إبراهيم الصلال: «الليوان» يتضمَّن رسائل مهمة للجيل الحالي (2-2)

نشر في 14-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 14-07-2015 | 00:01
• أرسل إلى فاتن حمامة يطلب منها مشاركتها أحد أفلامها
قدّم الفنان إبراهيم الصلال شخصيات متنوعة في التلفزيون والمسرح والإذاعة رسخت في أذهان الجمهور،  مشكلةً علامات مضيئة في مشواره الفني.

 نسلط الضوء في الحلقة الثانية والأخيرة على أبرز مشاركاته السينمائية، وعلى حكايته مع الفنانة المصرية فاتن حمامة، فضلاً عن خوضه تجربة الترشح لمجلس الأمة الكويتي.

ينهل الفنان إبراهيم الصلال في أحدث أعماله الفنية مسلسل «الليوان» من عبر التراث المحلي، آملاً أن يعي الجيل الجديد أهمية هذه الاعمال المتضمنة رسائل مهمة تنحاز إلى الوحدة الوطنية وتنبذ التعصب، مشدداً على ضرورة عدم إغفال أي حادثة جرت في التاريخ القديم تزخر بعظة تستفيد منها الأجيال الحالية.

 جسَّد الصلال خلال هذا المسلسل التراثي شخصية «بوسلطان»، الرجل البخيل على أسرته رغم امتلاكه محلاً في السوق. حتى إنه  يجمع الأكل الذي يوزع في السوق ويجلبه لأسرته.وتحدث مفارقات كثيرة ضمن سياق الأحداث.

يعود الصلال من خلال هذا العمل إلى الدراما التلفزيونية بعد فترة انقطاع. يقول عن هذه المشاركة: «عمل يستحق عودتي إلى الشاشة الصغيرة بعد طول غياب، لما يحمله من تفاصيل مهمة في حياة أهل الكويت، إضافة إلى كثير من المضامين والمفردات التراثية التي يجب أن يتعرَّف إليها المشاهد الكويتي، ليطلع على الحال في الكويت في مرحلة ما قبل ظهور البترول}––.

يذكر أن مسلسل «الليوان» من تأليف عامرة الحزمي، وإخراج أحمد دعيبس، ومن بطولة الفنانين: إبراهيم الصلال، وعبدالعزيز المسلم، وعبد الإمام عبدالله، ولطيفة المجرن، ومي عبدالله، وشهاب جوهر، وشوق الكويتية، وغدير صفر، ومحمد الشعيبي، وفرح، وريما الفضالة... وغيرهم.

يعتبر الفنان ابراهيم الصلال أحد النجوم القلائل الذين خاضوا تجربة التمثيل في السينما في وقت مبكر. كذلك شارك في بعض الأعمال العالمية، وله علاقة متميزة مع عدد من الفنانين العرب، إذ شارك في الفيلم الروائي الكويتي «الصمت» للمنتج أحمد العامر وهي أول تجربة له في مجال السينما، وهو من تأليف وسيناريو وحوار عبدالرحمن الضويحي، وإخراج هاشم محمد.

شارك أيضاً في الفيلم العالمي «عبدالناصر»، سيناريو وحوار إيهاب امام وإخراج المخرج السوري الأصل البريطاني الجنسية أنور القوادري. جسد الصلال في الفيلم شخصية أمير الكويت الراحل صباح السالم الصباح، وشارك معه كل من خالد الصاوي، وعبلة كامل، وممدوح عبدالعليم، وجميل راتب، وحسن حسني، وبثنية رشوان، وروحي الصفدي، ووليد قوتلي، وتوفيق قوتلي.

فاتن حمامة

عرف الفنان إبراهيم الصلال بجرأته وشجاعته، فلم يمنعه الخجل من التعبير عن مشاعره وأحاسيسه. في هذا الإطار، كان الصلال من عشاق الفنانة فاتن حمامة، ولأنه يقدِّر الفن والجمال وكان يظن في نفسه أنه يصلح لمشاركة سيدة الشاشة العربية أحد أفلامها، قرر مخاطبتها عبر رسالة مفادها أنه يطلب منها المشاركة في فيلم هي بطلته وكان عمره آنذاك 16 عاماً، والطريف أنه عند حضورها إلى الكويت ذكرها برسالته السابقة. ومن الأعمال العربية التي شارك في بطولتها مسلسل {جمال الدين الأفغاني} مع كل من محمود ياسين، وأشرف عبدالغفور، وتوفيق الدقن، ومحمد السبع، ومن إخراج محمد السبع.

عمل مع المخرج ذاته في مسلسل {أواخر الأيام} مع كل من أحمد مظهر وأمينة رزق ويوسف شعبان. وثمة أعمال ناجحة أخرى شارك فيها الصلال منها {احلى الأيام} و{الحصاد المر} و{عائلة بو رويشد{ و{الوفاء} و{الناس بيزات} و{بين الحقيقة والخيال} وعد واغلط} و{عائلة خاصة جداً} و{شمس القوايل} و{دنيا الدنانير}.

