السوريون... وجروح تتجدد

نشر في 22-04-2017
آخر تحديث 22-04-2017 | 00:10
 نواف بعيجان جريمة جديدة تُضاف إلى سجل بشار الأسد الإجرامي لينال بذلك درجة الامتياز مع مرتبة السفالة في سفك دماء شعبه بأبشع الوسائل التي ابتكرتها العقول الإجرامية، بشار الذي لا يختلف الشرق والغرب على حيوانيّته لا يندى له جبين ولا يرفّ له جفن عند رؤية أطفال شعبه يختنقون موتاً من الغاز الكيماوي أو يُستخرجون من تحت الأنقاض بعد غارة من البراميل المتفجرة أو يُنتشلون جثثا هامدة من أعماق بحار خاضوها هرباً من الحرب والقمع والظلم، تلك المشاهد التي للأسف أَلفتها أعيننا في وسائل الإعلام جعلت المجازر التي سمعناها من أُناس عايشوها وتلك التي قرأناها في كتب التاريخ ليست سوى مقدمة لكتاب سُطِّرت فصوله من معاناة الشعب السوري.

"ذيل الكلب" على حد وصف الصحافة الروسية لبشار الأسد، أنكر بكل ثقة استخدام غاز السارين في خان شيخون متهماً جبهة النصرة بالتنسيق مع أميركا، يبدو فعلاً أن "ذيل الكلب" لا يتعدل! كيف لدولة تسخر مواردها وخبراتها وتقود تحالفا دوليا ضخما لمحاربة الإرهاب في كل مكان مبيدة بذلك أمما، أن تقوم بالتنسيق مع جماعة إسلامية في سورية من أجل قتل شعب مسلم؟ لنفترض جدلاً أن ادعاء "ذيل الكلب" صحيح إذاً ما هدف الأميركيين من توفير سلاح كيماوي لجماعة إرهابية مثل جبهة النصرة؟ وكيف تضمن أن تستخدم تلك الجماعة السلاح بالطريقة التي تريد خصوصاً أن رد الفعل الأميركي لم يكن أكثر من قصف محدود لبعض الأراضي السورية دون تحقيق نتائج إيجابية استراتيجية مؤثرة في حين أن تكلفة تلك الخطوة باهظة؟

تدارك وليد المعلم غباء وأكاذيب "ذيل الكلب" بقصص أغبى حين قال إن سلاح الجو السوري قصف مخازن للأسلحة الكيماوية تتبع "داعش" و"النصرة"! كيف تسنى لـ"داعش" و"النصرة" الحصول على الأسلحة الكيماوية التي يسيطر عليها النظام سيطرة محكمة؟ لماذا لا تستخدمها تلك الجماعات في حروبها مع الفصائل الأخرى أو في محاربة النظام نفسه؟ ثم كيف تحصل على تلك الأسلحة دون علم استخباراتي سابق للدول المعتبرة كأميركا وروسيا؟ لعل هذه التساؤلات جديرة بأن تكذِّب ما تفوه به وزير خارجية "ذيل الكلب".

وضعت الثورة السورية الضمير العالمي في اختبارٍ فشل فيه بكل المقاييس، ولم يعد لشعارات كحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية أي قيمة تذكر، وسيسجل التاريخ أن "ذيل الكلب" فاق طواغيت العصر قسوة وجرأة لدرجة أن مشاعر نتنياهو وهو رئيس وزراء لدولة استبدت بالشعب الفلسطيني اهتزت عند رؤيته صور الأطفال المختنقين! موقف دول العالم مخجل أمام الشعب السوري، ولابد أن يأتي يوم ليعتذر إلى الشعب السوري كل من كان بيده القرار بإنهاء الألم والمعاناة التي عايشها السوريون كما اعتذرت أميركا للشعب الرواندي وألمانيا عن الجرائم الجماعية التي شنتها في ناميبيا.

back to top