الإماراتية آمنة الحمادي: الكاريكاتير يحتاج إلى الجرأة

نشر في 04-08-2015
آخر تحديث 04-08-2015 | 00:01
No Image Caption
اقتحمت الفنانة الإماراتية آمنة الحمادي عالم الكاريكاتير الذي ظلَّ قاصراً لفترة مضت على الرجال، واستطاعت أن تثبت نفسها في حقل فني ربما بقي لعقود طويلة لا يعترف بإبداع المرأة فيه. وحققت الحمادي نجاحاً لافتاً، حاصدةً الكثير من التكريمات والجوائز لتثبت أن الإبداع لا يفرق بين المرأة والرجل، ولكن الموهبة هي الفيصل.
شاركت أخيراً في ملتقى القاهرة الدولي الثاني للكاريكاتير، فماذا تمثل لك هذه المشاركة على مدار دورتين؟

مثَّل الملتقى حلماً كبيراً لكل رسامي الكاريكاتير، وأرى أنه ولد عملاقاً، فقد شارك فيه 250 فناناً. أما الدورة الثانية فتميزت بالنجاح نتيجة زيادة عدد المشاركين وأعمالهم، إضافة إلى وجود فنانين أصحاب قيمة فنية كبيرة من أمثال بهجوري. وأتوجه بالشكر إلى الجمعية المصرية للكاريكاتير على المبادرة في احتضان الملتقى الدولي، وعلى إهداء الملتقى لروح الفنانين طوغان ومصطفى حسين رحمهما الله.

هل ترين اختيار تيمة {الصحة} كان موفقاً لهذه الدورة؟

بالطبع، اختيار موفق جداً، فالصحة أحد الجوانب المهمة للإنسان وللدول وتطورها، فالعقل السليم في الجسم السليم، لذا رأينا مشاركات جميلة جداً ومعبرة ولافتة للاهتمام في محاربة كل ما يؤذي الإنسان والحث على الاهتمام بالصحة. ودولة الإمارات العربية المتحدة إحدى أوائل الدول التي اهتمت بصحة مجتمعها. ومن الجميل أن تهتم الثقافة بهذا الموضوع ونشر الوعي لمفهوم أن الاهتمام بالصحة يؤدي من دون شك إلى تطور المجتمعات.

حصلت أخيراً على جائزة تريم عمران- فئة الكاريكاتير الصحافي. ماذا عن هذه الجائزة؟

تأسست مؤسسة تريم عمران للأعمال الثقافية والإنسانية عام 2003 بمرسوم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتولى الدكتور خالد عبدالله عمران تريم، رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، رئاسة مجلس أمناء المؤسسة، وتهدف الجائزة إلى تشجيع العمل المبدع وإذكاء روح التنافس بين الطاقات الصحافية في دولة الإمارات لتقديم أفضل نتاجها وتطوير القدرات الصحافية للأجيال الشابة والكشف عن المواهب واستثمارها. أشعر بفخر شديد لاستلامي جائزة بهذا السمو.

 لماذا اتجهت إلى فن الكاريكاتير؟

رأيت أن فنانات الكاريكاتير قليلات ربما بسبب حاجة هذا الفن إلى أسلوب معين في الطرح وجرأة في الأفكار والنقد الساخر، وقد يكون أيضاً بسبب الخشية من الردود العنيفة والهجوم القاسي على الرسامين من خلال من يخالف المطروح ويعترض على ما نقدمه. أما الآن، فإن ارتفاع الوعي في المجتمعات ساهم بدخول المرأة هذا المجال، لا سيما أنها تمكنت من أدواتها، ولم يعد هذا الفن قاصراً على الرجل. وفي دولة الإمارات دخلت المرأة شتى ميادين العمل بفضل نهج {زايد}، لذا نجد لدينا السفيرة والوزيرة والقاضية والطيارة المدنية والحربية... إلخ. وربما هذا ما دفعني للدخول إلى هذا المجال من دون أي صعوبة، ومن منطلق حسي الوطني والإنساني ورؤيتي معاناة الجميع من الثورات في الوطن العربي شاركت برسومات لتوضيح وجهة نظري، وأحيي ذكرى بعض شهدائها حيث قدمت بوتريه للحسيني أبو ضيف عند اغتياله.

