عبدالله الحبيل... متنوّع المواهب تمثيلاً وتأليفاً وإخراجاً

نشر في 11-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 11-07-2015 | 00:01
• عبدالعزيز السريع طلب منه الانضمام إلى «فرقة مسرح الخليج العربي»
تميز الفنان عبدالله الحبيل بتعدد مواهبه في التمثيل والإخراج والغناء والتأليف والتلحين فضلاً عن الإنتاج في المسرح والتلفزيون.

دشّن مسيرته الفنية في أوائل السبعينيات، تحديداً عام 1971 مع {فرقة مسرح الخليج العربي} في مسرحية {الحجلة} التي أعدها صقر الرشود عن مسرحية {الجرة}، تأليف الكاتب المسرحي الإيطالي لويجي بيرانديللو وإخراج صالح حمدان، بعد ذلك استمرت مشاركاته في مسرح الخليج وشارك في مسرحيات شكلت علامات مضيئة في المسرح الكويتي، من بينها: {حفلة على الخازوق} و}عريس لبنت السلطان}.

لم يقتصر دور الفنان عبدالله الحبيل في {مسرح الخليج العربي} على التمثيل فحسب بل تقلد مناصب إدارية منها:  أمين الصندوق في مجلس الإدارة لمدة عامين، وشارك في رحلات {مسرح الخليج العربي} الفنية خارج الكويت في الأسابيع التي أقامها المجلس الوطني للثقافة للفنون في عواصم عربية، فضلا عن تمثيل الفرقة للحركة المسرحية الكويتية في مهرجانات مسرحية عربية في دمشق وقرطاج والقاهرة.

 خلال مشواره الفني كُرّم في مناسبات عدة ونال جوائز منها جائزة ممثل مسرح في يوم المسرح العربي لعامين.

من أبرز أعماله مع فرقة مسرح الخليج: «الأصدقاء»، «1، 2، 3، 4 بم»، «ضاع الديك»، «شياطين ليلة الجمعة»، «بحمدون المحطة»، «حفلة على الخازوق»، «هدامة»، «مجنون سو سو»، «متاعب صيف»، «عريس لبنت السلطان»، و{تب أم عصفور»، «الحلاق» و{يا معيريس».

حقق الفنان عبدالله الحبيل نجاحاً من خلال مشاركته في مسرحيات مع «فرقة مسرح الخليج العربي»، لا سيما دوره في «حفلة على الخازوق» الذي أكد نجوميته وعلو كعبه  في أداء أصعب الأدوار.

اتجاه إلى الإنتاج

 بعد اكتساب خبرة في العمل مع «فرقة الخليج العربي» اتجه الحبيل إلى إنتاج أعمال مسرحية خاصة، ودراما تلفزيونية.

 أول عمل مسرحي خاص من انتاجه «للامام سر»، بعد ذلك استمر في إنتاج مسرحيات شارك فيها ممثلاً وكاتباً ومخرجاً وملحناً، فأطلق عليه لقب فنان شامل لتعدد ممارساته الفنية في العمل الواحد، فطاف قطاره الفني عبر محطات مختلفة شكل فيها الحبيل النموذج الشمولي ومارس من خلالها الكثير من المغامرة، سواء في الناحية الفنية أو على المستوى الإبداعي للفنان.  

كان يهدف من خلال الانتاج الخاص إلى تجنب الانزلاق في أعمال متواضعة. فوجد الحبيل ضالته في هذه الأعمال واستمر في تقديمها مستعيناً بنجوم من الكويت ومصر لتدعيم صفوف مسرحيته.

 من أبرز هذه الأعمال مسرحية «صادوه» من إخراجه وإنتاجه وبطولته مع مجموعة من الفنانين المصريين من بينهم: كريمه مختار، سعيد صالح وفريد سيف النصر، ومن الكويت: جاسم الصالح، إبراهيم الحربي ومنى عيسى.

تجربة ثرية

 يقول الحبيل  حول {صادوه}: {إنها تظاهرة فنية حقيقية وتجربة جديدة، نحاول أن تستمر لنبدأ عهداً جديداً من التعاون العربي المشترك الذي يثري الحركة المسرحية لدينا ويضيف إليها}، مشيراً إلى أنها تجربة ناجحة فنياً ومادياً بلا شك، {وإن كانت ثمة عراقيل اعترضت هذا النجاح في بدايته، لكن إصراري دفعني إلى التغلب عليها والعمل على تلافيها مستقبلا}.

يتابع: {لعل أهم هذه العقبات ضيق الوقت والفترة المحدودة التي تفصل بين وصول الفنان إلى الكويت وموعد افتتاح العمل، بذلك لا يأخذ الفنان الضيف فرصته الكافية في البروفات وحفظ الدور، وتتفاقم المشكلة إذا كان يؤدي دور البطولة. وهذا ما حدث مع الفنان سعيد صالح عندما تعاقدت معه للعمل في مسرحية «صادوه»، فالفترة التي قضاها في البروفات لم تتجاوز 10 أيام، ولم يأخذ فرصته كاملة في التدريب الجيد وحفظ الدور الذي كان حواره طويلا، خلافاً لزميلتيه الفنانة كريمة مختار والفنانة فريدة سيف النصر. لكنه على أي حال تدارك الموقف بعد أسبوع من بداية العرض وظهر في حجمه الحقيقي».

