دونكيشوت أو دونكيخوت الكويتي

نشر في 09-03-2017
آخر تحديث 09-03-2017 | 00:12
سوف يبدأ دونكيشوت الكويتي بمحاربة السرقات في وزارة الداخلية، ثم في وزارة الدفاع، ثم الصحة والبلدية، فإذا كان هناك في تلك الوزارات من سرق وتعدى على أموال الشعب والمال العام فنصيحتي له أن يحمل عصاه ويرحل غير مأسوف عليه، فقد بلغ السيل الزبى.
 بدر سلطان العيسى إذا حدث وخرجت صباح يوم هادئ أو مساء يوم جميل، ورأيت رجلاً كويتياً عجوزاً يمتطي حصانا ويضع فوق رأسه خوذة وفوقها عقال مرعز، ويحمل بيده اليمنى رمحاً وبيده اليسرى سيفاً صدئاً، ويركب حصانا عجوزاً لا يكاد يسحب قدميه- الحصان- ولا يقوى على جر أرجله، فاعلم أن الحصان هو حصان عمران.

ولكل من لا يعرف عمران عليه أن يسأل أي رجل من آباء فريج الخميس عن عمران وحصانه، وسيعرف السبب الذي دفع عمران للرأفة بحصانه والكف عن استخدامه في جر العربانة، واقتصر الأمر على أن يقود عمران الحصان ويطلب الرزق له وللحصان من كل من لديه الاستعداد لدفع المقسوم، هذه ليست قصة خيالية، وإنما أمر واقع يعرفه كل من عاش قبل عقود من الزمن.

نعود الآن إلى دونكيشوت إذا حدث ورأيته بالصورة التي ذكرتها لك في هذا الكلام فاعلم أن دونكيشوت الكويتي خرج لمحاربة الفساد في وزارات الدولة بعد أن يئس من تأثير الكلام والكتابة عن ذلك الفساد المستشري في جميع وزارات الدولة بدون استثناء.

دونكيشوت الكويتي لن يحارب طواحين الهواء كما في الرواية الأصلية، إنما سيحارب رؤوس طواحين الفساد وسرقة أموال الشعب في الوزارات وفي الدوائر الحكومية، وهو- أعني دونكيشوت- لن يتردد في استعمال كل وسائل العنف بما فيها استعماله لسيفه ورمحه المكسور.

سوف يبدأ دونكيشوت الكويتي بمحاربة السرقات في وزارة الداخلية، ثم في وزارة الدفاع، ثم الصحة والبلدية، فإذا كان هناك في تلك الوزارات من سرق وتعدى على أموال الشعب والمال العام فنصيحتي له أن يحمل عصاه ويرحل غير مأسوف عليه، فقد بلغ السيل الزبى.

back to top