مشاكل الإمساك وتعقيداته... واستخدام المليّنات

نشر في 26-05-2013
آخر تحديث 26-05-2013 | 00:01
يتراكم البراز في المستقيم وبعدها يقسو ويصلب مشكلاً الكتلة البرازية. عندما يتم ذلك يشعر المريض بثقل في مستوى المخرج كما يشعر باندفاعات بالمستقيم وبحاجات خاطئة للدخول الى المرحاض. ما النصائح في هذا المجال؟
 د. رباح النجاده يشعر المُصاب بالإمساك بحاجته إلى التبرز ولكنه عند دخوله لقضاء الحاجة لا يتم ذلك. وقد يشكو أحياناً من إسهال سببه التهيج في جدران المستقيم الذي تفرز جدرانه سائلاً مخاطياً يصاحبه أحياناً قليل من الدم.

تظهر الكتلة البرازية غالباً عند المسنين الذين يفقدون الشعور بالحاجة إلى التبرز. من الواجب إخراج هذه الكتلة بأية طريقة. هنا تصبح الاستشارة الطبية واجبة لمعالجة هذا {الإمساك النهائي}، وقد يصف الطبيب حقنة شرجية بالماء والزيت أو بالزيت بمفرده. وأحياناً قد يصف بعض الملينات.

انسداد المعوي

يجب عدم الخلط بين الإمساك والانسداد المعوي، فالأخير يحدث عندما يتوقف المرور المعوي بشكل كامل بسبب وجود كتلة برازية قاسية فيه. أما الإمساك فهو بطء بسيط في الصرف المعوي.

بواسير

البواسير أوردة دموية دقيقة موجودة على مستوى المستقيم والمخرج وتسمح بإغلاق المخرج بشكل كامل خلال التبرز. ومن عوارض داء البواسير حصول آلام ونزيف وانتفاخات صغيرة. والإمساك الذي ينتج من وجود براز قاس وبذل مجهود دفعي لإخراجه يشقق منطقة المخرج ويزيد من إمكان ظهور البواسير. في هذه الحالة، لا بد من معالجة الإمساك للتخلص من البواسير. ويمكن المعاناة من البواسير من دون حدوث إمساك، فالجلوس الطويل  وشرب الكحول بكثرة وتناول الأطعمة المليئة بالبهارات، كذلك مشاكل تليف الكبد والسمنة... كلها قد تكون أيضاً سبباً للإصابة بالبواسير. نشير إلى أن عدم معالجة الإمساك خطر قد يؤدي إلى ظهور مشاكل صحية كثيرة وتعقيدات متعددة.

زهورات وحبوب ملينة

ثمة نباتات استخدمت منذ قرون في معالجة الإمساك منها السنامكي والصبير والراوند والتمر الهندي وغيرها وتوجد على شكل زهورات أو حبوب. تعمل هذه الملينات على إفراغ الأمعاء والمستقيم ولكنها تعمل على تهييج الغشاء المخاطي المعوي في الوقت نفسه. ففاعلية الملينات الآنية جيدة، لكنها لا تعطي الحل الناجح على المدى الطويل.

تدخل الملينات المريض في حلقة مفرغة يصعب الخروج منها. فالجسم سيعتاد على استخدامها، مما يتطلب زيادة الجرعة تباعاً للوصول إلى الفاعلية ذاتها. فهذه الملينات صالحة وفاعلة في بعض الحالات الطارئة كالسفر أو المرض أو عند حدوث إمساك عرضي صعب تحمله. أما عندما تستعمل لمدة طويلة فإنها تؤدي الى كسل معوي. وبما أن الملينات والزهورات من مصدر نباتي، فإن معظم الناس يعتقدون بأنها غير مضرة بالجهاز الهضمي. ولكن العكس هو الصحيح، خصوصاً عندما تكون على شكل زهورات. وتوجد أنواع أخرى من الملينات ذات أصل كيماوي لها كثير من السلبيات.

أثارها السلبية

يؤدي الإسراف في استعمال هذه الزهورات والملينات إلى نتائج غير حميدة، أبرزها:

• تناول جرعة بسيطة منها يومياً يؤدي إلى الاعتياد عليها والتقليل من مفعولها، ما يضطر المريض إلى زيادة كمية الجرعة للحصول على النتيجة المطلوبة.

• تسبب الملينات إسهالاً وأوجاعاً في البطن.