لا يوجد فرق بين المرأة والرجل، فالكاريكاتير فن يعتمد على جودة الفكرة والرسمة.

ماذا عن بداية علاقتك بالكاريكاتير؟

أنا رسامة كارتون للأطفال. تعاملي مع الكاريكاتير يعود إلى سنوات، عندما كنت أرسم الكارتون وأنا طفلة. لم أكن أقدمه بشكل جمالي، بل كانت لي عين ناقدة، تلتقط الأمور السلبية، ثم أعبر عنها بوجهة نظر كاريكاتيرية، وقد اتضح هذا بشكل صريح في الجامعة، في أول معرض لي حيث انتقدت القضايا السلبية في الجامعة، فعلت ضحكة المسؤولين تجاهها وتقبلوها بشكل ممتاز. من هنا شعرت بعشقي لهذا المجال، وشعرت بنفسي وبضرورة التعبير من خلال ريشتي وألواني.

لكن ما مقومات رسام الكاريكاتير الناجح؟

لا بد من أن يكون رسام الكاريكاتير مثقفاً ومطلعاً على معظم المجالات، وأن يملك الخيال والقدرة على ترجمة كل قضايا المجتمع بأسلوب ناقد، وأن يتمتع بوعي حقيقي.

من أين تستمدين أفكارك؟

أعتبر نفسي نصيرة النساء، ومن هنا أهتم بالمشكلات الاجتماعية وأساهم فيها. كذلك أستمد أفكاري من خلال البيئة المحيطة التي أعيش على أرضها، ومن الناس وهمومهم، أو من مشكلة أقتنع بها أو قضية تستفزني لرسمها.

ترسمين في مجلات للأطفال، ما  الصفات التي ينبغي أن تتوافر لدى رسام الأطفال؟

الخيال، كذلك لا بد من التبسيط في الخطوط بطريقة يحبها الطفل، بالإضافة إلى الألوان التي تؤدي دوراً كبيراً في عالم الطفولة.

 باللون يمكن لنا أن نجتذب الطفل قبل قراءته الموضوع. على الرسام أن يقترب من عالم الأطفال ويعرف ما يحبونه، ويترجم ذلك من خلال الخطوط والألوان الزاهية.

لكن كيف ترصدين إقبال الأطفال على رسوماتك؟

أرى ذلك بعيونهم عندما أراهم برحلاتهم المدرسية، ينادونني بـ {أمونة}، الشخصية التي يحبونها، ونلاحظ أن الطفل لا يعرف المجاملة، ومخاطبة الطفل صعبة جداً لها أسلوب خاص، كلما ألمس حبهم أشعر بأني نجحت وأشعر بسعادة كبيرة تحفزني للمزيد من العطاء .

تقدَّم المشهد التشكيلي في الإمارات وتعددت المزادات والفاعليات. ما السبب؟

لأن الفن عنوان الحضارة، لذا لدينا اهتمام به في دولة الإمارات، خصوصاً في أبوظبي وإمارة دبي والشارقة، حيث ترصد الجوائز لتشجيع الفن، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي توفره قيادتنا وتشجيعها المواهب وتطويرها، مثل هذه الأمور لا بد من أن تثري الفن لدينا، إضافة إلى وجود مواهب ممتازة.

دخل الكاريكاتير في منافسة مع مجال الغرافيك بمواقع التواصل الاجتماعي، فهل يلقي ذلك مسؤولية كبيرة على رسام الكاريكاتير لتطوير أدواته؟

فن الكاريكاتير تنفيس عن حالة معينة، والمنافسة مهمة كي تدفع الفنان إلى تطوير منتجاته وأعماله وإبداعه.

back to top