أعمال متنوعة

استمر الحبيل في تقديم أعماله المسرحية من بينها: «بنشر»، اجتماعية فكاهية تتناول الاوضاع بسخرية، «البمبرة»، «طيوب وشيطون»، «الوحش بوراسين» للأطفال من إخراجه وتأليفه، قدمت على خشبة مسرح سينما الحمراء عام  1988، وأعيد عرضها في 1992/6/19 مع: خالد العبيد، محمد جابر، ماجد سلطان، علي جمعة، فيصل بوغازي وسماح.

من أعماله المسرحية الأخرى: {على قشر موز} عرضت في 12 اكتوبر 1993 على مسرح الدسمة وهي من تأليفه وإخراجه وبطولته مع: الفنانة المصرية لمياء الجداوي، محمد أبو الحسن، طيبة الفرج، ماجد سلطان، منى شداد، بدر الطيار، أحمد الفرج، أحلام حسن وعلي سلطان. حول المسرحية يقول الحبيل: {تعتبر مواجهة كوميدية اجتماعية مع قضايا بارزة يعيشها المجتمع الكويتي}.

يضيف: {بدأت فكرة المسرحية بعد الغزو العراقي الغاشم لكويتنا الحبيبة، فبدأنا نشعر ببروز انماط بشرية كل منها يدّعي البطولة وأنه من أصحاب السبق، ما يعنينا هو الكويت والدعوة للنماذج والانصهار في إناء الكويت العزيزة، كل التضحيات لم يكن هدفها {الانا} بل كانت وستظل دائماً من أجل معشوقة اسمها الكويت}.

 يتابع: من خلال هذه المعالجة المسرحية نتوقف أمام ظواهر برزت وتعمل على اقتراح جملة من الحلول، التي تهدف أولا وأخيراً إلى تجاوز تلك الهوامش لبناء كويت المستقبل}.  

ومن الأعمال المسرحية التي قدمها الحبيل أيضاً: {بالمشمش} التي عرضت عام 1983 مع الفنان الراحل علي المفيدي. {الارهابي} عرضت عام 2002 على مسرح كيفان مع: سمير القلاف، هيا الشعيبي، صالح الحمر، رامي العبدالله، هبة سليمان وفاطمة سالم.

حول {الإرهابي} يقول الحبيل: المسرحية عبارة عن خمس لوحات، تختلف كل لوحة عن الأخرى، وما يربط بينها شخصية {الإرهابي} الذي يبحث عن نماذج مرفوضة في المجتمع ليتاجر بها على أساس أنه مصلح اجتماعي، ويتعدى ذلك فيتدخل في القوانين}.

 يضيف: {تناقش المسرحية فكر الإرهابي المضلل، ونحن نقدم مقولتنا في النهاية وهي أن الإنسان ليس معصوماً من الخطأ، والأخطاء واردة في القوانين، لكن لا بد من أن يعيش الجميع تحت سيادة القانون، ونلفت انتباه الجمهور إلى عدم الاستماع إلى الإرهابي المحرض على القيام بأعمال عنف، فالسيادة للقانون}.

رحلة الفنان عبدالله الحبيل مع الفن لا سيما الإنتاج المسرحي طويلة ومميزة، زخرت بأعمال  ناجحة باقية في ذاكرة الفن،  لحرصه على تقديم كل ما يمس الفرد في المجتمع متناولا أبرز القضايا الاجتماعية.

الشاطر حسن

«الشاطر حسن» (1970) أول  دراما تلفزيونية شارك فيها ممثلاً، من إخراج حمدي فريد،  مع: أحمد مساعد، علي المفيدي، عبدالرحمن العقل، حسين المفيدي، عبدالعزيز المسلم ومجموعة من النجوم،  وهي من الأعمال الجميلة التي  يتذكرها الجمهور.

كان المؤلف رشح الحبيل  لبطولة حلقة واحدة من المسلسل إلا أن المخرج رفض اعطاءه هذه الفرصة، وقال إنه لا يصلح ليكون بطل هذه الحلقة،  فأصر الفنان علي المفيدي على ذلك وطلب من المخرج أن يجربه ومن ثم الحكم على أدائه، فوافق المخرج وبدأ التصوير  وما لبث أن أعجب بأدائه وطلب من المؤلف أن يكون البطل في الحلقات كافة.