• يؤدي الإسراف في استخدام الملينات إلى خسارة كمية من الأملاح المعدنية الأساسية والماء.

• يجب الانتباه إلى عدم استخدام الملينات مع أدوية أخرى مثل الدواء المنظم لضربات القلب.

• يمنع استخدامها من الحامل أو المرضع.

• ولا تعطى أبداً للأطفال أو الصغار.

أنواعها

السوق والصيدليات مليئان بأنواع الملينات المختلفة وبأشكال عدة مثل الحبوب العادية والكبسولات الجيلاتينية وعبوات الشراب والزهورات.

زيوت

تستعمل الزيوت كملينات وأبرزها البرافين والفازلين. تستخدم منذ أمد طويل وتقوم بتطرية وتشحيم البراز مما يسهل خروجه. الزيوت مفيدة إذا تم استخدامها في بداية المعالجة أو عند حدوث إمساك عرضي فحسب. غير أنها لا تعيد تأهيل الأمعاء. عموماً، يجب ألا نتناول هذه الملينات إلا بعد استشارة الطبيب وبوصفة طبية.

طريقة استخدامها

تستهلك هذه الزيوت صافية وهي لا تشكل أي خطر على الجسم. وبسبب طعمها غير المقبول ممكن إضافتها إلى بعض السلطات للتقليل من طعمها الكريه. وتسوق هذه الزيوت على شكل مربيات تعطيها نكهة بعض الفواكه، ما يخفف من طعمها ويمكن تقبلها.

مضاعفاتها

لهذه الزيوت كغيرها من الملينات بعض المضاعفات الجانبية، فقد تؤدي إلى تسرب البراز لاإراديا إذا تم استخدام كمية كبيرة منها لأن من الصعوبة تقدير كمية الزيت اللازمة للمعالجة. لذلك ينصح بإدخال الزيت  إلى الوجبات وأن يتم ذلك تدريجاً مع عدم الاسراف بتناوله.

كذلك يُنصح بعدم استخدام هذه الزيوت فترة زمنية طويلة من دون استشارة طبية، لأنها تمنع امتصاص الجسم لبعض الفيتامينات (A-D-E-K)، فالإسراف باستخدامها قد يسبب نقصاً بالفيتامينات. ويجب قراءة الوصفة الداخلية بانتباه لأن بعض مستحضرات الزيت ترافقه ملينات مهيجة لجدران الأمعاء لذلك يجب الحذر منها.

تحاميل

ينصح باستعمال التحاميل للمرضى المصابين بإمساك نهائي. أي إذا تجمع البراز في المستقيم وفقد المريض الإحساس بالحاجة إلى الدخول إلى المرحاض. وينصح باستعمالها لمعالجة شخص مصاب عرضياً بالإمساك في غير حالة السفر والمرض. ولكن ننبه إلى أن استخدام التحاميل ليس علاجاً ولا ينصح المصابين بالبواسير باستعمال التحاميل.

للتحاميل فاعلية كبرى ونتيجتها سريعة جداً، وتعمل بثلاثة طرق حسب تكوينها كالتالي:

• المفعول الميكانيكي وهو ينتج من تحاميل الغلسرين.

• المفعول التهيجي على غشاء المستقبم المخاطي.

• المفعول الطردي، أي أن ثاني أكسيد الكربون الذي ينشأ عن التحاميل الفوارة عند ادخالها في المستقيم يساعد على طرد البراز.

مضاعفاتها

لا توجد للتحاميل مضاعفات جانبية واضحة كالتسرب أو الإسهال أو الألم أو الانتفاخ. ولكنها قد تؤدي عند الاستعمال الطويل الى تهيج الغشاء المستنقيم، ما يسبب تدهوراً في حساسية المستقيم التي تؤدي إلى تأزيم حالة الإمساك. وينصح بعدم استخدام التحاميل إلا بعد استشارة الطبيب.

حقن شرجية

تستخدم هذه الحقن منذ العهود القديمة والمصريون القدامى كانوا يستخدمونها كل ثلاثة أيام لتفريغ أمعائهم. قد تستخدم عند التعرض لإمساك عرضي ولا ينصح باستخدامها بشكل متواصل، لأنها تؤدي إلى احتقان غشاء المستقيم المخاطي. كذلك قد تسبب كسلاً معوياً وتناقصاً في إمكان الشفاء، ما يزيد في تأزيم حالة الإمساك.

[email protected]

Twitter: @PROF_RN

Facebook: Rabah AL-najadah

back to top