بساط الفقر

شارك الصلال في الأوبريت الغنائي الكوميدي {بساط الفقر} مع الفنانين عبد الحسين عبدالرضا وسعاد عبد الله ومحمد جابر، وهو من تأليف فائق عبد الجليل، ألحان سعد البنا، وإخراج فيصل الضاحي.

 والأوبريت يحكي قصة ثلاثة أشخاص يتقدمون لخطبة فتاة، ينتمون إلى طبقات اجتماعية مختلفة، لكن الفتاة تفضل الزواج من الفقير ولا يملك سوى بساط الفقر، فيسافرون إلى العراق ومصر ومضارب بني عبس وإلى لبنان والهند، وهناك في الهند يسرق البساط، فلا يتمكن الأبطال من العودة إلى بلادهم.

ويؤكد الصلال خلال تصريحاته عبر وسائل الإعلام أن ثمة حباً جارفاً كان يدفعه مع زملائه إلى العمل في المسرح باحثين عن إيصال رسالة فنية عبر خطاب ساخر يتناول واقع الحياة، ولم يكترث يوماً بالأجر المادي بل أراد مواصلة المشوار تابعاً نداء الفن.

أعمال خليجية

شارك الفنان إبراهيم الصلال في أعمال خليجية متنوعة ومن أحدثها مسلسل {اليحموم} للكاتب البحريني عيسى الحمر، ومن إخراج مواطنه مصطفى رشيد وإنتاج الفنان الإماراتي أحمد الجسمي، وبطولة كل من الجسمي، وهدى الخطيب، وصلاح الملا، وحبيب غلوم، ومرعي الحليان، وزينة كرم، وآلاء شاكر. وتدور أحداثه حول رجل أعمال يتعثر نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية فيعلن إفلاسه، ويطالبه أبناء عمه برد أموالهم التي أقرضوه إياها ليستثمرها، ويتعرض لحادث يفقده الذاكرة.

وجسد الصلال شخصية كبير العائلة الجد، وهو دور مركب ومتنوع فيه مسحة كوميدية وتراجيدية في الوقت نفسه.

وعن تجسيده شخصية الجد أو المسن، أكَّد الصلال أنه دأب على أداء هذا الدور منذ خمسة عقود، ولم يشعر قط أنه محصور في تقديم تلك الشخصية، فالمنتجون والمؤلفون  كلهم يسندون إليه هذا الدور لقناعتهم بخبرته وتمكنه من أدائه بتميز إضافة إلى تنوعه فيه، مضيفاً أنه من الشخصيات المحببة إلى نفسه.

يحرص الفنان إبرهيم الصلال على المشاركة ضمن المناسبات الوطنية والفعاليات التربوية، ويقول ضمن هذا السياق عن مشاركته في أوبريت «فريج الخير»: {شعرت بالفخر لانضمامي إلى زملائي في الأوبريت الوطني  الذي يدعو إلى التماسك بين أبناء الشعب}، داعياً الله عز وجل ان يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.

يشار إلى أن أوبريت «فريج الخير» من كلمات عبداللطيف البناي وألحان أنور عبدالله، وتمثيل ابراهيم الصلال ومحمد المنيع وجاسم النبهان ومحمد حسن، وغناء حسين جاسم وعبدالكريم عبدالقادر وفطومة وطارق سليمان والطفل زايد الزايد، وإخراج عبدالله عبدالرسول.

انتخابات مجلس الأمة

رشَّح الفنان ابراهيم الصلال نفسه في انتخابات مجلس الأمة عام 1999 في الدائرة السادسة عشر (الرابية)، وقد وجه كلمته إلى ناخبيه بقوله: {الشعب الذي استطاع الصمود في وجه الغزاة بكل فئاته وشرائحه لديه القدرة على تأدية صوته بأمانة. وأرجو من أخواني الابتعاد عن ظاهرة بيع الذمم لأن الكويت بحاجة إلى وقفاتهم الصادقة، ونحن بحاجة إلى أن نختار الأنسب ليمثلنا في مجلس الأمة. كذلك  أرجو من أبناء دائرتي التقييم والتفكير بجدية بتلك الأمانة التي يحملها ويعطيها لمن يستحقها لخدمتهم. والله الموفق}.

أيام الاحتلال

تحمَّل الصلال مسؤولية شؤون الكويتيين كمدير للشؤون المالية والأمنية والنسائية والقضائية بمدينة حائل في شمال المملكة العربية السعودية، أثناء محنة الاحتلال العراقي لدولة الكويت عام 1990، طوال سبعة أشهر بتكليف من الحكومة الكويتية آنذاك.

