أحلام ضائعة

نشر في 07-02-2014
آخر تحديث 07-02-2014 | 00:01
 صابر ملوكة أحلام ضائعة

هو شاب لا يختلف عن غيره

من ملايين الشباب الحالم

انخرط في حرب بدأت

ولا أحد يعلم متى تنتهي

هي حرب تكرر في أكثر من وطن

ما بين البارود والموت تنوعت ذكرياته

استيقظ ذات يوم على حلم الربيع العربي

تمنى بإخلاص التحرر من حمل ثقيل

ورثه عن آبائه وأجداده

كل ما يذكره هو صور أحبائه

وهم يموتون بين يديه

عدا ذلك

هو السراب يسكن روحه

أحلامه تقلصت منذ أن حمل السلاح

عالمه القديم ذهب إلى غير رجعة

وعندما ينظر إلى الوراء

يشعر كأن قرون طويلة مضت منذ دخوله هذا العالم

لوهلة نسي لماذا يشارك في هذه الحرب

عقله مشوش وكيانه محاط بالضباب

وكلما صار وحيداً

شرد في الوجود وما فيه

يشعر أن ما عاشه قبلا كان مجرد أوهام

عالم غير موجود

لا عالم خارج الحرب

الحرب هي الهدف والطريق

لا يعلم على وجه الدقة

من يحارب أو لماذا الصراع

الحرب الآن تعني

أن تحاول فقط البقاء على قيد الحياه

الساحة أصبحت خالية

من كل من لا يحمل السلاح

وبعض القطط التي تنازع من أجل البقاء

الوطن الذي أراده حراً

أصبح مجرد ركام

أحلامه أصبحت أصغر من وطن

مع الوقت أصبحت له قطته المفضلة

لونها أبيض مع شيء من سواد

تمر كل يوم به

يشاركها طعامه القليل

ويداعب رقبتها قبل أن ترحل إلى مجهولها

يشعر أن مصيرهما مشترك

الحرب قد فرضت على كليهما

يشرد بذهنه ويطلق ناظريه إلى السماء

السماء تعطي بعداً مختلفاً للمشهد

تبدو صافية زرقاء متدفقة كروحه التائهة

طلقات الرصاص تعيده إلى الواقع الذي فقد واقعيته

وحدها الشمس متألقة في كبد السماء

استلقى بجسده الأسمر على بقايا حائط

ألقى بندقيته على الأرض

اشتاق إلى دفء العائلة وصخب الحياة في مدينته

لم يعد يحتمل كل هذا العبث

رأى قطته ترنو نحوه

ربت على رأسها الصغير

نظرت إليه نظرة طويلة ثم مضت في طريقها

ولم تعد مرة أخرى

back to top