مبرّة البغلي

نشر في 28-08-2016
آخر تحديث 28-08-2016 | 00:00
 عبدالله خلف من يفعل الخير لا يعدم جوازيه...

إذا توافق شقيقان أو أكثر في عمل، فإن هذا التوافق هو رأس المال الحقيقي ينمو ويربو ويزدهر، وإذا ارتبط بأعمال خيرية اتسعت آفاقه رحمةً وجزاءً من الله تعالي:

مَنْ يفعل الخير لا يعدم جَوازيَهُ لا يَذهبُ العُرفُ بين الله والناسِ

عائلة البغلي من الأسر المعروفة التي كان لها الفضل في إقامة الحرف والصناعات الوطنية: في صناعة خياطة العبي والبشوت وتجارتها محلياً وفي دول الجوار، كما ساهمت أسر وجماعات في إقامة الحرف الأخرى التى اعتمد عليها المجتمع من صناعة السفن والحدادة، والحياكة، والبناء، إضافة إلى تجارة تصدير منتوجات العراق الزراعية، وخاصة التمور.

عرفت أسرة البغلي بمبرّتها والأعمال الخيرية، مع السيدين إبراهيم ومحمد البغلي... هما مثلان في قوة ترابطهما وحرصها على توثيق أواصر عائلتهما الكبرى. عملا على إعادة نسيج الأسر وربطها في وحدة الوطن، بعد أن دبّ الوهن في بعض الأسر، ولم يعد فيها الجدّ أو الجدة عمادا الأسرة، ومنهم من نزع الآباء والأمهات من الأسرة إلى ملاجئ العجزة أو عزلهما في زاويا المنزل.

الأسرة كانت تتجمع حول المائدة مع عميد الأسرة، فانفكت هذه الرابطة حول المائدة الجامعة، فلا ترى أفراد الأسرة محلقين حول المائدة، كما ذكرت ذلك في مقالات ثلاث في هذه الجريدة.

تولد الإحساس الإنساني في أسرة البغلي، لتكريم كل فرد من ذكر وأنثي قد احتضن أمه وأباه... هنا تولدت الحاجة الوطنية لإنشاء الجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل المسنين، وإنشاء مبرة إبراهيم طاهر البغلي للابن البار.

أُسرٌ مقتدرة رمت بآبائها وأمهاتها في دور العجزة الحكومية لتكابد الموت النفسي والجسدي قبل دنو آجالها.

قال الله تعالي: (وقضى ربُّك ألاّ تعبدوا إلاّ إياه وبالوالدين إحساناً). هكذا جعل سبحانه التوحيد الإلهي قرين الإحسان بالوالدين.

وتمضي الآية: (إما يبْلُغَنَّ عندك الكبرَ أحدُهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما).

إبراهيم البغلي سفير السّلام والإنسانية لعام 2016:

منحت المفوضية الدولية لأصدقاء الأمم الأستاذ إبراهيم البغلي جائزة السلام الدولية، ولُقب بسفير السّلام والإنسانية لعام 2016؛ لدوره الإنساني الكبير. وأكدت المفوضية أنها ستنظم حفلة رسمية للإعلان الرسمي عن منحه الجائزة الدولية. وأشاد ممثل المفوضية أنيكا خورنا فيلد، بالأعمال العظيمة التي يقوم بها الأستاذ إبراهيم البغلي لخدمة بلاده ووطنه وأمته والإنسانية جمعاء.

محمد البغلي:

القطب الثاني من أسرة الخير الأستاذ محمد البغلي... تعرض لأمر مؤسف غامض، إذ فُقد في إحدى ضواحي العاصمة الرومانية بوخارست، وهبّ فريق روماني رسمي في البحث عنه مع أهله وذويه، دون أن يعثروا عليه، ومضى على هذه الحادثة عام كامل، إذ نشرت جريدة النهار في الخامس من أغسطس الجاري خبر مرور عام على افتقاده، وخصصت صفحتين لمسيرته الحافلة ولإنجازاته الوطنية، وبقيت حيرة الاختفاء تحيطها هالة من الحزن والألم، مع تعلّق بالأمل والدعاء برحمة الله تعالي.

جمهورية الصين الشعبية، رغم اتساعها وكثرة شعبها بين الأمم وأغلبيتها الوثنية فإنها تتسم بأخلاق إنسانية عالية، حيث تعاقب الدولة كل من يعقّ والديه ولا يزورهما أكثر من أسبوعين... ليت دول الإسلام تنفذ هذه العقوبة بدل اقتتال المسلمين فيما بينهم.

back to top