لماذا نحتفل بعنف؟!

نشر في 27-02-2016
آخر تحديث 27-02-2016 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي في مثل هذه الأيام من كل عام تتجدد الاحتفالات بأعيادنا الوطنية، ولكن الملاحظ في الأمر هو طريقة التعبير عن احتفالاتنا بذكرى اليوم الوطني ويوم التحرير، إذ يغلب عليها أسلوب العنف بطرق لا تتناسب مطلقاً مع فرحتنا بهاتين المناسبتين العظيمتين.

في السابق كان كثير منا، وخصوصاً الأطفال، يعبرون عن فرحتهم برش الرغوة (الفوم) على السيارات وعلى الأشخاص أيضاً معتبرين أن في ذلك نوعاً من الفرح والسرور، وقد تضرر كثير من المواطنين والمقيمين بهذه الرغوة، واضطر بعضهم ممن طالت الرغوة وجوههم إلى مراجعة المستشفيات والمراكز الصحية للعلاج من أضرار الرغوة التي وصلت إلى عيونهم وأثرت عليها بشكل مباشر.

وقد قامت وزارة الداخلية مشكورة بمنع استخدام الرغوة في الاحتفالات الوطنية، وصادرت جميع العلب من الأسواق والمحلات التجارية، ولكن بالرغم من هذا المنع فإن بعضاً من المحتفلين بالأعياد الوطنية ابتكروا طريقة أخرى للتعبير عن فرحهم، وهي طريقة عنيفة أيضاً ومضرة للأشخاص، وهي استخدام رشاشات المياه ورش "الرايح والجاي" بالمياه، وكلما أغرقوا الأشخاص بالماء أكثر كان ذلك تعبيراً أكبر لفرحتهم حسب طريقتهم، ولما بدأ الناس يتأذون ويشتكون من هذه الطريقة المزعجة قامت أيضاً وزارة الداخلية بمنع استخدام رشاشات الماء في الاحتفالات الوطنية، ولكن ذلك الأمر دفع البعض إلى ابتكار أسلوب آخر للاحتفال وهو استخدام البالونات المملوءة بالماء وقذفها على الأشخاص والسيارات بأسلوب يغلب عليه العنف والضرر للأشخاص والممتلكات.

ولهذا فإنني أتساءل: لماذا نحتفل بعنف بذكرى اليوم الوطني ويوم التحرير؟! وهل اتباع الأساليب السالفة الذكر هو حقاً ما يجب أن نفعله تجاه الوطن في ذكرى أعيادنا الوطنية؟! إن التعبير عن فرحتنا بالأعياد الوطنية لا يكون أبداً باستخدام طرق العنف والاعتداء على الأشخاص وإتلاف السيارات، ولا يكون أيضاً بإغلاق الشوارع الحيوية بحجة الاحتفال، لأن في ذلك تأخيراً لمصالح الناس ممن يضطرون إلى استخدام هذه الطرق في أوقات الاحتفالات.

الاحتفال الحقيقي بأعيادنا الوطنية هو بالمحافظة على الوطن والعمل الجاد له والدعاء له بالأمن والأمان والاستقرار.

back to top