زبدة الهرج: أقصروا الشر‎

نشر في 04-11-2017
آخر تحديث 04-11-2017 | 00:03
 حمد الهزاع الردح الإعلامي، وأسلوب الطرح البذيء والتطاول والتراشق بين أبناء الخليج بلغ مبلغه، ووصل إلى مراحل لم تعد السيطرة عليها ممكنة، فقد اختلط الحابل بالنابل، ولم نعد نعرف مَن مع مَن؟ ومن ضد من؟

في المقابل نرى تفرج وصمت المسؤولين وتغاضيهم عن كل نطيحة ومتردية وجدت ضالتها وفرصتها في التسلق على ظهر الأزمة الخليجية للظهور الإعلامي والدخول إلى عالم الشهرة من أضيق الأبواب وأقذرها، والعوم في وحل النفاق والتطبيل ومسح الجوخ ومحاباة أطراف، والتقليل من شأن كيانات والاستهزاء بأحجام دول حتى بات تلاحم وترابط الشعب الخليجي أوهن من بيت العنكبوت، وأصبح الشرخ كبيراً وبات الفرق واضحاً بين بداية الأزمة الخليجية وما نحن عليه الآن، ومن الملاحظ أن تلك الأزمة كشفت الوجه الحقيقي لإعلام "صبيان المنطقة" ولم نتصور أن عقول بعض الإعلاميين مازال يعشش بداخلها تفكير طلبة مرحلة الابتدائية أيام الدراسة، فإذا تخاصم طالبان حاول كل منهما أن يجر باقي الأولاد إلى جانبه، أو يهددهم إذا لم تكونوا معي فأنتم ضدي... يعني بالعامية يا "أقتلك يا أقتلك، مفيش حل وسط"... نعم فلت العيار وأصبح اللعب على المكشوف، ولم يعد هناك حياء أو احترام لكبير أو صغير، وقد سبق أن حذّر غيري وحذرت في أكثر من مقال أن بعض القنوات الإعلامية تشعل الفتنة وتصب الزيت على النار وتبحث في ملفات قديمة، بهدف ضرب خصومها عبر النيل من سمعة أشخاص ليس لهم ناقة ولا جمل بين الفرقاء "واللي يحب النبي يضرب ".

ثم أما بعد:

الضغط على دولة الكويت كبير، وأصبحت بين نارين، نار حل الأزمة بأي ثمن، ونار التمسك بشعرة معاوية للمحافظة على البيت الخليجي من الانهيار، وما خطاب حكيم العرب حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه في دور انعقاد مجلس الأمة ببعيد، فقد حذر سموه من خطورة رياح الأزمة التي تطوي دول الخليج، فهل يعي حكامنا، حفظهم الله، ذلك، ويغلبون لغة العقل ويجلسون إلى طاولة الحوار لإنقاذ شعوبهم من التفكك؟!

back to top