د. أحمد راغب: السوائل تجنّبكم متاعب الكلى

نشر في 10-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 10-07-2013 | 00:01
يتعرض الصائم لفقدان السوائل خلال ساعات النهار، ويؤثر ذلك على وظائف الكلى سواء للمرضى أو الأصحاء. يقدم استشاري أمراض الذكورة والصحة الإنجابية الدكتور أحمد راغب وصفات طبية مثالية للوقاية من المضاعفات، وحماية مرضى الحصوات والمسالك البولية من الشعور بالإجهاد والعطش، ويتطرق إلى أحدث وسائل العلاج في هذا التخصص من دون تدخل جراحي.
ما هي أعراض الإصابة بحصوات الكلى؟

يمكن أن يصاب الإنسان السليم بحصوات الكلى، ومن أبرز أعراضها المغص الكلوي المعروف، وغالباً يكون في صورة انقباضات مؤلمة متقطعة في منطقة الكلى في الظهر، وقد يمتد الألم إلى منطقة العانة أو الفخذ مع تغيير لون البول إلى الداكن أو البني وأحياناً يُصاحب الألم الشديد الإحساس بالميل إلى القيء، وتتراوح أعراض التهابات المسالك البولية بين الألم بالكلى مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، والرعشة في حالات الالتهاب الكلوي الحاد، إلى مجرد الشعور بحرقة أثناء التبول وزيادة معدلات التبول في حالات التهاب المثانة.

كيف يمكن تشخيص تلك الحالات وعلاجها؟

يتم التشخيص بالاستعلام الدقيق عن التاريخ المرضي والفحص الطبي الشامل، ويؤكده استشاري جراحة المسالك بالفحوصات اللازمة سواء من التحاليل أو الإشاعات حسب اللزوم، وعادة يستهدف الطبيب علاج معظم هذه الحالات عن طريق الإرشادات والعلاج الدوائي فحسب كخط أول من دون اللجوء إلى التدخل الجراحي الذي يعتبر آخر مرحلة عندما يعجز العلاج التحفظي في حالات الحصوات الكبيرة أو المسببة للمضاعفات أو وجود عيوب خلقية في المسالك.

هل يرتبط نوع الغذاء بالإصابة بالحصوات؟

حصوات الأوكزالايت واليورايت من أشهر الحصوات المرتبطة بنوع الغذاء، لا سيما التي تحتوي على أملاح الأوكزالاليت المسببة لنسبة %85 من حصوات المسالك مثل السبانخ والشاي والقهوة والياميش والشوكولا وبعض الخضراوات والفواكه مثل المانغا والفراولة. أما أملاح اليورايت فهي حاصل التمثيل الغذائي لكل ما هو بروتين مثل البيض والفول والطيور واللحوم والأسماك.

كيف يعوض الصائم ما يفقده من سوائل خلال ساعات النهار؟

أنصح دائماً الأصحاء والمرضى من الصائمين بالإكثار من تناول السوائل بعد الإفطار وقبل الإمساك مباشرة، خصوصاً المياه التي تضمن الغسيل الطبيعي المستمر للمسالك البولية، وتمنع ترسب الأملاح في صورة حصوات أو تراكم وتكاثر الميكروبات المسببة للالتهابات، وضرورة تناول ما ينتج منه خروج ليترين بول من الجسم يومياً على الأقل مع مراعاة الزيادة إلى ثلاثة ليترات لمرضى الحصوات.

ما هي الأطباق الممنوعة على مرضى المسالك في شهر رمضان؟

يجب على مرضى المسالك الاعتدال وليس الامتناع عن المأكولات المعروفة باحتوائها على نسب أملاح عالية، ويفضل الإقلال من ملح الطعام في الغداء والمشروبات الغازية عموماً. وثبت علمياً أيضاً أن تناول كوب (200 سم) من عصير الليمون يومياً له دور فاعل في تعطيل عملية ترسب أملاح حصوات الكلى، ومن ثم تكوين الحصوات. كذلك يمكن الاعتماد على بعض الفوارات لمنع ترسب الأملاح في البول، ولكن بعد استشارة الطبيب.

هل ثمة وصفة طبية لمرضى الحصوات للصوم من دون مضاعفات؟

يمكن لمرضى الحصوات الصوم من دون متاعب، والحفاظ على مستوى السوائل في الجسم، والمطلوب تناول ثلاثة ليترات سوائل يومياً، يكون أكثرها من الماء خلال فترة الإفطار ويمكن تقسيمها على النحو التالي: كوب مياه (200 سم) بدرجة حرارة الغرفة عند بداية الإفطار وهذا يجهز المعدة لاستقبال الطعام كما يحد من الشهية، وكوب حساء دافئ (200 سم)، وتناول مشروب (200 سم) كل ساعة، من الإفطار إلى السحور، ويفضل عصير الليمون مع الإقلال من الشاي والقهوة والعصائر، خصوصاً المعلبة والامتناع عن المشروبات الغازية لما تحتوي عليه من أحماض تساعد على ترسب الأملاح بالبول وتكوين الحصوات، وأيضاً تكرار شرب كوب مياه عند السحور.

ما هي فوائد تلك المقادير؟

عندما يدخل إلى الجسم قرابة ثلاثة ليترات من السوائل (بما يعادل 12 كوباً تقريبا)، يخرج حوالى ليتر إلى ليترين من البول من الجسم بعد خصم ما يخرج عن طريق العرق وبقية سوائل الجسم.

ما هي أحدث وسائل العلاج في هذا المجال؟

تقدمت بشكل ملحوظ وسائل التشخيص المبكر للالتهابات والحصوات، وتوافر أحدث التحاليل والأشعة مثل الموجات فوق الصوتية والمقطعية متعددة المقاطع من دون صبغة، ويوازي هذا التقدم علاج حصوات الكلى والحالب والمثانة، ما قلص دور الجراحة التقليدية إلى حالات قليلة، ويمكن الآن تفتيت حصوات الكلى عن طريق الموجات التصادمية من دون تخدير، أو بواسطة منظار الكلى بالليزر. كذلك تعالج حصوات الحالب، خصوصاً الصغيرة منها، بأدوية توسيع أو منظار الحالب وبالتالي رجوع المريض إلى نشاطه الطبيعي ومباشرة عمله في اليوم نفسه.

كيف ينظم المريض تناول الدواء خلال شهر رمضان؟

مع التقدم في عالم المضادات الحيوية صار من السهل التخلص نهائياً من أصعب أنواع الميكروبات العنيدة التي تصيب المسالك البولية، ومن خلال مزارع معملية تساعد على دقة اختيار المضاد المناسب للميكروب من دون توليد فصائل مقاومة للعلاج في المستقبل، وباستحداث أنواع جديدة للمضادات ذات المفعول الممتد أصبح تناولها أثناء شهر رمضان ممكناً سواء كانت من الأنواع التي تعطى مرة يومياً أو مرة عند الإفطار والسحور.

back to top