التكريم

كرم في مهرجان يوم المسرح العربي لتكريم الفنان المسرحي الذي أقامته فرقة المسرح العرفي في 21 فبرايبر 1977 بمناسبة الاحتفالات بالعيد الوطني للسادس عشر بدرع (نجم مسرح أول)، وكرم في عام 1995 في مهرجان المسرح الخليج للفرق الأهلية في دورته الخامسة بالكويت، وكرمته فرقة المسرح الشعبي عام 1996 بمناسبة مرور أربعين عاماً على تأسيس الفرقة، وفي مهرجان الفرق المسرحية الأهلية بدولة مجلس التعاون الخليجي في الدورة العاشرة بدولة الكويت عام 2009 كرمته اللجنة الدائمة للمهرجان.

 حكايته مع لندن

ذهب الفنان إبراهيم الصلال إلى لندن للدراسة سنة 1965-1966 من أجل أن يطور نفسه، وقد ساعد على ذلك أنه كان يجيد اللغة الإنكليزية إلى حد كبير. درس لمدة عام ونصف العام. وتجوَّل خلال وجوده هناك في أنحاء بريطانيا واسكتلندا، غلاسكو، ادنبره، ايردين، ليفربول، ساوثهمبتون، ايست بورن... وخلال وجود في لندن زار سفير الكويت آنذاك الشيخ سالم صباح السالم الصباح الذي سهل مهمة زيارته المسارح البريطانية، حيث ذهب إلى مسرح اولدغيت وبعدها زار (BBC) والتلفزيون والإذاعة العربية، قد أجريت له عدة لقاءات إذاعية وصحفية هناك. كذلك تحسنت لغته الإنكليزية. وزار إنكلترا لعلاج عينيه قرابة 14 مرة، وكل مرة كان يقيم هناك بين 4 أو 5 أشهر وقد ساعده ذلك بتقوية لغته الإنكليزية. كذلك كان يقرأ قصص الأطفال بالإنكليزية وعناوين الصحف ويسمع نشرات الأخبار الأجنبية،  ناهيك بأنه سكن مع عائلات بريطانية.

من أقواله

• شهد جمهور المسرح نقلة نوعية راهناً لذلك ليس من السهل استقطابه لأنه لا يحضر إلا للأعمال المتميزة، ويرفض الإسفاف على الخشبة وهو ناقد فني من الطراز الأول.

• افتقدنا روح التعاون الصادق بين العاملين في الوسط الفني، وما زاد الطين بلة، عدم الانصاف في الحقوق المادية، خصوصاً من بعض المنتجين الذين يحاولون التوفير من التكلفة الإنتاجية على حساب النص والعمل.

• المنتج الحقيقي هو الذي يبحث عن النجاح قبل المادة وهذه الأمور لم تكن موجودة في السابق.

 بل كانت الروح الجماعية هي السائدة في العمل من دون النظر إلى التكاليف المادية.

• المهم العمل الجيد لذلك جاءت اعمالنا السابقة مميزة جداً مقارنة باعمالنا الحالية، إلا ما ندر.

• تكثيف الدراما الكويتية ينتج المجال للتنافس الشريف من أجل تقديم أفضل الأعمال والوصول إلى المستوى الذي نطمح إليه، وهذه الكثافة تعطي الفرصة للمشاهد للتقييم واختيار الأفضل منها.

• على الجيل المقبل أن يحافظ على تراثه العريق، وأن يثبت أن الفن الخليجي هو جزء لا يتجزأ من الفن العربي الكبير.

• الشهرة تحتم عليك أن تضع تنازلات كثيرة من أجل إسعاد الناس، إذ يجب أن تكون مبتسماً في جميع الأحيان وتحترم الصغير والكبير لأنهما جمهورك الحقيقي، فتعطيه حقه بغض النظر عما تعانيه نفسياً.

• تدهور الفن راهناً يقع على عاتق الفنانين أنفسهم أو القطاع الخاص لأن القطاع العام عاجز  على أن يساير القطاع الخاص

• العمل الجيد هو الذي يحرك الأقلام لتكتب.

• النقد البناء يسعدني. أعني هنا بالنقد البناء ذلك النقد الذي يبتعد عن المصلحة وعن الجهل. لذلك فأنني في أغلب الأحيان أتخذ موقفاً محايداً حيال أي نقد لإحساس أنني أحياناً آخذ أكثر مما أستحق، وأحياناً أقل مما يجب أن ينالني من تقدير.

• لا أنسى دور التلفزيون في دعم وتفجير إمكاناتي من خلال الأعمال الدرامية التي شاركت فيها، ومن المخرجين الذين ساهموا معي في هذا المجال حمدي فريد، ويوسف مرزوق، ونزار شرابي، وصلاح العوري وجميعهم تعاملت معهم واستفدت منهم.

• هناك فنانين وفنانات من الجيل الجديد جسدوا أدواراً فاقت قدراتهم الفنية.

• اتخذت مبدأ قراءة النص منذ فترة طويلة، قبل قبول أو رفض العمل الدرامي التلفزيوني المعروض علي، فإذا كان النص قوياً فسيقبله على الفور، بينما سيعتذر عن العمل الضعيف.

back to top