على خطأ عند البيع يشكل مصدر قلق له فقد يبيع أسهمه أو سنداته ثم يكتشف في ما بعد أن أسعار السوق تواصل الارتفاع

عندما لا يمضي السوق كما تريد فمن السهل أن تعيد التخمين وأن تراجع نماذج عملك واستراتيجيتك

سواء كانت المبيعات مجرد أسهم أو سندات فردية أو صندوق استثمار مشترك أو بضائع يظل السؤال حول موعد البيع هو الجانب المحير والصعب

من اليسير تماماً أن تستبعد كل الأسباب الخاطئة التي دفعتك إلى الظن بأنك في مسار الكسب
back to top