لن نعيد البداية

نشر في 08-03-2014
آخر تحديث 08-03-2014 | 00:01
 د. نادية القناعي أسوأ شعور يتملكنا هو أن نعتقد أن اختيارنا خاطئ، أو أن الاختيار الآخر الذي لم نختره هو الأجدى، ففي هذه الوهلة تبدأ تواشيح الندم المتسمة بالضجر والمصاحبة لكلمة لو، ويبدأ سرد مثالب ما اخترناه ومفاضلته باختيار آخر، وكأن ذلك الاختيار هو السعادة الأبدية.

فكم منا اختار تخصصاً في دراسته، وهو يتحسر الآن على شيء مر عليه أشهر أو سنوات!

وكم من رجل أو امرأة يندبان حظهما على اختيارهما لشريك الحياة، ولهما الآن ربما أحفاد!

أصبح التبرم من أمر قد عفا عليه الدهر عادة سيئة نتبناها في حياتنا، فنضرب كفاً بكف ونتحوقل فقط لأننا نزعم أن ما انتقيناه هو الأسوأ، وأنا أجزم أنه لو حصلت معجزة خارقة وعاد الأمس لاخترنا ما اخترناه.

محمود درويش يقول في ورد السياج "إذا كان لي أن أعيد البداية، أختار ما اخترت".

ونحن لو عادت بنا البداية أيضاً فسنختار ما نحن عليه الآن، فلماذا هذا الشقاء في ندب الحظ الذي لا جدوى منه؟

لنفرض جدلاً أنه لو عاد بك الزمن ليقع اختيارك على أمر آخر، فهل تجزم أنك لن تتبرم أيضاً من اختياره؟

back to top