جمعيات الضرر العام

نشر في 08-08-2017
آخر تحديث 08-08-2017 | 00:08
أنا مع الإنسان العربي الذي أذلوه وباعوه وتاجروا بدمائه، أنا مع المواطن الكويتي الذي يشعر بوطنيته مع كل نفس يتنفسه ولا يرضى أن يُعتدى عليه في عقر داره، أنا مع العربي المقهور الذي يموت من المرض والفقر والإهمال وهم يغذون حساباتهم في الخارج دون أدنى إحساس أو رحمة.
 هيفاء أحمد السقاف انتشرت جمعيات النفع العام في الكويت منذ عدة عقود، ومازال الكويتيون يعانون الأمرّين من نفاقها ودسائسها، تسللت إلى التعليم وانتشرت في مرافق الدولة، فصارت الكويت تسير بسرعة نحو الوراء في كل شيء... في نوعية التعليم، في الوعي الوطني، في الثقافة والإعلام، في نوعية أكثر من يدخل مجلس الأمة، في استشراء الفساد وشراء الذمم والشهادات، وحتى في تربية الأطفال في البيوت والتحريض على الآخرين، مما أدى إلى تفكيك المجتمع الواحد الذي لم يكن يعرف كل هذه الكراهية. هناك من يتردد في تحجيمها، ولكن هذا التردد سيقود البلاد نحو الهاوية.

الملتحفون ببشت الدين البريء من المذهبين يريدون السيطرة على زمام الحكم في الكويت، عبر نشرهم النزاع وتنفيذ ما يريده الصهاينة باحتراف فريدٍ من نوعه، وكبيرهم القابع في إحدى الدول الخليجية يتمنى زوال الجيش المصري ليعود إلى أرض الكنانة التي جاء منها، ويبدأ في بيع سيناء وغيرها من الأراضي العربية للصهاينة في مقابل الحكم الإسلامي الذي يعتقد أنه يمثله. من الجهة الأخرى هناك من يتمنون تحقيق أحلام الملالي في بسط النفوذ والسيطرة على الدول المجاورة لهم.

تجارة الأديان تجارة خاسرة، لأنها أبشع أنواع التجارة، والشعوب على بساطتها والتهائها بالحياة اليومية تعرف ذلك جيداً. أنا مع الإنسان العربي الذي أذلوه وباعوه وتاجروا بدمائه، أنا مع المواطن الكويتي الذي يشعر بوطنيته مع كل نفس يتنفسه ولا يرضى أن يُعتدى عليه في عقر داره، أنا مع العربي المقهور الذي يموت من المرض والفقر والإهمال وهم يغذون حساباتهم في الخارج دون أدنى إحساس أو رحمة.

العربي البسيط لا يفرق بين مذهب وآخر، ولكن سماسرة الدين لا تريد له الاستقرار والرخاء والسلام، فتجدهم يوظفون قنواتهم لزرع الفتن ونشر العداء، أنا مع الإنسان العربي المنهك الذي يقع ضحية لسياسات هوجاء لا ترحم حتى صار يلعنهم سراً وعلانية لما فعلوه به من تشريد واضطهاد.

الكويت معروفة بحكمتها ودبلوماسيتها، ولكن إذا بلغ الأمر من الخطر مثل ما بلغ، فإن السكوت يعني الفناء، وهنا نتساءل: هل نريد البقاء أم نستعجل الفناء؟

back to top