بعد هذا التميز شارك الحبيل في مسلسلات عدة من بينها: «جحا»، «صالح تحت التدريب»، «يوميات صايم»،  «رجل سنة 60»، «ليلة عمر»، «بو بلال»، «اضحك والا أبكي»، «قاهر الذل»، «فتى الأحلام» مع أحمد الصالح، اسمهان توفيق وجوهر سالم، «نصيب» لحن مقدمته وشارك في بطولته مع: مريم الصالح، خليل اسماعيل، محمد جابر وزهرة الخرجي، «الدانة» (1979) أول مسلسل من تأليفه، ويشارك في بطولته مع: حياة الفهد، عبدالعزيز النمش وخالد العبيد، «الأبريق المكسور» من إخراج عبدالرحمن الشايجي يقول الجبيل عن المسلسل:

{قال الراحل صقر الرشود للكاتب فارس يواكيم أريدك أن ترسم الشخصيات لـ عبدالله الحبيل وخالد العبيد وعبدالرحمن العقل ومحمد السريع، فبعدما انتهى من الكتابة اكتشف الكاتب أن دوري  لا أهمية  له،  فأصرّ صقر الرشود على أن امثله، وفعلاً كان دوراً ناجحاً، واعتز به كأعمالي الأخرى}.

 افتح يا سمسم

مثل الفنان عبدالله الحبيل دور نعمان في 120 حلقة من مسلسل {افتح يا سمسم} الجزء الأول من إنتاج مؤسسة إنتاج البرامج المشترك لدول مجلس التعاون، وقد اشتهر بتلك الشخصية، كذلك شارك في سهرات درامية من بينها: {مجنون بأثر رجعي}، {غلطة عمري}، {الحرب والخدعة} و{المعدن ذهب}.

من أقواله

• للمسرح الخاص دور ضروري لأنه يخلق نوعاً من التنافس الشريف، ويمنح فرصاً لبناء كوادر فنية جديدة تستطيع ملء الفراغ الموجود في الساحة، وتثري الحركة الفنية المحلية وتدفعها قدماً إلى الأمام.

• المسرح الخاص أو التجاري كما يطلقون على وجوده نعمة وشيء ضروري.

• وجود المسرح الخاص من شأنه أن يخلق نوعاً من التنافس الشريف، وفرصاً لبناء كوارد فنية جديدة تستطيع ملء الفراغ الموجود في الساحة، وتثري الحركة الفنية المحلية وتدفعها قدماً إلى الأمام.

• على الفنان ألا يفكر  بالمكسب المادي فحسب، ولكن إذا كان صادقاً وملتزماً وحريصاً على سمعته  لدى جمهوره فأعتقد انه سيحرص على تقديم ما هو أفضل، ولا خلاف أن يجمع بين الانتاج والتمثيل طالما أن الهدف يكون سامياً.

• من مقومات الفنان احترام نفسه وعمله وزملائه وألا ينظر أبداً إلى نفسه على أنه فنان كبير يدّعي النجومية.

• الفنان، عموماً، يحتاج إلى ثقة كاملة بنفسه، والثقة وحدها لا تكفي بل لا بد من وجود المقدرة، والمقدرة تكشفها التجربة.

الخروج عن النص سلاح ذو حدين، الجانب الأول منه يعتبر إبداعياً وخلق عند الفنان.

ليس من العيب أن يستهدف النشاط المسرحي ربحاً... لكن العيب هو كون هذا الكسب على حساب الفن.

توقف وعودة

توقف الفنان عبدالله الحبيل عن العمل في المسرح سنوات ثم قرر العودة من خلال مسرحية {الفضيحة}، يقول عن هذه التجربة: {بعد انقطاعي عن المسرح لسنوات اردت أن تكون عودتي عبر هذه المسرحية الجريئة والهادفة، وهي اسم على مسمى، إذ تقوم على فضح المستور من معاناة المجتمع الكويتي، وحاولنا أن تتطرق إلى قضايا يعاني منها المواطن العربي، ومتعلقة بأسرته وقوتها اليومي، فضلا عن المشاكل التي يواجهها في حياته اليومية}.

يضيف: «من القضايا الأساسية التي يتم التطرق إليها ارتفاع نسبة الطلاق في الوطن العربي، وما يتفرع منها من مشاكل وانحراف للأبناء، والمشكلة الأخرى هي التفكك الأسري الذي يعم المجتمع العربي، خصوصاً المشاكل غير الظاهرة للجميع».

 برامج المواهب في التمثيل

الفنان عبدالله الحبيل من مواليد الكويت 1949، متزوج وله ستة أبناء، وهو خريج جامعة بيروت العربية- ليسانس آداب قسم التاريخ. عمل في وزارة المواصلات {الجمارك والمواني}، من ثم في وزارة الصحة العامة، وبعدها انتقل إلى وزارة الأشغال، فمراقب نصوص في إذاعة البرنامج الثاني في وزارة الإعلام وتقاعد في بداية التسعينيات.

خرج من رحم برامج المواهب الفنية التي تبحث عن ممثلين جدد وحصل على المركز الأول في إحدى المسابقات (1968) عندما كان يمارس نشاطه في التمثيل، فلفت أنظار الكاتب عبدالعزيز السريع وطلب منه الانضمام إلى {فرقة مسرح الخليج العربي}.

back to top